* تدني خطاب (الاسلاميين) من الإسلام هو الحل إلى (لحس الكوع) و(أمسح واكسح).. *دخل (الإسلاميون) للسلطة بمسميات الإسلام وخرجوا من السلطة بمسميات الوطنى والشعبي.. *كشفت السلطة عن فجوات الخطاب وأدت لتفكيكه.. اشارة: هذا مبحث يسعى لأختبار خطاب (الإسلاميين) في السودان قبل استلامهم للسلطة وبعد استلامها في عام 1989، ويحاول كشف النسق الهابط في هذا الخطاب، ومن ثم البحث حول التفكيك الذاتي للخطاب، أي تشرذمه عبر تجربة الحكم. هذا المبحث لن يكون مكتملا إلا إذا اشتغل النقاد والكتاب ومن مختلف الانتماءات على قاعدة كشف هذا الخطاب، حتى لا يتكرر ما حدث عبر العقود الماضية.. وأن تؤدي تجربة حكم (الإسلاميين) في السودان لاستعادة قراءة كافة الخطابات التي تعتمل داخل الساحة السودانية، وبالذات الدينية منها.. ومن ثم اخضاعها للرصد والتحليل، من أجل تجنب ما احدثته هذه التجربة في الحكم من قبل (الإسلاميين). فرضيات أولية: الفرضية الأولى: قوة أي خطاب تتأتى من قوة الفكرة، وصلابة الفكر. الفرضية الثانية: تحولات مسميات تنظيم (الإسلاميين) السودانيين عكست طبيعة الخطاب وأدت لعدم تماسكه. الفرضية الثالثة: خطاب (الاسلاميين) يعتبر خطابا ديماغوجيا، لأنه يستخدم مخاوف الآخرين وأفكارهم المسبقة. الفرضية الرابعة: كلما كان (الاسلاميون) خارج السلطة اشتغل خطابهم وفق نسق صاعد نسبيا. تقديم: يمكن تعريف الخطاب في اللغة بكونه (ناتج الفعل الثلاثي خطب، أي تكلم وتحدث للملأ، أي لمجموعة من الناس عن أمر ما، أو ألقى كلاما.. اما تعريف الخطاب اصطلاحا فهنالك الكثير من التعريفات المتعارف عليها للدلالة علي الخطاب ومنها إن الخطاب مجموعة متناسقة من الجمل، أو النصوص والأقوال، أو أن الخطاب هو منهج في البحث في المواد المشكلة من عناصر متميزة ومترابطة سواء أكانت لغة أم شيئاً شبيها باللغة(1).. وللخطاب عناصر ترتبط بالمؤلف والمتلقي، والرسالة المطلوب ايصالها، ووسيلة الايصال(2).. ولقد ارتبط الخطاب في الأصل باللسانيات، وهذا ليس من أهداف هذا المبحث للخوض فيه، بقدر ما يركز هذا البحث في كشف الحجاب عن الخطاب الدينى والسياسي المستخدم في مرحلة الحكم في السودان، ومن قبل (الاسلاميين) وما قبلها، وأسباب تبدل الخطاب، ولماذا اتسم بالنسق الهابط، مستخدمين مفهوم كون أن الخطاب هو مجموعة متناسقة من الجمل أو النصوص أو الاقوال، التي تصدر من تنظيم أو مجموعة ما، و لماذا تبدلت الأقوال والنصوص عبر تجربة السلطة والحكم..؟ توصيف الإسلاميين تاريخيا: ظاهرة نشوء (الإسلاميين) في المنطقة العربية، اقترنت بظاهرة الفراغ الحضاري، والذي نتج عن سقوط الحضارة العربية الإسلامية، ومن ثم بروز الظاهرة الاستعمارية، والتي شكلت تحديا لدى المجتمعات العربية والإسلامية.. ولقد ظهرت عبر هذه الحقبة، أي الحقبة الاستعمارية تيارات أخرى، ماركسية وقومية ووطنية.. ولقد ارتأت التيارات الدينية إن مواجهة واقع الانحطاط بظاهرته الاستعمارية والمرتبطة بالتخلف لا يمكن حلها إلا بالعودة إلى الماضي، وبعث التراث الدينى، وهذه الرؤية قد شكلت القاعدة الأولى لرفض