معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سودانير ... الخلل والاصلاح .. بقلم: د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين
نشر في سودانيل يوم 19 - 10 - 2020

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

(1)
حقيقة ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال لأسباب كثيرة ليس هذا مجال ذكرها... و... اخيرا حزمت أمري... و... هذا ما كتبت...
لن اتحدث عن ماضي سودانير الناصع ولا عن كونها من اوائل شركات الطيران الافريقية ولا عن اسطولها ولا عن الخطوط التي كانت تسيرها... فهذا كله معلوم ولن يفيد تكراره في حل مشكل سودانير... بل يصب في اطار النياحة علي الميت - وهي ذكر محاسنه بالصوت العالي - وهل استفاد ميت من النياحة يوما ما؟ سأركز في هذا الحديث المختصر علي موضوع العنوان وهو الخلل والاصلاح...واعلم ان كلامي هذا سوف لن يعجب الكثيرين - اللذين يرون انهم اكثر ولاءا وانتماءا لسودانير من غيرههم - فلهم العتبي حتي يرضون...هي وجهة نظري الخاصة ولهم وجهة نظرهم الخاصة... ولا حجر علي أحد في ان يري ما يري... وأردد في هذا المقام شعار الثورة ( حرية - سلام - وعدالة). ولكي لا اطيل سادلف مباشرة الي الموضوع... في رأي شخصي الضعيف خلل سودانير يتلخص في النقاط التاليه... وليست هذه النقاط وحدها هي الخلل... لكن لأهميتها... اكثر من غيرها من نقاط الخلل أذكرها : -
1- عجز الادارات المتعاقبة في سودانير علي احداث النقلة المطلوبة في التفكير الاقتصادي والتجاري والاستثمار في الموارد البشرية والمادية.
2- عجز الحكومات المتعاقبة علي توفر ارادة ضرورة وجود ناقل قومي يساهم بقدر كبير علي وصل اطراف السودان المتباعدة والايمان باثر ذلك علي الامن القومي والاقتصادي وتحقيق الوحدة الوطنية.
3 - ضعف الاداء الذي لازم الطيران المدني وهو المنوط به قانونا تنظيم وتطوير صناعة النقل الجوي في السودان... فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟
4 - العاطفة الشديدة وادعاء الانتماء والارتباط بالشركة التي يدعيها العاملون مما اوجد قوة مقاومة شديدة لاي برامج اصلاح تختص بتحجيم عدد القوي العاملة كي تتناسب والحجم الحقيقي للاسطول العامل الفعلي. مما جعل الشركة اشبه بالتكية او دارا للايواء.
5 - عدم وجود رؤية (vission) طموحة تعادل حلم واماني الشعب السوداني خاصة وهم يتلفتون يمنة ويسرة ويرون ما وصلت اليه شركات الطيران حولهم ويتوقون ليوم تكون لهم فيه شركة طيران لا يخجلون ولا يستعرون منها... بل يفتخرون بها... وهذا من حقهم.
6 - عدم وجود هدف او التزام (mission)
واضح محدد يمكن تحقيقه ويمكن قياسه... لتسهيل عملية المحاسبة في حال الحياد او الفشل.
7 - الأيادي الكثيرة التي تؤثر في اتخاذ القرارات وتدخل المتنفذين في الدولة في شأن الطيران عموما كسودانير والطيران المدني والشركة القابصة لمطارات السودان وشركة مطار الخرطوم... كل هذه الجهات يتم اختيار المسؤلين عنها كمجالس ادارتها ومدرائها العامين بطريقه اقل ما يمكن ان يقال عنها انها عشوائية وبعيدة عن الشفافية... حيث لم نسمع في يوم من الاياَم بفتح باب التقديم لوظيفة مدير اي من الجهات المذكورة ويطلب ممن يأنس في نفسه الكفاءة التقدم بطلبه وسيرته الذاتية علي موقع معين بالانترنت ويتم غربلة الطلبات وعمل (short list) كما يحدث في كل الدنيا. مما ادي الي وجود المدراء من غير الأكفاء (بسكون الكاف لا بكسرها) في هذه المناصب. مما اسهم كثيرا في تدني الاداء.
