السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموردة .. الروعة والعظمة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 15 - 01 - 2021

هنالك احياء مميزة في كل مدينة كبيرة ولكن هنالك الاحياء الأميز ، احدها الموردة في امدرمان . الارتباط والحب الذي يكنه اهل الموردة لحيهم العريق اصابنا نحن من لم نسكن الموردة بعشق الموردة . وبالرغم من انني عبسنجي فلقد كنت اقضي الكثير من الوقت في الموردة . وشاطئ النيل وناس الموردة كانوا المغناطيس الذي يشدني الى الموردة . يسعدني أن اقرأ كل حرف يكتب عن الموردة ولكن لا اقبل يكون هنالك معلومات غير صحيحة عن الموردة حتى اذا كانت ترفع من شأن الموردة التي لا تحتاج لتغيير الحقائق لرفع شأنها .
نقرأ في موضوع .....على المك في سوق العناقريب في الموردة .... انه كان يجالس الحاجةالجاز تحت شجرة اللبخ ويحتسي القهوة في وسط سوق الموردة ويستمع الى حكاوي الموردة . لم يكن هنالك سوقا للعناقريب في سوق الموردة . ولم تكن هنالك شجرة لبخ ضخمة في سوق الموردة اوحتى خارج سوق الموردة . اشجار اللبخ كانت في اماكن قليلة جدا في امدرمان على عكس الخرطوم . اشجار اللبخ وجدت في مكان البرلمان عند مدخل كبري الحديد الى الخرطوم الذي بدأ العمل فيه 1924 وانتهى في 1927 . وعرف المكان ببر ابو البتول . ازيل البيان او الضريح لبناء البرلمان . تواجد اللبخ بين على شاطئ النيل بين الصهريج ومحطة الترام ومعدية شمبات على شاطئ النيل في ،، ابروف ،،. وجدت لبخة كبيرة على شارع الموردة شمال سينما الوطنية وامام محطة الترام بالقرب من المحطة الوسطى .
الحديقة الصغيرة امام مبنى السردارية مجلس القضاء الاوسط ،، قضاة من الدرجة الثالثة ،، من اعيان امدرمان ، الخزينة والمكاتب لم يكن فيها لبخ بل شجرتان من الجميز . كان هنالك دغل من اللبخ عند محطة الترام عند المجلس البلدي و كشك الاستاذ فلاح للمطبوعات حيث يلتقي المحامي القاضي ضابط البوليس وناظر المدرسة الثانوية . والجميز الذي هو نوع من التين البري منتشر في السودان وفي جنوب السودان ويعرفه الدينكا ب ،، ابيي ،، مثل بلدة ابيي في جنوب كردفان موطن الدينكا نقوك .
كنا في فترة ظهور ثمار الجميز الاولى نشن حربا من فريقين ب ،، النبل ،، والثمار كرصاص . حديقة برمبل او الريفيرا اليوم لم يكن بها لبخ بل جميزة كبير واشجار اخرى اللبخ يتعدى على الشجر الآخر لهذا لا يزرع في الجناين الخ . كما انه يحتاج لرعاية كاملة في فترة غرسه لانه ليس بشجر صحراوي . اتى به الانجليز مثل المسكيت اللعين النيم والبان الخ . عندما كان هكس باشا يتقدم بجيشه الجرار نحو الابيض لاستعادتها من جنود المهدي كان يحمل معه الكثير من الشتول التي احتاجت لكثير من العناية والماء . كان سيغرسها في عاصمة حكمه الجديد . غنم جيش المهدي كل شئ من جيش هكس . كتبت وسألت كثيرا لماذا لم يهتم السودانيون بالشتول وقاموا بغرسها في الابيض او شيكان ؟
الشجرة الوحيدة التي توسطت سوق الموردة كانت شجرة دوم ضخمة . عرفت بدومة برقودي . برقودي آحد اولاد مسار الاربعة ويسكنون بالقرب من الطاحونة القديمة اقرب الى جامع الادريسي . اكبر الاولاد كان شمس الدين الذي عمل كترزي افرنجي في الخرطوم . حسن النمر كان يكبر برقودي الذي يكبر بلالايكا او ابراهيم . الاربعة من ظرفاء الموردة . حسن النمر الذي كان بناءا ونقاشا كان قائد مجموعتنا ويكبرنا سنا وهو فردة لاعب الموردة وزميل حسن النمر الجاك الماظ النجار، عم لاعب الموردة في عهدها الذهبي السني الماظ الرحمة للحيين والميتين .
مجموعتنا كانت تضم الملاكم الرائع والذي اشترك في معسكر الاولمبياد روما في 1960 وهو في السادسة عشر من عمره ،عبد المنعم عبد الله حسن عقباوي وحسن اميقو، شرف هرش وفي بعض الاحيان لاعب الفريق القومي الهلال ود الاشول ، حسن محمود المغربي شقيق اسطورة الاعلام ليلى المغربي وشقيقاتها الرحمة للجميع . أن للموردة سحر لا ينتهي . كنا نطلق صفارة بالفم وكأنها تقول ... يا أميقوووو ! ويخرج الشخص المطلوب او احد سكان المنزل ليبلغنا الوصية بمكانه . او للتجمع بعد نهاية مبارة كرة القدم او الفيلم في السينما .
