الشُلة .. The Gang كان يا ما كان ، وإلى الآن كائن منذ قديم العصر والاوان ، في حلتنا وحلتكم وجميع الحلّال ، شلة من الصعاليك الذين تخصصوا في إتعاب الناس وإرهاقهم وإثقال كاهلهم ، والتأثير سلبا على معنوياتهم ودافعيتهم وسلوكياتهم وتطلعاتهم المستقبلية .. وباختصار " تمسيخ " الحياة عليهم. والصعاليك الخبثاء مثلهم مثل ال parasites ما ان يجد الواحد منهم البيئة المناسبة ؛ او حتى شبه المناسبة ، الا ويتشعبط ويحتل المساحات ويتمدد ؛ والصعاليك عند العرب وفقا لمعجم المعاني الجامع هم لصٌوصٌهم وفٌتاكهم . الصعاليك ديل ثلاثة ؛ وطبعا الصعاليك كتار ومنتشرين في الحلّال ، لكن التلاتة ديل هم الاكثر ظهورا وتواجداً وقوة عين .. اسماؤهم كالتالي : القلق Anexiety ؛ الضغط النفسي Stress ؛ و الإكتئاب Depression .. أكيد قلتو اهاااااا عشان عرفتوهم ، فقليل ؛ ان لم يكن معدوما ، من لا يعرفهم .. مشهورين شديد ياااخ . علاقتهم ببعض قوية ، وبالذات العلاقة بين القلق والضغط النفسي لدرجة ما متأكدين منو البجيب التاني منهم .. القلق بجيب الضغط النفسي واللا العكس .. والغريبة ؛ ويمكن ما غريبة ، انو القلق في مستوياتو المعقولة عندو فوائد .. يعني اذا ما قلقت ما حتذاكر للامتحان الراجيك ، واذا ما قلقت ما حتستعد للمعاينة الماشيها بعد يومين ، واذا ما قلقت ما حتستعد لمقابلة الراس الكبير في عملك ، الخ .. لكن اذا القلق سيطر لديك وتمدد وذاد عن حدود المعقولية (القلق العصابي) فلا حتقدر تركز ولا تذاكر للامتحان ، ويمكن ما تمشي المعاينة ، وتتزاوغ من مقابلة الراس الكبير .. وفي الحالة دي يمهد ويرتب صعلوكنا "القلق" الامور لرفيق دربه الحميم الضغط النفسي Stress ليجلس لديك براحة ويبدأ في لخبطتتك وربما تطيين عيشتك فهو ابن كلب اصيل .. والى جانب الظروف الشخصية ، فإن للقلق والضغط النفسي مسببات ترتبط بالاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية (الدغوتات !) .. فمثلا في ظل الاوضاع الحالية ، وفي ظل باندميك كورونا ، انظر لمستوى الضغط النفسي والقلق لدي كل منا .. ذلك الأب الذي يخشى على اهله واسرته و ابناءه وبناته ، خاصة البعيدين منهم .. وتلك التى فاض بها الخوف والقلق على ابناءها وبناتها واسرتها بما شكل ضغطا نفسيا عاليا لديها ، وذاك المغترب الذي يزداد توتره وقلقه كلما اقترب موعد تجديد العقد ، وذاك وذاك .. ويزداد الامر سوءا اذا كانت طبيعة المرء القلق الزائد. وانظر ايضا الى تلك الفتاة التى يتزايد قلقها مع التساؤل عن ما اذا كانت في العلاقة الصحيحة المناسبة ام لا ( وهذه عليها ان تنتبه جيداً لبوصلتها الداخلية التي تتحدث اليها احيانا ، والى المؤشرات السلوكية للاخر ، والتي تنبئ بالكثير ). ويلاحظ ان البعض منا يقابل القلق والضغط النفسي بواقعية ومنطقية ، وبعض آخر يقابله بالتجاهل والاستهتار ! . وللقلق والضغط النفسي اعراض يمكن قسمتها الى عضوية ونفسية. وتشمل الاعراض العضوية الصداع المتكرر او المتواصل ؛ الشعور المتواصل بالارهاق ؛ طمام البطن المتكرر ؛ الاسهال ؛ الرجفة والتوتر العضلي ؛ التعرق ؛ ذيادة ضربات القلب ؛ ضيق النفس وصعوبة النوم . اما الاعراض النفسية فتشمل الشعور بضغط نفسي لا ينتهي وعدم القدرة على ايقاف القلق ؛ سرعة ردات الفعل الغاضبة ؛ الشعور بالعزلة بين الآخرين ؛ مشكلات في العلاقات مع