لست بالإعلامي ولم أتشرف يوما أن أكون تلميذا في حواري إبداعه ولكن أزعم أن لدي من الفطرة البسيطه التى تشعر بأن هناك خطأ في إعلامنا ليس له تفسيرا ولا تبريرا.. كم نثرنا والكلمات برفق وعتاب وغضب نبيل ونحن نقول إن إعلامنا لا يرقى لمستوى الثوره.. لاترضينا التبريرات ولا دعاوي الدوله العميقه... لقد بح صوتنا عن أهمية دور الإعلام في كشف قبح الماضي من فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان.. ومن ضرورة عكسه لتعقيدات الحاضر ومايحدث من معالجات لأزماتنا الخانقه.. ومن تبشير بالمستقبل والغد السعيد..لكن لا نرى إستجابة ولا إهتمام.. فلم نري كاميرة تزور قرى دارفور المحترقه ولا كهوف جبال النوبه التي اصبحت حماية لأطفالنا من حرائق الانتينوف.. ولا جالت في بيوت الأشباح التي هي في مرمى حجر من مجلس وزرائنا الموقر... لم تحاصر الوزراء والمدراء عن الأزمات ولم تقف مع المواطن في الشارع لتسمع منه. فأكتفت بأكلشيهات إعلام الانقاذ الكسيح من سافر فلان وقابل فلان فلا نبض الثورة ولا روحها.... حتى كاد ان ينقطع الحبل السري بين سلطة الثوره وقواعدها واصبح كل في وادي وبدأ الإحباط والتذمر في التسلل.. حمدلله ان بعث لنا لجنة إزالة التمكين لتنجح فيما فشل فيه إعلامنا.. وأصبحت منبرا يترقبه شعبنا كل خميس وتطالهم أعراض السهر والحمى اذا غابو عن الميعاد.. نجحوا في بث روح الثوره ورسموا بسمات الامل في الشفاه وشعبنا الصابر يرى قلاع الفساد تتهاوى وخيراته المنهوبه تعود لداره وتصب على خزينة الدولة خيرا وسلاما.. هذا التوحد والترقب والفرح كان هدية في طبق من ذهب لإعلامنا.. فقد قدمت لجنة ازالة التمكين جزوة الثوره لشعبنا بردا وسلاما وحبلا يربط شعبنا بقادته يعيشون على أمل اللقاء ويستعيدون نغم القرارات التي هدأت القلوب وأسكنت النفوس. كنا نتوقع من إعلام الثوره أن يستغل هذه الفرضه لينفخ الروح في أعضائه الهزيله وان يجعل من مقررات اللجنة عصاة يتوكأ عليها وحبلا سحريا يربط قلوب شعبنا مع الثوره في كل ثانية ودقيقه... لكن لحسرتنا كأن ما يحدث لا يهم إعلامنا.. وكأن حماس شعبنا وإحتفائه بالعداله وكشف الفساد لايستحق ان يستمر وان نكتب الاستمرارية والدوام.. نحن أبناء هذه الثوره ووقودها ويحق لنا أن نسأل.. 1.ما الذي يمنع ان تكون قرارات اللجنه مادة خصبه لإعلامنا للتوسع والتعمق فيها... وان يكون هناك استرتيجية و برامج يوميه في الاذاعه والتلفاز مع صور ولقطات على مدار اليوم. 2.ما الذي يمنع ان تقوم البرامج والكاميرات بدورها لترسيخ القرارات وتفصيلها بلقاءات مع المختصين عن أثر الفساد وكيفية حدوثه وتأثير المسترد على موارد شعبنا... وضمانات عدم تكراره.. 3.ما الذي يمنع من ارسال المحررين والفنيين لتصوير هذه الملايين من الأمتار التي استلبها الطغاه لنعكس للشعب مايحدث فيها.. وصور لهذه الفنادق والعقارات التي نهبها هؤلاء الاوباش. 4.ما الذي يمنع من محاولة مقابلة من استردت منهم الأموال وأهلهم وجيرانهم..وضحاياهم.. وايضا مقابلة رجل الشارع وردود فعله على هذا النصر وحجم الفساد... وتوقعاتهم عن بؤر الفساد. هذه النقاط والافكار لاتحتاج ذكاء ولا إعلامي متمرس بل اي رجل في الشارع يعلم انها فرصة للإعلام ليعود في قلب الثوره يوحد الشعب في متابعة تفاصيل الفساد على مدار اليوم يستفيد من هذه القرارات رغم انها شذرات من جبل الفساد لكنها اشعلت حرارة الثوره في القلوب ولو كان إعلامنا بحجم المرجله لخلق لها لهيبا وجعلها تمور يوميا يضع فيها من التفاصيل والمقابلات مايجعلها مشتعلة وغير قابلة للإنطفاء.. فيا إعلام ثورتنا... لقد قدمت لكم اللجنه مادة خصبه وقرارت يمكن أن تملأ أجهزتكم بعبق الثوره وترقب الشعب لساعات وشهور تربط الشعب مع ثورته وتزيد من وعيه. ٍ كونوا قدر توقعاتنا.. ولتسير خطاكم بثقة لا تقف ولا تستكين... تعري الفساد تعكس ازمات الواقع وتبشر بالمستقبل... قوموا لواجبكم..