سودانير... الخلل والاصلاح (2)
يقول فقهاء قانون الطيران أنه في علوم الطيران قبل الاخوان (رايت) لم يكن هنالك شئ صحيح أصلا... وبعد الأخوان (رايت) لم يأت أحد بشئ جديد أصلا... هذا للاحتفاظ للأخوان ( رايت)... أورفيل رايت (1871-1948) و ويلبور رايت (1876-1922) بقصب السبق حيث قاما بصناعة اول طائرة عام 1903م... وتعتبر الطائرة أخطر وأهم اختراع في القرن العشرين ولم يكونا مهندسين ميكانيكيين أو فنيين... ولم يدخلا الجامعة بل كانا عاملين يعملان في اصلاح الدراجات... هذا يعني أن للموهبة دور هام في النبوغ والتميز... بالاضافة طبعا للتعلم ...لقد تعلم الاخوين رايت كيف يصنعا الطائرة... وفعلاها... وادارا مشروع صناعة الطائرة بكفاءة وبكل التحديات حتي وصلا في النهاية الي قمة نجاح المشروع.
سقت هذه المقدمة الطويلة لأدلل علي أن الادارة موهبة بجانب أنها علم له أصوله وقواعده بلا شك... وأنه لا يكفي للنجاح في ادارة أي مشروع الحصول علي الشهادات العليا... ولقد تعاقب علي ادارة سودانير لفيف من الحاصلين علي الدراسات العليا وغيرها... الا ان النتيجة كانت تدهور سودانير المريع. وبالتأكيد لا يعني فشل سودانير كان فقط بسبب فشل المدراء اللذين تعاقبوا علي ادارتها بل ان هذا السبب يضاف اليه بالتاكيد اسباب أخري... ومن المؤكد أن للادارة القدح المعلي في نجاح او فشل أي مشروع.
لقد أتي علي سودانير حين من الدهر كانت تدار فيه بعقليات - أقول تأدبا وتقديرا لهم - عقليات غير محترفة ولا علاقة لها بعلوم الطيران... ومن كانت له بعض العلائق بعلوم الطيران كان َمكبلا لا يستطيع اتخاذ اي قرار وفقا لقناعاته... وانما كان يسير بالرموت كونترول.
ما اود قوله... هو ان من اهم اسباب تدهور وتدني سودانير - اداراتها المتعاقبة- التي لم تكن ذات فكر اقتصادي وتجاري
يكفي لترقية وتطوير الشركة... لقد استمرت سودانير في تسيير العديد من الخطوط الخاسرة كخط الكويت وأثينا وفرانكفورت وعنتيبي ومسقط لمدة طويلة... وكانت هذه المحطات غير قادرة علي دفع نفقات المحطة... حيث كان يتم تحويل رواتب العاملين وايجار المكاتب والسكن وقيمة الوقود ورسوم الهبوط من الخرطوم... ولقد تم ايجار طائرات بعقود مجحفة حيث كان يتم الاتفاق علي دفع قيمة ايجار لساعة الطيران أكثر من المتعارف عليه في سوق ايجار الطائرات وبشروط لدفع قيمة عدد كبير من ساعات طيران في الشهر حتي ولو لم يبلغ التشغيل عدد ساعات الطيران الفعلية... ولم يكن ذلك فسادا وانما تم بعدم الخبرة الكافية والدراية.
لا شك أن ادارة مشروع كبير ليس كادارة مشروع صغير... وادارة بقالة او مول ليس كادارة مصنع طحنية او مصنع لانتاج طوب البلك... فلكل صناعة خصائصها وأصولها وسوقها...ولم تأت مقولة دع الخبز لخبازه ولو يأكل نصفه من فراغ... وانما... ان لم تفعل ذلك فلن تحصل علي النصف الاخر.
لقد فشل الطاقم الذي كان مسئولا عن ادارة سودانير - بعد العهد الذي أطلق عليه العهد الذهبي - فشل في ادارة الشركة بطريقة علمية مما ادي الي تدهور أسطولها ونقص عدد طائراتها وبالتالي تحقيق خسائر جمة... ان الأثيوبية حققت نجاحا بفضل ادارتها...وكذا المصرية... وهذه شركات دول تشبهنا في - اقتصاديات الفقر - لحد كبير... ووضعت ادارة هاتين الشركتين برنامجا لتحديث الاسطول وتطويره... وقد يقول قائل ان العوامل السياسية كالحظر الامريكي والاوروبي أقعدا سودانير عن استجلاب الطائرات... وهذا مردود عليه بأن شركات صغيرة تعمل تحت وطأة نفس الظروف كشركة (تاركو) و شركة (بدر) حققتا بعض النجاح واستجلبتا الطائرات الحديثة رغم الحظر والحصار... وما ذلك الا باتباع أسلوب الادارة الحديثة.