الاخرين والعلاقات الحميمة ؛ وارتفاع معدلات التشكك في الذات والاخرين . الى جانب ذلك ، للقلق والضغط النفسي القدرة على استثارة اضطرابات او امراض جسمانية موجودة اصلا لدي الفرد Pre-existing conditions ، ومثال ذلك الارتباط البائن ما بين القلق العصابي والضغط النفسي من ناحية ، وما يسمى بالمصران العصبي Irritable Bowel Syndrome من ناحية اخرى ، وكذلك الارتباط ما بين المعدلات العالية للقلق والضغط النفسي وارتفاع مستوى الكرياتنين Creatinine لدي مرضي الكِلى . اوكي .. وماذا عن ثالث الصعاليك المسمى بالاكتئاب ؟! بصراحة كدة ، ذلك ان تمكن فهو اخطرهم بما يحدثه من آثار نفسية مرعبة ومدمرة احيانا .. وننتبه الى اننا كثيرا ما نتعرض لاكتئابات عابرة باسباب ظاهرة او غير ظاهرة ، فقد يصحو المرء صباحا مكتئبا دون سبب ظاهر ، وبمنتصف او نهاية اليوم يختفي ويعود الفرد لحالته العادية .. ولكن ما نقصده هنا من بين التصنيفات المتعددة للاكتئاب هو ما يشار اليه باسم ال Major Depression ، وهو من ضمن اضطرابات المزاج Mood disorders ويميزه الشعور المستمر بالحزن وفقدان الدافعية والرغبة في اي نشاط ، ويؤثر سلباً على التفكير والسلوك ، ويؤدي الى مشكلات جسمانية وعاطفية متعددة بما يؤثر في اداء الاعمال اليومية ، وقد يصل الامر في اعلى مراحله الي الشعور بانه لا جدوى من استمراية الحياة . وفي الغالب ياتي هذا الاكتئاب في شكل حلقات متوالية Episodes واظهر اعراضه الشعور بالحزن والرغبة في البكاء ومشاعر فقدان الامل Hopelessness ؛ الشعور بالضيق والاحباط ونوبات انفجار غضبي حتى في بعض الامور التافهة ؛ فقدان الرغبة في النشاط والتسلية والهوايات والرياضة وانخفاض الدافعية الجنسية ؛ الشعور بالارهاق وفقدان الطاقة الحيوية ؛ و اضطرابات النوم بما فيها عدم النوم Insomnia او النوم الكثير الزائد عن الحد وعدم الرغبة في مغادرة السرير .. طيب .. وماذا عن العلاج ؟ رحلة العلاج والتدخل العلاجي Intervensin تبدأ اولا بعدم الوقوع في براثن الوهم والتوهم ، فكلنا نقلق ونعاني من ضغوط هنا وهناك في حدود المبرر والطبيعي .. وفي حالة الاحساس او القناعة بأن هنالك بالفعل ما يستدعي من الامر ، فان البداية هي التشخيص السليم وتكون اولا بالطبيب العام او الباطني Internal medicine specialist ليفرز معك الاعراض الجسمانية ومعالجتها ان ثبتت اسبابها .. أما ان لم توجد اية اسباب للاعراض الجسمانية رغم وجودها واستمراريتها فهنا يجب التحويل للاخصائي النفسي والذي سيبدا معك ببعض الاختبارات المتخصصة ، ومن ثم وضع استراتيجية العلاج .. وهنالك العديد من اساليب العلاج النفسي المناسبة ، وحديثا اثبت العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavior Therapy (CBT) نجاحا ملحوظا مع صعاليكنا الثلاثة .. والله اعلم . بعد الطبع : لطلاب علم النفس من المستوى الثاني فما فوق ، طبعا منتبهين ان أغلب الاعراض المذكورة اعلاه يمكن ان تكون induced بالمخدرات والآثار الجانبية لبعض الادوية والعقاقير، وما اعلاه هو كبسولة فقط ، وللالمام الجيد بالتصنيفات ومؤشرات ال Prevalence والمحكات Criteria والمؤشرات وتفاصيل الاعراض وال comorbidity عليهم بمراجعة ال DSM5 . طيفور البيلي -- Dr. Tayfour S. Albeely عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////////