فكرة الارتباط بالحاضر، والتنظير له وفق منهج جديد يدرك المتغيرات التي حدثت في تاريخ المسلمين، ويستطيع فهم التراث ضمن مفهوم المعاصرة، والوعي بالأسس التي جعلت الغرب أن يستعمر البلدان الإسلامية، أي فهم ظاهرة التخلف ضمن أطر اقتصادية وسياسسة واجتماعية، دون نزع أو انتزاع المرحلة عن سياقها التاريخى.. ولقد تباينت هذه التيارات بين تيارات متطرفة ووسطية ومعتدلة.. وبالرغم من التفاوت في درجة الخطاب بين هذه التيارات إلا أنها تلتقي في هذه النقاط كما يقول بذلك دكتور حامد نصر أبو زيد (3): ◾التوحيد بين الفكر والدين وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع. ◾تفسير الظواهر كلها بردها جميعا إلى مبدا أو علة، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.. ◾الإعتماد على سلطة السلف، أو التراث، وذلك بعد تحويل النصوص التراثية إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل في كثير من الأحوال عن النصوص الأصلية.. ◾اليقين الذهني والحسم الفكري القطعي ورفض أي خلاف فكري.. نتجت هذه المشتركات لدى هذه التيارات نتيجة لظاهرة الهروب إلى الماضي، وعدم القدرة على مواجهة الواقع، وفق المنظور الذي يعلي من قيمة العقل، وتأكيد دوره في فهم تناقضات الواقع المعين وحلها.. هذا هو التراث الذي حكم هذه التيارات وأسس لخطابها، وهو الخطاب الديني، والذي اصبح مسيطرا عبر القرن المنصرم، وأدى إلى تعميق ظاهرة التخلف لأنه أصبح خطاب إعاقة، بدلا أن يتحول إلى خطاب حلول.. على ضوء هذه الافكار يمكن وضع (الاسلاميين) السودانيين ضمن هذا التصنيف، ومن ثم قراءة طبيعة الخطاب في الواقع السوداني واكتشاف نسقه الهابط.. الفكرة والخطاب: الخطاب هو انعكاس للفكرة، فكلما كانت الفكرة قوية ومتجذرة في الواقع، عكست قوة الخطاب وتأثيره على المتلقي.. وبالنظر إلى الفكرة التي تأسست عليها الحركة الإسلامية السودانية، فأننا نجد انعدام التنظير للواقع، وفق تناقضاته، بل نستطيع أن نقول بأنه قد تم استلاف الفكرة من الماضي، أو من آخرين، ولم يتعب (الاسلاميون) السودانيون في طريقة إعمال العقل لتحليل الواقع، وفهم اشكالاته، بل استخدموا تاريخ الأسلاف لتوصيل خطابهم، وهذا قد ساعد كثيرا في طريقة الكسب للتنظيم، إذ لعبت الخلفية الدينية ولغالبية الشعب السوداني، والمرتبطة بالإسلام دورا في أن يكسب تنظيم (الاسلاميين) للكثيرين، دون مساءلة خطابه عند البعض، بكونه يرتبط بالدين وبالذات في واقع تراجعت فيه الاستنارة، وتخلف فيه التعليم كثيرا، مرتبطا كل ذلك بحالة الفقر الاقتصادي، وبالذات عبر مرحلة السبعينيات وما تلاها.. وهي الفترة التي توسع فيها التنظيم، وبالذات عندما تصالح مع نظام مايو، وبالتالي الاستفادة من السلطة في توسيع دائرته الحزبية.. الجدير بالملاحظة فإن تنظيم (الاسلاميين) في السودان قد غير من اسمه كثيرا حتي يتماشى مع الواقع، وهذا يعكس سطحية الفكرة، ونمطها الانتهازي في التعبير عن متطلبات الواقع.. فقد كان الاسم الأول هو حركة التحرير الإسلامي في العام 1949، وهي مرحلة التحرر الوطني، وبعد العام 