لقد فشلت ادارات سودانير المتعاقبة في الحفاظ علي... وتطوير العنصر البشري -العاملين - حيث استغنت الشركة - او استغني الكثير منهم عن الشركة - لضعف الرواتب واستحوذت علي كل تلك الخبرات التي صرفت سودانير في تدريبها وتأهيلها الكثير استحوذت عليها الشركات الخاصة دون عناء... فكان يمكن لسودانير ان تنتدب بعض العاملين للشركات الاخري وتستثمر في هذا المجال وفق التعريف الوارد في قانون العمل للانتداب... وبذا تحافظ علي كوادرها وتضمن لهم معيشة كريمة لم تستطع هي توفيرها لهم.
لم تنتهج ادارات سودانير المتعاقبة نهج تنويع مصادر ايراداتها... فكانت تنتظر فقط عائد مبيعات التذاكر... ثم انعدم العائد من البضائع لعدم توفر الماعون - طائرة البضائع او الفراغات في طائرات الركاب- ولقد كان بالامكان التوسع في الاستثمار في المناولة الأرضية وتموين الطائرات والعقارات... ولقد فرطت ادارت سودانير في الاراضي المملوكة للشركة كجزء كبير من مساحة مركز التدريب وأرض نادي سودانير بالقرب من رئاسة شركة كنانة بشارع عبيد ختم... ولقد عرض علي سودانير ايام كانت تستأجر لرئاستها مبني مؤسسة التنمية السودانية ش17 العمارات... عرض عليها شراء مبني فندق السودان بموقعه ومبانيه الحالية بمبلغ زهيد... الا ان الادارة لم تكن تمتلك بعد النظر الكافي ولا العقلية الاستثمارية ولا الحنكة الادارية. -التي يمتع بها أي سمسار - ... والان تمتلك الشركة مساحة لا يستهان بهان وموقع متميز ومبني من اربعة طوابق في تقاطع المشتل ش عبيد ختم... كان بالامكان الاستفادة من الاستثمار في الممتلكات العقارية بمشاريع يعمل فيها فائض العمالة الذي يستغني عنه من اعمال الطيران بدلا عن تشريدهم... وفي نفس الوقت الحصول علي ايرادات تسهم في تغطية الفصل الاول والمساهمة في زيادة رواتب العاملين... وانظر هنا بعين التقدير لما تحققه استثمارات القوات النظامية والمشاريع الناجحة التي تمتلكها وتديرها بكل حنكة... كمجموعة جياد لصناعة السيارات وشركة زادنا وغيرها وغيرها... حيث تساعد هذه الاستثمارات في زيادة دخل القوات النظامية وتوظيف العائد في سد النقص من احتياجاتها وتحسين معيشة منسوبيها في شكل مساعدتهم في تملك المساكن والعربات بالتقسيط المريح... لا شك ان هذا فكر اداري مطلوب.
وقد يقول قائل ان سياسات الحكومة كان لها أثر في تدهور سودانير... ولا شك في هذا... وانما هنا اتحدث عن الادارة... وسنفصل في دور الحكومات المتعاقبة عندما يرد التفصيل في هذه النقطة لاحقا.
لقد خصصت هذا المقال لتفصيل النقطة الاولي (الادارة) من نقاط (خلل) سودانير... وفي المقالات القادمات باذن الله نتحدث عن بقية النقاط
سودانير... الخلل والاصلاح (3)
ورد في الأثر عن الخليفة العادل عمر بن للخطاب رضي الله عنه أنه قال (لو أن بغلة عثرت بالعراق لسألني الله تعالي لم لم تعبد لها الطريق ياعمر؟ ) لذلك ينبغي علي الحكومة اصلاح طرق النقل ... وبوضع (الطائرة) مكان (البغلة) تتجلي مسئولية الحكومة تجاه مواطنيها... فكم من طائرة تعطلت ماكيناتها تماما نتيجة دخول صقر في الماكينة (Bird strike) ولا يعلم كمية هذه الحوادث ولا الاموال الطائلة التي تدفعها شركة الطيران لاصلاح المحرك الا اللصيقين بهذه الصناعة... ففي الخريف تتكرر مثل هذه الحوادث في مطار الخرطوم والعديد من المطارات الولائية وتتحمل شركات الطيران التبعة. وليس ببعيد عن الاذهان حادث طائرة الايربص A310 في 10 يونيو 2008 التي اشتعلت فيها النيران في مطار الخرطوم... وظلت النيران مشتعلة حتي اليوم التالي ذلك لان الرغوة الموجودة بعربات مطافئ المطار كانت مدتها منتهية ولم تكن فاعلة لاطفاء الحريق... وفقد(30) راكبا حياتهم رحمهم الله تعالي... كل ذلك لم يكن ليحدث لو ان الحكومة كانت تؤدي دورها.
