بسم الله الرحمن الرحيم قبل يومين طالعنا مقالًا مؤثرًا للدكتور الوليد آدم مادبو يرثي أحد أقطاب عمد الزريقات من ذوي الشهامة والقيادة والكرم ، لقد استهل كتابه بمقدمة مؤثرة تصدرها من قصيدة لإبن منذر بالأبيات: كل حي لاقي الحِمام فمودي ما لحي مُؤمل من خلود لا تهاب المنونُ شيئاً ولا ترعى على والد ولا مولود ذكر عددا مهولاً أجلاء من أبناء السودان البررة الذين قد لحقوا بالرفيق الأعلى خلال شهر رمضان الكريم الذي انقضي منذ اسبوع. من ضمن ما ذكر من أسماء المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالباسط علي النبوي ( ريفي بربر) حافظ القرآن ورجل البر والإحسان. كان نعم الصديق لشقيقنا الأكبر شيخ مجذوب الذي حزن على فراقه كثيراً ولم تنتهي بعد أيام الحزن تلك واليوم يفاجأ شقيقنا شيخ مجذوب مرة أخرى بفقد صديق آخر بل عزيز لدينا كلنا أشقاء الشيخ مجذوب والسبب أن بحكم علاقتنا الحميمة المبنية على الحب والإحترام لشقيقنا بل والدنا المجذوب فقد تكونت لنا علاقات خاصة بمعظم أصدقائه لا فرق فى العمر إن كانوا شيوخًا أو من كبار الموظفين فى الوزارت والبنوك أو تجاراً يرمز لهم بالخلق والرقي بتقدم عجلة إقتصاد السودان أمثال أسرة عبدالمنعم محمد والشيخ مصطفى الأمين وغيرهم كثيرون ، كذلك كانت للأخ مجذوب علاقات أخرى طيبة جمعت وحوت حتى وصلت نيالا والفاشر والقضارف والدويم وبورتسودان وأتبرا وود مدني والابيض والسعودية. واليوم على لسان شقيقنا الشيخ مجذوب عزاء واجب والحزن قد ملأ جوانحنا نرثي معه طيب الذكر الصديق الصدوق و الحبيب و الأخ في الله الحاج سليمان عبدالله الذي لحق بالرفيق الأعلى اليوم . يعبر الشيخ مجذوب بقوله والله قد شق علينا نعيه كثيراً مع إيماننا بأن الموت حق، نقول الحمد الله الذي وهبنا نعماً كثيرة من أهمها حب الآخرين لوجه الله والحمد والشكر على نعمائه والرضاء بقضائه وقدره. فقد سعدنا بمعرفة المرحوم التي ولدت بداية صدفة كأي من أبناء السودان المحترمين كانت، فنمت وترعرعت تلك العلاقة الأخوية والمودة فكان نعم الأخ والرفيق ردحاً من الزمن الطويل فى عالم التجارة النزيهة وفي المشاركات الإنسانية الطوعية ورفقة لا ننساها ( يقولها الاخ مجذوب) معتمرين أو مشمرين حاجين فى زمن كان الحج فيه مشقة ويحتاج إلى صبر ونكران ذات فكان خير الرفيق و خير الصديق .صحبة المغفور له بإذن الله الحاج سليمان عبدالله كانت متفردة ، نزهة لا تمل فى حديقة الحياة ونسمة عبقة من نسمات الزمان التي ضوخت سمواتنا عطراً زكيًا واليوم قد عطرت روحه صاعدة تخوم السموات لتلقى ربها هانئة راضية مرضية، كان عليه رحمة الله كله محاسن وصفات حميدة تتمنى . أما إذا ذكرنا سيرته في العمل الخاص فإنها كانت متفردة النجاح بالفطرة وما ذلك إلا نتيجة ذكاء يترجم نبوغه وعبقريته التي كان تاجها الصدق والأمانة ، فقد كان من اولو العزم ، عصامياً ولج ساحات العمل في الصناعة ثم التجارة فاصاب نجاحاً دليله فيه ، بعد أتباعه مرضاة الله ومخافته ، اهتدائه بكل عناصر الإداره و أساسيات علوم الاقتصاد كانت عنده هبة ربانيه تمتع بها وأفاد بها غيره، إكتسبها بدون تعلم اكاديمى لا نريد اليوم وهو فى كنف الرحمن أن نقصم ظهره عند من يفى الكيل ... لقد عرفناه باراً باهله وغيرهم محسناً متجاوزاً ناصحاً وعامرا معمراً لبيوت الله بماله ومشورته و بالصلاة والذكر فيها وقد كان رحمه الله من الجابرين لخواطر الناس من أهل الحاجة و المتعففين و اليتامى و الأرامل ... حباه الله بالقبول عند الناس حتى الصغار دونه سناً كان يتجاوز معهم وينصحهم ويستمعون له ويحبون توجيهاته. ما توسط فى مشكلة قط إلا وكان الحل الناجذ على يديه بفقده اليوم فقدنا أخاً مُحباً لنا صادقاً معنا وكان كل ما بيننا هو محبة في الله وبرحيله لقد فقدنا رجلاً يعادل أمة كاملة ، نحسبه عبداً من أهل الجنة كان يمشي بين الناس .العين تدمع والقلب يحزن وانا لفراقك يا سليمان لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب، إنا لله وإنا اليه راجعون نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجزيه بخير ما يجزى به عباده الصالحين كل التعازي و المواساه لأبنائه وأسرته و محبيه وأهله في منطقة "كلي" و جميع عارفي فضله، آميين . اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره. إنا لله وإنا إليه راجعون مجذوب عبدالمحمود العربي وإخوانه عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.