1955، ظهر اسم الإخوان المسلمين، كتحدي لضرب الاخوان المسلمين في مصر من قبل نظام جمال عبد الناصر، ولتأكيد حضور الفكرة.. ولقد تم تغيير الاسم مرة أخرى، ليصبح جبهة الميثاق الإسلامي، بعد ثورة اكتوبر، بما يعنيه الميثاق من ضرورة في زمن ديمقراطي يتطلب الميثاق بين القوى السياسية، وبعدها الإخوان المسلمون، أو الاتجاه الإسلامى في حقبة النميري، وتحول التنظيم إلى الجبهة الإسلامية القومية في العهد الديمقراطى، لينتهي بالمؤتمر الوطنى والشعبي، دون الصاق كلمة إسلامي به، بعد أن فقدت الكلمة بريقها وبدت الوطنية والشعبية أكثر قبولاً.. هذا التحول قد أثر على الخطاب في مجمله وجعله خطابا متشرذما،. والشيء الوحيد الذي أعطى الخطاب تماسكه، وقبل الوصول للسلطة هو الدين، والاطروحات المرتبطة به في وسط بيئة، وكما قلنا سابقا، تساعد في ذلك، ولكن تشرذم هذا الخطاب تماماً عندما وصل (الاسلاميين) للسلطة، كيف؟ خطاب ما قبل السلطة وما بعدها: نستطيع القول إن (الاسلاميين) السودانيين قد استثمروا التاريخ الديني لتوصيل خطابهم، ولهذا فأفضل توصيف لهذا الخطاب هو الديماغوجية.. ويمكن توصيف الخطاب الديماغوجي بكونه (يستخدم مخاوف الآخرين وافكارهم المسبقة لإقناعهم)، وهو خطاب سياسي للحصول على السلطة وكسب القوة السياسية من خلال مناشدة التحيزات الشعبية، بالاعتماد على مخاوف الجماهير وتوقعاتها (4).. وهذا الخطاب هو الذي حكم تجربة (الاسلاميين) السودانيين، إذ تم توظيف الدين بشكل متصل من اجل الكسب السياسي، وكما يقول حسن مكى، وهو من الإسلاميين: (ظل خطاب الحركة الإسلامية مبسطا قائما على أدبيات الحركات الإسلامية، ومركزا على شعار الإسلام دين، ودولة، وتحكيم الشريعة والمطالبة بالدستور الإسلامي (5).. ولهذا نطلق عليه الخطاب الديماغوجي، لأنه لا يعبر عن الواقع وفق رؤية موضوعية، ويتماهى مع الشعار الديني، دون الالتزام بهذا الشعار، إذ هو خاضع لتبدلات المرحلة وطبيعتها، كما سنلاحظ ذلك لاحقا.. ولكن ومن ناحية أخرى فقد انشغل هذا الخطاب كثيراً بقوى اليسار، وأصبحت هذه القوى أهم من الواقع في تصنيف هذا الخطاب نتيجة لانشغال الاسلاميين بها، وبالذات الحزب الشيوعي السوداني.. ولهذا يؤكد حسن مكي إن الحركة الإسلامية عملت على (مجابهة مجمل خطاب الحركة اليسارية حول الهوية، والوجهة الثقافية، وقضية الانتماء، والسلوك) (6).. وكما يقول حسن مكي وفي ذات السياق فقد (تمثل الخطر الداخلي على الطرح الإسلامي في الصوت اليساري وأعطى الاسلاميون أولوية لاسكات الصوت اليساري على غيره من القضايا (7).. وهذا ما حكم تطور هذا الخطاب عبر مراحله المختلفة، إذ اشتغل هذا الخطاب على مستويين: المستوى الأول، وهو توظيف الدين من أجل الكسب الحزبي: أما المستوى الثاني فهو توظيف هذا الخطاب ضد قوى اليسار، مما أدى ذلك إلى اهمال التنظير للواقع وايجاد الحلول للمتغيرات التي تحدث فيه، وكمثال على ذلك، فبدلاً من أن ينشغل (الاسلاميون) السودانيون في تثبيت أركان النظام الديمقراطي بعد ثورة أكتوبر، انشغلوا بمواجهة الحزب الشيوعي، حتي توصلوا لحله وطرد