ولقد أسهمت الحكومات المتعاقبة منذ فجر الاستقلال أسهمت اسهاما كبيرا في تردي سودانير... حيث كانت تقوم سودانير بتنفيذ كل الرحلات الرئاسية وتنقل الوفود الحكومية وتنقل الامتحانات الي الولايات وتنقل العملة وتسهم في نقل معينات مشاريع التنمية الكبري كسد مروي... ومناطق تعدين البترول... ولم تكن الدولة ممثلة في وزارة المالية تدفع مليما واحدا حتي بلغت المديونية ارقاما مذهلة. ولم يكن مدير الشركة يجرؤ علي الالحاح في المطالبات بحقوق الشركة... والا صنف كغير موالي و معوق... وتم استبداله.
لقد أسهمت سودانير اسهامات جليلة في نقل الجنود والتعيينات أيام حرب الجنوب... وأسهمت في نقل السودانيين العالقين أيام دخول صدام الكويت... وأسهمت في نقل الطلاب والمرضي بأسعار رمزية... وقدمت تخفيضات للطلبة والمرضي والمعوذين... ورحلت المبعدين... وقدمت حوافز وتسهيلات للمغتربين بزيادة وزن العفش المسموح بنقله مجانا بما يفوق العشرين كيلو للتذكرة المسموح بها قانونا... وقدمت الكثير للحكومات... الا ان الحكومات المتعاقبة لم تكن لتجازي سودانير الا كجزاء سنمار... وعندما تهالك أسطولها قال الرئيس المخلوع قولته الشهيرة (بيعوها ولو بخمسين دورا) فتم بيع سودانير لمجموعة عارف (التي لا تعرف شيئا) بخمسين مليون دولار تقريبا... وبعدها بشهرين قبضت مجموعة عارف تأمين الطائرة الايربص A310 حوالي خمس وعشرين ألف دولار تقريبا... وباعت خط هيثرو بحوالي خمس وعشرين الف دولار وهكذا استردت كل ما دفعته... وبعدها بدأت في تحويل عائد المبيعات بالدولار من المحطات الخارجية الي الكويت مباشرة. ان المسئولية العظمي لا تقع علي مسئولي الشركة الذين نفذوا البيع فهؤلا موظفين... وانما تقع المسئولية علي من اتخذ قرار بيع الشركة (بما فيها خط هيثرو) لشركة عارف... والتي تصرفت في ما تملك.
ان الحكومات المتعاقبة ممثلة في سلطة الطيران المدني تمنح حقوق النقل للشركات الأجنبية كالخطوط السعودية وشركة ناس والخطوط المصرية وغيرها من الشركات - في كرم حاتمي فياض - دون مراعاة لحقوق الناقل القومي... ويا ويل سودانير اذا ارادت تصديق رحلة اضافية من سلطات تلك الدول... بل ان سودانير تدخل في منافسة غير شريفة ولا متكافئة مع خطوط طيران تمنحها دولها امتيازات جمة... كأسعار وقود مخفضة كما يحدث للخطوط السعودية...وفي اغلب دول الخليج تجد خدمات المناولة الارضية حكرا علي الناقل القومي وتحتكر الخطوط السعودية خدمات المناولة الارضية لكل شركات الطيران في مطاراتها وبأسعار خرافية - كالشركة السعودية للخدمات اللوجستية(SAL) المملوكة للخطوط السعودية و(DNATA) المملوكة لطيران الامارات - ... بينما تمنح حكوماتنا هذه الشركات وشركات مناولة خاصة مملوكة لافراد تصاريح القيام بأعمال المناولة الارضية في مطار الخرطوم بمعداتها الخاصة. وتفرض اغلب تلك الدول رسوم سيادة ( Royality) لصالح الناقل الوطني.
علي الحكومات السودانية أن تدعم الناقل الوطني ان لم بكن دعما عينيا ماديا فليكن دعما لوجستيا بمنح سودانير جميع حقوق الناقل الوطني وهي كافية للاصلاح حال سودانير.
ان الحكومات المتعاقبة ممثلة في سلطة الطيران المدني تؤجر لسودانير مواقع بمطار الخرطوم وتقوم بفرض رسوم بطاقات دخول للعاملين والعربات بينما يلزم القانون المالك تمكين المستأجر من الانتفاع بالعين المؤجرة...وتقوم ادارة الجمارك ببيع العفش والبضائع المهملة التي لم يستلمها أصحابها بعد مرور المدة القانونية في مزاد وتستولي علي فيمتها في الوقت الذي تقوم سودانير بدفع تعويضات عن العفش المفقود لأصحاب العفش .
