خروج دابة الأرض من أشراط الساعة أو الفأل السيء. وحذرنا من عواقب خروج هذه الدابة السيد إبراهيم السنوسي في لحظة غضب مرة في الديمقراطية الثالثة. وذكر خروج الجراد والقمل. أظن. وأخذت حذري من قبل كم سنة لما اجتاحت العناكب مدينة مدني. ولم تترك لنا "الصحف" المسماة "اجتماعية" سبباً لعدم التحسب من الكائنات الخلوية الغريبة التي فتكت بأطفال طرف المدائن. ثم اتضح أنها كلاب بت كلب عضها الجوع بنابه الأزرق ف "هاجرت" في بلاد الناس. ثم شكى حي العرضة في أمدرمان قبل أيام من هجوم "الجقور" عليه. والجقر فأر ضخم بمثابة الأرنب أو أقل. وأول ما شاهدته كان في أبي حمد. وكان قد قطن بالفسحة بين بيوت المحطة وقطاطي الدريسة. أما دابة الأرض التي أعجبني خروجها فهي اسراب النحل التي داهمت جامعة الخرطوم. وقد أسفت أنها قد هاجمت الطلاب "من جم". بينما كانت "برمجتي" لها في أمنياتي الدفينة أن تصوب لسعاتها نحو أركان النقاش في الجامعة من كلمنجية ومصتنتين من الكلمنجية المضادة. أردت لها أن "تضوقهم" المرة. فتغرس إبرها حيث شاءت ولاسيما في الخشيم الذي سيهرج كثيراً قبل أن يأكله الدود. فمن صلب هذه الأركان اللغو خرج من جوارح الطير من تخصص في تعكير صفائي وإيذئي. وبرغم مخائل ذكاء بعضهم ولكنهم لم يعرفوا من أدب الخطاب (أو لا أدبه) إلا ما زودتهم به هذه المنابر. فحملوا مفاسدها إلى منتديات الشبكة وهاك يا ردحي. كنت أريد لنحل الجامعة أن يزلزل أركان نقاشها. فقد أصبحت قلاعاً لإذاعة الجهل والتعصب الطائقي. فالهجوم الشرس المتبادل فيها أصبح بمثابة الحرب الضروس. والمجاز في وصفها عسكري جداً. فسمعت من خشي على من عرض رأيه من السلق والمعيط: "أخد ساتر يا زول لأنهم حيرشوك رش". ويصف بعضهم هجوم أحدهم على الآخر ب"ردموك ردم". ولم يخلق الله الجامعة لهذه الطائقية وحرب العصابات. فهي مصاهر للتربية تأخذ الآخر وفكره بعين الاعتبار طلباً للحقيقة. ولكن أركان النقاش غير. إنها ساحة لصراع الديكة بمناقيرها الجارحة ومخالبها الغاشمة. فالآخر فيها عدو أو هو الجحيم كما قال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. وتبطل رسالة الجامعة متى استباح الطالب فيها الآخر. وخير من اعترف بجريرة الأركان هو السيد محمد أشرف خريج جامعة الخرطوم ذات يوم بمنبر "سودانيزأونلاين". فقال:"أركان النقاش محطة مهمة في تشكيل وعيِّ وتخريبه . . . أسوأ ما يمكن أن يتعلمه الكادر الخطابي من الأركان أن الآخرين هم دائماً مشاريع للاختلاف وإنو فكرتك لابد أن تنتصر مقابل فكرة الآخرين". ولذا جاز أن تردمه ردم وترشو رش وبالمقابل تأخذ ساتراً متى انقلب الأمر. أنظر عسكرة الفكر! وددت لو رش النحل الكادر الخطابي الجامعي رشاً "وردمو ردم" طالما استمر هذه الكادر في الاعتصام بالجهل وعدم غشيان المكتبة. فجهلهم وجهل مستمعيهم بأساسيات السياسة فاضح كما يرد أحياناً في الصحف. فمن بين 7 من الشباب لم يتعرف على ثورة أكتوبر 1964 أحد. وتشوف الحنك السنين! ولو استمر إضراب الكادر الخطابي ومستمعيه عن المكتبة مستعصمين بمراجل الأركان لدعوت الله ان تخرج قرود الجامعة من أشجارها تحمل أعواد الثقاب وتقتحم مكتبات الجامعة الكبرى والصغرى وتحتل رفوفها. ويا بخيت لا. وبقية القصة معروفة . . أو كما أعتقد.