نوابه من البرلمان، وهو ما أدى إلى التعثرات اللاحقة التي صاحبت النظام الديمقراطي، حتى أتى العسكر لاستلام السلطة.. الجدير بالاشارة هنا أن هذا الخطاب يشتغل بفاعلية و(الاسلاميون) خارج السلطة، ويتم توظيفه بشكل واسع.. نلحظ ذلك عبر التجربة الديمقراطية الثالثة.. حيث تم توظيف هذا الخطاب بشكل وصل إلى حد إرهاب الخصوم، وبالذات فيما يتعلق بالمساس بقوانين سبتمبر، وكذلك توظيف هذا الخطاب في قضية حرب الجنوب وحشد التظاهرات، مثل مظاهرة أمان السودان، لمغازلة القوات المسلحة من جهة، وقطع الطريق أمام مساعي السلام عبر تلك المرحلة، ولكن من خلال صعود (الاسلاميين) للسلطة تساقط هذا الخطاب وهذا ما اطلقنا عليه النسق الهابط. خطاب السلطة والواقع الأقوى: يمكن القول بأن (الاسلاميين) وعلى مستوى القيادة يعلمون بأن المشروع الدينى والذي يتم تسويقه عبر الخطاب اليومي، لا يمكن تحقيقه، لكنه يبدو ضروريا من أجل الوصول للسلطة، ومن جهة مقابلة فإن قاعدة وجماهير (الاسلاميين) ونتيجة لضعف الوعي قد تتماهى مع الخطاب، وقد تعتقد إن اقامة الدولة المسلمة ممكنة، وذلك نتيجة لمحدودية الرؤية، ونتيجة للجدل الذي يمارسه الخطاب، وهنا فقط تكمن قوة الخطاب، إذ يطرح قضايا مثل الإسلام هو الحل، والحفاظ على الدين، أو تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذه شعارات يمكن أن تستقطب البعض، والذي لا يدري ما هو الكامن وراء هذه الشعارات، ولا استحالة انزالها في أرض الواقع.. وبعد صعود (الإسلاميين) للسلطة فإن هذا الخطاب قد واصل ذات النسق في بدايات استلام السلطة، ولهذا ظهرت شعارات نحن للدين فداء، والحرب المقدسة في الجنوب، وعرس الشهيد، وساحات الفداء، وغيرها من المسميات.. ولكن من خلال الاصطدام بالواقع الذي تنتجه السلطة، والتي هي غاية في عرف الاسلاميين، فقد بدأ الخطاب الديني يخبو قليلا ويتلاشى تدريجيا.. فما الذي ادي ذلك؟ من أهم الأسباب في ذلك يرتبط بالتالي: أولاً: اعتمد الخطاب على أنساق ثلاثة متداخلة، وهي النسق الثقافي، والشخصي، والنظام الداخلي للتتظيم.. لقد تفكك النسق الشخصي من خلال بعض الممارسات التي قام بها بعض (الاسلاميين) في السلطة، وبالذات فيما يتصل بالسلوك العام، وخط الاستقامة، وهذا ما أدى لسقوط النسق الشخصي، والذي أدى بدوره إلى سقوط النسق الثقافي العام، وهذا انعكس على نسق التنظيم ككل، والذي تفتت نتيجة لهبوط تلك الانساق. ثانياً: التصميم الأوًلي للمشروع يقوم على مرتكزات خطأ، تفتقد القدرة على التنظير المسبق للواقع، وبالتالي تجريد الفكرة من معادلها الموضوعي، والانجرار خلف الشعار، والخطاب الاجوف. ثالثاً: تبدو السلطة وكأنها غاية لدى الاسلاميين، فقد كان حضورهم عبر الديمقراطية كبيرا، وكان من الممكن الوصول إليها عبر صندوق الانتخاب، وبالتالي كسب الشرعية الديمقراطية لانفاذ المشروع، هذا إذا كان هنالك اصلا مشروع يرتبط بقضايا الناس وتطلعاتهم. ولهذا فقد كانت وسائل الوصول للسلطة مرتبطة بالمؤامرة والكذب على الناس، وهذا ما حكم فترة حكمهم للسودان. رابعاً: الاسلاميون لا يعترفون