ان الحكومات المتعاقبة تطبق سياسات الاجواء المفتوحة... بطريقة لا يطبقها الأمريكيون ولا الاوروبيون الذين أتوا بهذه السياسات... لا توجد دولة واحدة تفتح اجوائها لكل الشركات وانما تطبق اغلب الدول سياسات أجواء محدودة ومقيدة... لتراعي حقول الناقل القومي لها.
علي الحكومات المتعاقبة مساعدة سودانير وذلك بتقديم التسهيلات اللازمة بالاعفاء من الرسوم الباهظة... وبوقف التدخل في ادارتها... لأنه ليس امام الحكومة خيار ثالث... هما خياران لا ثالث لهما... اما ان تدفع... واما ان ترفع... وبما ان سودانير قد لا تكون من اولويات الحكومة وبذلك لن تدفع... فعليها ان ترفع يدها وتكف عن التدخل بتعيين المدراء الموالين الذين لا دراية ولا خبرة لهم.
ان صناعة الطيران صناعة فنية تتطلب التخصص... ويجب وقف هكذا سياسات... ان أريد لصناعة الطيران مستقبلا في السودان.
سودانير... الخلل والاصلاح (4)
في العام 2006م صرحت الناطقة باسم مفوضية النقل الاوروبية في تصريح صحفي ببروكسل - أن هنالك اخلالا خطيرا ومستمرا من سلطات الطيران المدني السوداني والفليبيني بشروط السلامة في الطائرات من حيث ( الاشراف والفحص) ... وأضافت أن وضع تلك الشركات في لوائح الطيران المدني الاوروبي السوداء يرمي الي ممارسة مزيد من الضغط عليها كي تحسن شروط السلامة في طائراتها وتثني المواطنين الاوروبيين من السفر علي رحلاتها - انتهي التصريح -
وبمقتضي اللائحة السوداء تمنع الدول السبع وعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مائتي شركة طيران من بينها اثني عشرة شركة طيران سودانية من تسيير رحلات الي مطاراتها.
وقبل ذلك في 12 أغسطس 1993م بدأت العقوبات الامريكية علي السودان ووضع اسم السودان علي لائحة الدول الراعية للارهاب عقب استضافة السودان لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي ظل باقيا في السودان حتي العام 2006م.
واذا كان الملاحظ في وضع السودان علي لائحة الدول الراعية للارهاب تفوح منه الرائحة السياسية... الا أن عبارة المتحدثة باسم مفوضية النقل الاوروبية تفوح منه رائحة المهنية وال (professionalism) ...
وتشير وبوضوح لا لبس فية الي تقصير وعجز عن القيام بالمهام المنوط بالطيران المدني القيام بها حيث ذكرت بالحرف الواحد ( الاشراف والفحص)... ولا يتم استيراد هذين من امريكا وأوروبا.
يبلغ عدد المسافرين عبر مطار الخرطوم سنويا حوالي ثلاثة ملايين مسافر تقريبا... تنقل 50٪ منهم شركتان فقط... هما الخطوط الجوية السعودية (90 الف مسافر) والخطوط الاماراتية (600 الف مسافر) وتتوزع ال (50٪) الباقية بين 24 شركة طيران.
ورد في بيان صادر في الصحف السودانية في عام 2017 عن نقابة العاملين بالطيران المدني السوداني ( ان معدلات السلامة في السودان وصلت الي نسبة 75.2 حسب معدل السلامة المعتمد من منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO) وجاء السودان في مقدمة الدول التي أكملت البرنامج الوطني للسلامة والامن والتسهيلات مستوفيا بذلك المتطلبات الدولية... ودخول السودان في مشروع اعادة تخطيط المجال الجوي السوداني لتحقيق معدلات متصاعدة في جذب الطائرات العابرة عبر الممرات القصيرة والامنة والصديقة للبيئة.)- انتهي -
وبرغم هذا البيان عجز الطيران المدني عن رفع اسم السودان من قائمة الدول المحظورة عن تصدير التكنولجيا الأمريكية اليها... وعجز الطيران المدني عن ارالة اسم السودان من القائمة السوداء للاتحاد الاوروبي... رغم استيراده للخبراء الأجانب ( حبش وغيرهم من الجنسيات) خصيصا لهذا الغرض... علما بأن العديد من خبراء الطيران السودانيين الذين يشار اليهم بالبنان والذين أسهموا في تأسيس شركات طيران عربية وخليجة عديدة وتركوا فيها بصماتهم واضحة جلية... رغم وجودهم عطالي في المعاش بينما يدفع الطيران المدني المرتبات الباهظة بالدولار لهؤلاء الأجانب... ناهيك عن بقية المخصصات كالشقة المفروشة والسيارة.
عجز الطيران المدني عن تطوير صناعة الطيران في السودان والشاهد التخلف الشديد لشركات الطيران السودانية عن مواكبة التطور المذهل في هذا المضمار.
