15- البَغَلَةْ فِيْ الإِبْرِيْق يقول المثل: - لاكين، منو البيقدر يقول البغلة في الإبريق؟ ويُقصد به: من الذي يقدر على قول الحقيقة. والروايات تختلف في أصل القصة، وربما تكن القصة التالية هي الأقرب للحقيقة: إن أحدَهم كان يُطاردُ بغلةً ضخمةً، فدخلت البغلةُ بيتًا به غرفة صغيرة، وهي تبحثُ عن مكانٍ آمنٍ تختبيءُ فيه. ولم يكُن بالغرفةِ سوى صَبيٌ وإبريق. وأقتربت البغلةُ من الإبريق، وابتدأت تُصغِّرُ من حجمها، تدريجاً... حتى طار حجمها صغيراً جداً، وعندئذٍ دخلت إلى جوفِ الإبريق، واستقرَّت فيه. واندهش الصبي فقد كان الأمر ضربٌ من الخيال، ولكن الحقيقة هي: - إن البغلة دخلت في الإبريق. وفجأة، دخلَ إلى الغُرفة رجلٌ، يحملُ في يَدِهِ سَوْطًا ضخماً، وسألَ الصَّبِي: - هل رأيت بغلةً؟ أيُّهَا الصبي! فنظر الصَبيُ إلى الإبريق، ثم إلى السوط، ثُمَّ هزّ رأسه بالنفي، مَرعُوباً من إحتمال تعرضه للجلد. ولا شك إنَّهُ إذا قالَ الحقيقة، فسوف يُتهم بالجُنُون، ويُجلد بلا رحمة، لذا فقد فضّل الكذب على قول الحقيقة، الخياليّة، التي لا تُصدق. فصارت الواقعة مثلاً يُضرب عندما يُخفِي أحدٌ ما الحقيقةَ، إيثاراً لسلامتِهِ، وتجنُّباً لما قد يجرَه عليه صِدْقُه من مَتاعِب.