بالخطأ، لأن الفكرة لا تقوم على التجريب الذي يقبل الخطأ والصواب، إنما تقوم على الاستنباط من الواقع الدينى الكلي، وهذا ما ينفي الاستقراء والذي يرتبط بفهم جزيئات الواقع، ثم تعميهما على الكل، إذ يعمل الاستنباط على تعميم الكل على الجزء، وهنا يكمن خطا الإسلاميين. خامساً: في فترة السلطة غاب منهج التثقيف، والتربية الداخلية، والبناء الذي كان يشكل ملمحا لمرحلة ما قبل استلام السلطة، وتحول التنظيم إلى تنظيم سلطوي، وبدون بوصلة فكرية.. لقد أدت كل تلك العوامل إلى هبوط خطاب (الإسلاميين) عبر تجربة الحكم وتشرزمه.. ويمكن القول، وعند منتصف التسعينيات، وبعد فشل المشروع الديني تماما، فقد ظهر خطاب آخر متشنج، نلحظ ملامحه من أقوال مثل (أمريكا تحت جزمتي)، ولاحقا (لحس الكوع)، ثم (أمسح، اكسح... الخ) وتراجع الخطاب الديني، إلا في بعض المناسبات.. وحتى المهرجانات الجماهيرية، فقد حل فيها غناء الحماسة السوداني، بديلا للانشاد الديني، والرقص بديلاً عن أناشيد ساحات الفداء، وشعارات الحرب الجهادية.. وبهذا نستطيع القول إن الخطاب الدينى، قد سقط مما كان مؤشرا لسقوط المشروع الديني كله، وهذا قد عكس المأزق الذي دخل فيه (الاسلاميون) بعد أن ثارت عليهم الجماهير الشعبية، وتم اسقاطهم من السلطة.. الملمح الأساسي في كل هذا فإن الإسلاميين السودانيين قد صعدوا للسلطة عبر الخطاب، وهو الخطاب الديني الذي برروا به صعودهم للسلطة، ولكنهم خرجوا منها بلا خطاب، لأنه قد حدث التدمير الذاتي للخطاب، فهل من الممكن أن يعيدوا استنساخ ذلك الخطاب مرة أخرى؟ من المؤكد نعم، ولكن السؤال الأهم، هل ستتجاوب معهم الجماهير الشعبية؟ هذا يعتمد على الطريقة التي ستدار بها الدولة السودانية، وبالتالي تجفيف منابع (الإسلاميين) وضرب مرتكزاتهم.. خاتمة: هذا المبحث اشتغل على قاعدة بحث الأنساق في تجرية خطاب (الاسلاميين) السودانيين، وذلك من أجل دراسة هذا الخطاب وفق أسس موضوعية.. وقد تجلى عبر هذا المبحث بأن سمة هذا الخطاب هي السمة الدينية، وهذه السمة تعبر عن تجريدات قد لا تكون لديها صلة بحركة التاريخ المتجددة، و لهذا فإن هذا الخطاب يصدر من عقل مغترب، لا يلامس الواقع ولا ينتبه لتعقيداته، وعند اختبار هذا الخطاب وعبر تجربة الحكم فقد سقطت عناصر قوته وتشرذم.. يطرح هذا الامر قضية جوهرية حول جدوى الخطاب الدينى نفسه، وهذا يؤدي إلى طرح جدوى وجود تنظيم ديني عبر هذا العصر الذي أصبح عصر العقلانية، والتصورات الواقعية بعيدا عن حلم الدولة الدينية التي قد قبرها تاريخ البشرية الساعي نحو التجديد و الحداثة. مصادر: 1- رانيا سنجق- تعريف الخطاب- موقع موضوع.. بحث غوغل.. 2- المصدر السابق.. 3- نصر حامد أبو زيد - نقد الخطاب الديني - مكتبة مدبولي - القاهرة 1995 4- لبابة حسن - تعريف الخطاب وأنواعه .. بحث غوغل.. 5- حسن مكي محمد أحمد - تجربة الحركة الإسلامية في السودان بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيسها.. بحث غوغل.. 6- المصدر السابق. 7- المصدر السابق. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.