وعجز الطيران المدني عن اقناع شركات الطيران بالهبوط في مطاراته أو بالعبور فوق أجوائه... علما بأن السودان يملك مسارات جوية تعتبر من أطول المسارات الجوية للطائرات العابرة من اوروبا الي جنوب افريقيا ومن غرب أفريقيا الي الخليج و دول اسيا... وأن رسوم العبور هذه تدر امولا طائلة بالدولار وتحسب بالكيلومتر... ولو انتهج الطيران المدني سياسة تشجيعية بتخفيض سعر وقود الطائرات ولو سنت واحد لاجتذب العديد من الطائرات للهبوط بمطار الخرطوم للتذود بالوقود (بدلا عن الهبوط بالقاهرة أو نيروبي) ويمكن تعويض الفرق من ما تدفعه تلك الطائرات نظير تقديم خدمات المناولة الارضية وخلافه.
عجز الطيران المدني عن تطوير مطار المطارات السودانية والتي لا يدل علي انها مطارات سوي اللافته المكتوب عليها مطار الخرطوم... او مطار بورتسودان وغيرها...
ان العحز عن تنفيذ مشروع مطار الخرطوم الجديد الذي كونت له وحدة تابعة لمجلس الوزراء رغم القروض التي استجلبت لبنائه خير شاهد علي عجز الطيران المدني...
ان مهمة تطوير مطارات السودان وتطوير صناعة النقل الجوي في السودان من اوجب واجبات الطيران المدني السوداني.
سودانير... الخلل والاصلاح (5)
اذا كان لدي اي منا عملية اصلاح في منزلة... كبناء غرفة أو سباكة أو نقاشة... فأنه يأتي بأقل عدد من العمال لاداء المهمة... فمثلا لو كان يريد طلاء غرفة فيأتي بمعلم واحد وطلبة... ولو كان يريد توصيل ماسورة او مفتاح كهرباء فانه يأتي بعامل واحد لأن هذا العدد يكفي ولا داعي لزيادة عدد العمال لأن زيادة عدد العمال عن العمل تعني المزيد من الصرف الذي لا داعي له...
واذا قمنا باسقاط هذه الفرضية علي عدد العمال المطلوب تشغيلهم بشركة الطيران... نجد أن هذه الفرضية ذاتها يجب أن تنطبق...
لا يوجد رقم محدد بطريقة مانعة جامعة لعدد العمال الذين يجب تشغيلهم مقابل كل طائرة... لا في (الايكاو) ولا في (الاياتا) ... انما الموجود في الحياة العملية مجموعة أعراف جري العمل بها... وهي ان عدد العمال المطلوب تشغيلهم مقابل كل طائرة تفريبا حوالي 80 عامل في المتوسط ( يتراوح بين، 60 - 100 عامل للطائرة).
وبعملية حسابية بسيطة يمكن معرفة عدد العمال الذين يجب تشغيلهم بكل شركة طيران... وذلك بضرب عدد الطائرات في الرقم 80 لتحصل علي عدد العمال الذين بجب تشغيلهم. وبعملية عكسية ايضا يمكن معرفة عدد الطائرات العاملة في شركة الطيران لتشغيل عدد معين من العمال... عليه يجب تطبيق هذا المعدل من العمال مقابل كل طائرة وبجب ان يهيئ العاملين أنفسهم لقبول هذا الوضع... كالاتي. :
عدد الطائرات عدد العاملين
1 * 80 = 80
2 * 80 = 160
3 * 80 = 240
4 * 80 = 320
5 * 80 = 400
عامل وهكذا...
هذا واقع رغم قسوته لا ينكره الا مكابر... ومن المؤكد أن كل المسوؤلين الذين مروا عل سودانير يعلمون تمام العلم هذه البدهية... لكنهم دائما عند الحديث عن فائض العمالة يصطدمون بالعاطفة الشديدة وادعاء الانتماء والارتباط بالشركة التي يدعيها العاملون مما اوجد قوة مقاومة شديدة لاي برامج اصلاح تختص بتحجيم عدد القوي العاملة كي تتناسب والحجم الحقيقي للاسطول العامل الفعلي. مما جعل الشركة اشبه بالتكية او دارا للايواء...
ان فائض العمالة وتخفيضها لا يمكن أن تكون شماعة تعلق عليها الادارات الفاشلة اخفاقاتها... وبشحذ همم العاملين واخلاصهم تدفع الادارة العاملين للمزيد من العطاء وبتنوبع مصادر دخل الشركة واستغلال كل فرص الاستثمار المتاحة تحصل الشركة علي فرص عمل اضافية لاستيعاب اكبر عدد من العاملبن... أما الفائض الفعلي فلا مناص من ان يذهب...
