عذرا حبيبتي، لن استطيع الرد على مكالمتك لكى احدد معك موعدا للشوق والتلاقى والتخطيط لمستقبل حياتى حينما تصبحين شريكة في المال والفراش والهموم والامال، وذلك لان قوات الشرطة تحاصرنى داخل دار حركة مناوى تنشد اسكاتى وعدم هتافى باعلى صوتى: فلتذهب الشمولية والدكتاتورية الى مزبلة التاريخ وليعيش هذا الوطن العزيز. لقد صمت طويلا وسرحت فى خصلات شعرك الجميل ووجنتيك اللتان تشبهان دماء الثوار،بينما رفاقى يخرجون لشوارع امدرمان واخوانى يعتقلون من امام البرلمان ومنهم تفوح رائحة لاتشبه عطرك فهى مسيلة للدموع قادمة من قارورات امنية معها وابتسامة مشرقة صادقة تملأ وجوه الغبش القادمين من الاطراف، لايبالون بحرس السلطان المدججين بالبنادق والنفاق. لقد عادت الروح الي ياروحى والزملاء والرفاق والاحباء والاخوان والاشقاء والاصدقاء بكل سحنات وطنى السودان السوداء و السمراء يملؤن حى الموردة بالحياة والحياء، لم يقذفوا الشرطة بالحجارة بل حملوا في ايديهم غصونا للسلام، وواجهوا الرصاص المطاطي بالكلام، فمن يلام يا أميرتي؟ انت زعلانة من اغلاقى للتلفون فى وجههك ام انك تريدين زوجا لايعارض الحكومة وسياساتها الرعناء ؟ انت غاضبة لاننى لم اعاود الاتصال بك وقد انشغلت بهواتف الاخبار السارة وغيرها ام انك تطمعين فى مكالمة للعاشقين تنتهى بكلمة" احبك" من دون ان اقلق بالك وخيالك بمشاكل الوطن، لقد اشعلوا النار فى دارفور بمثلما ماهى تتوقد داخل قلبي ياحبيبتي عندما اراك، لكن مأساة النازحين اكبر ومعاناة اللاجئين اكثر، وفوق علماء السودان الله اكبر. telal esmael [[email protected]]