زوار لاينقطعون من مكتب الامين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي يطالبونه بمقاطعة الانتخابات بعد الاخطاء التى صاحبت عملية الاقتراع منذ بدايتها ولكنه كعادته يبتسم ثم يعرض بوجهه ويذكر الناس بالعبر من معركة احد حينما جاءت الخسائر تجر اذيالها لمن ذاقوا حلاوة الانتصار فى بدر الكبرى،وتلك مقارنة قد لا تجد طريقها للفهم لمن قاطع الانتخابات من احزاب المعارضة ودخل فى حيرة من أمرالترابي ماذا يريد من هذه العملية المثقوبة وفقا لوجهة نظرهم. حالة الارتباك لم تقتصر على احزاب المعارضة لوحدها من موقف الترابي المتشدد فى مواصلة المعركة الانتخابية ضد المؤتمر الوطنى وان لم يضمن فوزا فى ميدانها التشريعي والتنفيذى ولكن القيمة من خوضها انه كسر الغرور النفسى لقيادات الحزب الحاكم وجعلهم يستجدون اصوات الناخبين ولكم فى مدير الامن والمخابرات صلاح قوش بدائرة مروى خير مثال، فمن كان يظن ان الرجل سيسأل مولانا الميرغنى الفاتحة وبركة الدعاء له بالانتصار على اعداء الإنقاذ، وقد خيب زعيم الطائفة الختمية آماله. الترابي وحده يملك مفاتيح المعادلة الانتخابية وهو لم يطلق كلمة التزوير حتى يوم الاقتراع الثانى على تجاوزات المفوضية واخطائها الادارية وكان يمكن له ذلك بحشد من الادلة والبراهين التى يمتلكها فوضع اخلاقا انتخابية عسى ان تعمل بها الاحزاب فى السنين القادمة بعد ان تتسع بصيرتها السياسية فى التفكير بعمق حول اتخاذ المواقف باعمال الحسابات لا العواطف ومشاعر الغبن تجاه النظام الذى لا يختلف احد من القوى المعارضة فى السودان بفساد سياساته فى معالجة ازمات البلاد. ويبدو الامين العام للمؤتمر الشعبي غير مكترث لمحاولات بعض رموز الاحزاب التى اعلنت مقاطعتها للركوب معهم فى سفينة الانسحاب، لانهم لايعرفون شخصية الترابي العنيدة والتى تدفع ثمن مواقفها السياسية سجنا واعتقالا ولاتخاف اطلاق التصريحات النارية حينما يخشى البعض ان يطالب الرئيس السودانى بتسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية فى لاهاى. لا تضيعوا وقتكم الترابي مصمم على مواصلة حزبه فى الانتخابات برغم عللها، لشئ فى نفس يعقوب وقد أسرها فى نفسه. telal esmael [[email protected]]