ولمعالجة اشكالية تشريد العاملين... نقدم مقترحين :-
الاول :
قيام ادارة خاصة بالاستثمار لاعداد مشاريع استثمارية... فمثلا... انشاء مزرعة دواجن لانتاج لحوم الدواجن والبيض والخضروات لاستعماله الانتاج في تذويد قسم تموين الطائرات لاعداد وجبات الركاب لطائرات الشركة ولشركات الطيران الاخري... وتوفير الاموال الطائلة التي تدفع لشراء هذه المواد... ويستوعب هذا المشروع عدد من العاملين فائص العمالة... بدل تشريدهم... وغيرها من مجالات الاستثمار.
الثاني :
أن تقدم الدولة دعما ماديا... او الحصول علي تمويل لشراء عدد علي الأقل عشرة طائرات حديثة لدعم الاسطول... وباستعمال المعادلة اعلاه يمكن استيعاب ثمانمائة عامل (10 * 80) من عدد فائض العمالة بدلا عن تشريدهم... وبالتأكيد لدي الكثيرين مقترحات لحل هذا الاشكال قد تكون أفضل مما قدمت من مقترحات... ويمكن تطبيقها.
لقد اسهم تقاعس (بعض) العاملين عن أداء مهامهم بالصورة المطلوبة فكان لذلك التقاعس اثر كبير في تدني الاداء ولم تكن هنالك محاسبات... واتسمت سودانير في الفترة الأخير بعدم انتظام الرحلات في مواعيدها حتي اطلق عليها في مطار القاهرة (ستهم) تهكما... تجي وتروح عل كيفها. واتسمت بكثرة الغاء الرحلات المبرجة... وتخلف عفش الركاب... كل هذا قصور من العاملين... واذا كنا جادين فعلا في اصلاح سودانير... فان الاصلاح يبدأ بالا عتراف بالأخطاء وبالبدء في معالجتها... لا بانكارها... والمغالطات.
ان سودانير شأنها شأن شركات النقل الجوي الوطنية في كل دول العالم الثالث تكون قبلة ومحط انظار لتشغيل أبناء المتنفذين وذوي الجاه وجاذبة لأبناء المسؤولين الكبار... و... كل حكومة وكل حزب مجرد استلام السلطة تبدأ التعيينات في شركة الطيران القومية... لقد ظلت سودانير تعاني من فائض العمالة منذ تأسيسها نهاية أربعينيات القرن الماضي (1946م).
لقد مرت بسودانير محاولات عديدة لتخفيض عدد العاملين فيها... ولكن... لم تنجح كل تلك المحاولات. ولقد ان الاوان ان كنا نحب سودانير حقا ان نضحي من أجل رفعتها وتقدمها واذدهارها... ونترك التمسك بالشعارات العاطفية التي لا تساعد في تطوير الشركة... وانرفع شعار ( نذهب... لتبقي سودانير)... الا فلن تبقي لا سودانير... ولا نحن.
سودانير... الخلل والاصلاح (6) (7) (8)
"الرؤيا والمهمة والقيم"
أهميتها للمؤسسة وكيفية إعدادها بشكل إحترافي
"الرؤيا والمهمة والقيم " (Vision- Mission- Values) ثلاثة مصطلحات تُذكر في علم السلوك التنظيمي (Organization Behaviour) وتتكرر كثيراُ في المنظمات سواء هادفة للربح أو غير هادفة, دون أن نفهم بوضوح معنى كل كلمة وما مدى أهميتها بالنسبة للمؤسسة؟ وكيفية صياغتها بشكل إحترافي وصحيح.
ما هو مفهوم كلاُ من "الرؤيا والمهمة والقيم"؟
ماهي أهميتهم بالنسبة للمؤسسة ؟
كيفية إعدادها بشكل إحترافي
الرؤيا Vision: عبارة عن حلم أو هدف طويل الأجل لا يقل عن خمس سنوات ؟
الرؤيا عليك أن تعد جملة تعبر عن هدف ولا تعبر عن مهام أو أفعال للوصل إليه.
على سبيل المثال : أن تكون من أوائل الشركات أو أفضل شركة ....أو من ضمن الشركات الرائدة في تصدير .....أو أن تكون شركة عالمية
ولابد أن تكون جملة الرؤيا مختصرة جدا ولا تزيد عن 10 كلمات لتسهل حفظها .
المهمة (Mission): تعبر عن المهام الرئيسية التي تقوم بها الآن وذلك من أجل الوصول إلى رؤيا أو حلم المؤسسة.
