لماذا هذا التاريخ بالذات؟ وما أهميته؟ الثالث من نوفمبر موعد تجديد العقوبات الإقتصادية التي فرضتها الولاياتالمتحدة علي السودان بموجب الأمر التنفيذي رقم 13067 الصادر في 3 November 1997. ووفقاً للتشريع الأمريكي الصادر في هذا الشأن، (يتوجب) علي البيت الأبيض إعلان تجديد العقوبات الإقتصادية علي السودان (في أو قبل الثالث من نوفمبر من كل عام). فهل هذا العام سيكون مختلفاً عن سابقاته؟ الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس أوباما في 13 January 2017 قبيل مغادرته البيت الأبيض (لم يلغي) كامل العقوبات، فقط سمح للمؤسسات الأمريكية والمواطنين الأمريكيين بالحصول علي ال (General Licenses) بدلاً عن النظام السابق في إطار قانون العقوبات القاضي بالحصول علي (Licenses) لمجال أو سلعة بعينها؛ ولكن دون رفع كامل للعقوبات. (أخر تحديث للعقوبات علي السودان)* (1): نعم، الثالث من نوفمبر من كل عام هو موعد تجديد العقوبات الإقتصادية علي السودان. فهل يا تري، الثالث من نوفمبر من عام 2020 سيمر دون تجديد لتلك العقوبات؟ ونكون بذلك قد خرجنا من عنق الزجاجة؟ ثانياً: من جهة أخري، فإن الخطاب الذي بعث به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلي زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، يمثل إبتدار ال (Process) لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، (العقبة الكأداة) في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين، وليس كما يعتقد العديد من الناس بأن إلغاء العقوبات الإقتصادية هو الأهم. دون إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لن يكون في مقدور السودان الإندماج الحقيقي والفاعل في المجتمع الدولي، ولن يستفيد من أي عون تنموي، أو تخفيف للديون في إطار مبادرة ال (HIPC) Heavely Indebted Poor Countries أو إلغاء تلك الديون التي ثقل كاهله بشكل كلي. كلنا أمل أن تمضي خطوات التواصل الدبلوماسي والسياسي مع السودان من قبل الولاياتالمتحدة بخطي متسقة ومتسارعة مع روح التعاطي الحالي مع حكومة الثورة والإنتقال في شأن إبتدار ال (Delisting) في شأن رفع العقوبات الإقتصادية أيضاً. أدناه خطاب بومبيو لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ: وقد إحتوت الرسالة علي ثلاثة شروط: A bilateral agreement between the United States and Sudan is signed Sudan's State Sponsor of Terrorism designation SST is rescinded, and Legal peace legitimation restoring Sudan's sovereign immunities to those of a non-SST state is passed by Congress and signed by the President.(*) 2 ومن المهم أن يتضمن: (1) الإتفاق الذي سيوقع، (2) والتشريع الذي سيصدره الكونغرس، (3) والقرار الذي سيوقعه الرئيس الأمريكي، علي (حصانة) صريحة من أي ملاحقة قضائية أخري؛ أو جديدة؛ مهما كانت طبيعتها، وشكلها ومضمونها؛ ضد حكومة السودان الحالية، أو أي حكومات لاحقة، في هذه القضية؛ في أي مرحلة تاريخية لاحقة. ويتضمن إلتزام قانوني من الولاياتالمتحدة، وأفراد عوائل الضحايا، وأي جهة قضائية، أو سياسية، أو إعتبارية، أو أشخاص بنص وروح الإتفاق ( الملزم قانوناً للحكومة الأمريكية، والحكومة السودانية، وعوائل الضحايا معاً). بهذه الكيفية، يكون قد طوي هذا الملف وإلي الأبد، ويكون رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب (بشكل قانوني، وفق تشريع أمريكي، وقرار صادر من الرئيس الأمريكي، بعد إستيفاء السودان لكافة الشروط التي وضعتها الحكومة الأمريكية) قد قفل هذا الملف بشكل قانوني، و شامل، وملزم، وملزم، ولا رجعة قضائية، أو حكم قضائي أخر، أو إستئناف قضائي، أو قرار سياسي. ولنا أن نستبشر خيراً، بأن الولاياتالمتحدة، تتجه نحو إقرار New Foreign Policy تفاعلية نحو حكومة الثورة، والسودان في عهده الجديد، وكذا بترفيع التمثيل لمستوي السفراء، وتقديم السفير السوداني أوراق إعتماده فعلياً الرئيس الأمريكي، وبخطاب وزير الخارجية الأمريكي لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، بأن الإدارة الأمريكية، والكونغرس قد بدأوا فعلياً بإتخاذ خطوات في هذا السياق، في إطار ما يسمي ب ال (Fast Track) وهي طريقة أسرع، وتنطوي علي إرادة ورغبة سياسية أمريكية؛ ولأول مرة، لطَي ملف تصنيف السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعيداً عن إتباع الكيفية المعهودة التي تحدد ستة أشهر لإستكمال ال (Process). المراجع: (1) صفحة وزارة الخزانة الأمريكية. (2) خطاب وزير الخارجية المنشور لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.