ولابد أن تكون جملة المهمة مختصرة ولا تزيد عن 20 كلمة.
القيم (Values):
value
هي مجموعة الأسس والمبادئ الأخلاقية والدينية والعملية التي تؤمن بها الشركة وتعتبرها بمثابة الدليل والمرشد.
أهميتة:"الرؤيا والمهمة والقيم " (Vision- Mission- Values)
1- رؤيتك تمثل هدفك وبالتالي فهي حجر الأساس في التخطيط الذي يعتبر من أحد وظائف الإدارة.
2- المهمة تمثل الطريق إلى هدفك
فتعتبر بمثابة هدف قصير الإجل نسعى إليه للوصول إلى خدمة تحقق ذلك للعميل.
ويجب ان تكون جملة مختصرة لا تتعدى 20 كلمة نستخلص من خلالها مجموعة من الأهداف التي يجب السعي دائما لتحقيقها وتقود كل أنشطة الشركة والعاملين للوصول إلى تلك الأهداف.
2- القيم كما قلنا سابقاً فهي تمثل مبادئ أخلاقية أو دينية أو عملي تكون بمثابة مرشد للسلوك الذي يجب أن نحتكم إليه.
سودانير الخلل والاصلاح... (9)
مشروع نهضة سودانير
لاصلاح سودانير... والنهوض بها أقدم ( مشروع نهضة سودانير) من عشر نقاط كالاتي :-
1- استصدار قرار من (الجهة المعنية) كمجلس الوزراء أو غيره... باعتبار سودانير الناقل الوطني لتستفيد من حقوق وامتيازات الناقل الوطني المعروفة.
2- اصلاح الطيران المدني والنهوض به وذلك باستقطاب الكفاءات والخبرات المتقاعدة من شركات الطيران بموجب عقودات دون التقيد بالعمر... كما يحدث في كل العالم حولنا.
3- تعيين مدير لسودانير ذو كفاءة وخبرة واعطائه الأمان لفترة محدودة يكون فيها صاحب (free hand) وبرنامج عمل محدد بالاتفاق معه لتنفيذه وبعد انتهاء المدة تتم محاسبته... وهذا ما فعله (منقستو) وأدي لتطوير الخطوط الاثيوبية.
4- تحديث الأسطول وبنائه بدعم الدولة بعدد عشرة طائرات - حديثة - كمرحلة اولي ويمكن السعي للحصول علي تمويل خارجي ان لم تستطع الدولة.
5- اعطاء سودانير حق احتكار خدمات المناولة الارضية في مطارات السودان كما تفعل أغلب الدول حولنا...
6- تخفيض العمالة بازالة الفائض منهم... ويمكن استيعابهم في مشاريع استثمارية تتبع الشركة بدل تشريدهم كما ذكرنا انفا.
7- تقديم تسهيلات وذلك بأسعار وقود ورسوم هبوط مخفضة علي الأقل حتي تنهض الشركة.
8- الاهتمام بالاستثمار وانشاء ادارة خاصة به.
9- الاهتمام بالبضائع باستجلاب طائرتي شحن وانشاء ادارة خاصة بالشحن الجوي.
10- الاهتمام بتموين الطائرات ال (catering)... وتطويره لتموين طائرات الشركة وطائرات الشركات الأخري.
وأكيد... أكيد... أن لدي الكثيرين أفكارا قد تكون أفضل مما قدمت يمكن الاستفادة منها.
سودانير الخلل والاصلاح (10)
الخاتمة :-
في الختام اقول... لقد استفزني مقال احد اصدقائ الأعزاء في الأيام الفائتات... وكتب عن سودانير... وهو لم يعمل بسودانير يوما واحدا... فكان مقاله بالنسبة لي... كالغراب لقابيل... عندما قتل أخاه هابيل... فبعث الله له الغراب... يبحث في الارض ليريه كيف يواري سؤة أخيه... فقلت... أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب... فأكتب عن سودانير.
وان كان لي من فضل فيكفيني أنني ألقيت حجرا في بركة ساكنة... أو قلت بالصوت العالي أن هنالك (جنازة بحر) فادفنوها... أثابكم الله... ان لم تكونوا قادرين علي نفخ الروح فيها.
وأستميحكم العذر... قد أكون أثقلت عليكم... لا أدعي فيها كمالا... انما قصدت المساهمة مع مهمومين اخرين بشأن سودانير... وأشكركم جزيلا لاستقطاعكم من وقتكم الكثير في قراءة المقالات.
- تحياتي -
د. فتح الرحمن عبد المجيد الامين
دكتوراة في القانون الدولي العام
تخصص قانون الطيران


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.