الدومة كانت تتوسط سوق الموردة وفي ،، الفسحة ،، التي كانت مربطا للحمير ويباع تحتها ال،، التمام ،، الحطب بعض البروش والقفاف الخ . كان يشاع ان الدومة معمرة جدا واذا ماتت فستقوم القيامة . واعطاها البعض صفات خرافية و بسبب الكرانيف اليابسة والتي تتدلى زعموا أن الشياطين يسكنون فيها . اراد برقودي أن يثبت ان كل هذا كلام فارغ . تسلق الشجرة سكب الجاز في الاغصان الجافة واشعل النار مما احدث هلعا وسط الحمير ومثل خطرا على المعروضات والدكاكين التي تحتها . ولسوء الحظ اصرت السلطة على تقديم برقودي الى المحكمة وحكم عليه بالسجن . و بعد الحريق فرهدت الدومة وازادت خضرة . ولهذا عرفها البعض بدومة برقودي . ولكن لم تكن هنالك لبخة في زمن البروفسر على المك ولم يكن هنالك سوق عناقريب في الموردة . اسم اللبخ اطلق على بعض شباب امدرمان ومن تمتع بالقوة مثل فتحي اللبخ شقيق فنان العباسية الزين قبور جارنا المباشر وصديقي الحبيب طيب الله ثراه .
اللبخ الاصلي تمتع بقوة خيالية وقلب اسود وميل الى الشر . تسبب في قتل 22 شخصا بين كردفان وامدرمان الكثير من جرائم قتله كانت بسبب حبه للعنف واعوجاج طبيعته . وكان يقتل الضحية بعد النهب لانه لضخامة جسمه لا يستطيع الركض السريع . اوقع به اصدقاءه وشركاءه في الجريمة للتخلص منه . وبعد الحكم عليه بالاعدام تمكن من الهرب من القطار الا أن اهل العالم السفلي بلغوا عنه وتم شنقه اخيرا .
نعم كانت هنالك سيدة في الموردة اسمها الجاز، وكانت تعرف كل كبيرة وصغيرة عن الموردة . اذكر البعض يطلق عليها اسم ،، رويتر،، وكالة الانباء العالمية.
حول الدومة كان دكان السكي سيد السمك ، عبد المحمود الترزي الذي انتقل الي العمارة الحديثة غرب الساحة ، مطعم عبد الواحد الذي كان المطعم الوحيد الذي لا يقدم الفول فقط . كان يقدم الكثير من الاصناف في الفطور والغداء . عبد الواحد كان قريب الاستاذ عبد الخالق محجوب عثمان . لا ادري اذا كان من جهة ابيه الشايقية ام جدته ستونة الدنقلاوية . والدناقلة والحلفاويون اشتهروا بصناعة الطعام في منازلهم او في الفنادق المطاعم القطارات والبواخر. كان هنالك الشايقي الذي كنا نشتري منه خيوط الرماي وسنارات صيد السمك الخ . التوأم حسين صاحب الليمون الرائع توأمه حسن كان صاحب كشك الليمون الشهير امام السردارية . الاخ رحال الجزمجي كان في الركن الشمالي الغربي .
من غير المعقول ان لا نتطرق للوالدعبد الله احمد والد توأم الروح بله او احمد عبد الله احمد عنوانا للكرم حسن التربية احترام الكبير الوقوف مع المحتاج ، حسن الجوار والقناعة.
العم عبد الله احمد من اهلنا الميري في كادوقلي اشتهر بلقب عبد الله مخزنجي ، لانه في بداية حياته كان مخزنجيا . وهذه مهنة لا يؤتمن عليها الا الامناء ومن حسنت سيرته ، اشتهر بالامانة والاستقامة. صار تاجرا بسمعة مثل الذهب في الموردة ودكانه بالقرب من الدومة . كان اهل البادية خاصة من الفتيحاب وغرب امبدة واماكن اخرى يقصدونه لامانته الشديدة والتساهل معهم في البيع وتوفير الدين وعدم التشدد في الدفع . بله طيب الله ثراه كان يساعد والده في الدكان لانه الولد والحيد وسط مجموعة من البنات. يتواجد في العصر وفي الاجازة المدرسية مما جعله على صلة بالكثير من اهل البادية واهل الموردة بانت وحى الضباط الخ.
ومن المؤكد أن البروفسر على المك الذي كان اديبا منذ فترة الثانوي مثل صنوه ورفيقه الشاعر ابن العباسية صلاح احمد ابراهيم ، قد استفاد من معلومات السيدة الجاز . على المك وصلاح اشتركا في كتابة كتاب البرجوازية الصغيرة وهما في شرخ الشباب وصلاح نشر قصة قصيرة وهو في السادسة عشر ، قبل ديوانيه .... غابة الآبنوس وغضبة الهبباي ، لهما الرحمة . لقد تطرقت في كتاب حكاوي امدرمان للسيدتين الجاز والرخام من مشاهير الموردة .اول مرة اشاهد على المك كان في حوولية شيخ مرسي في حى زريبة الكاشف شارع الركابية الذي يأتي من قلعة صالح جبريل وينتهى في شارع كرري . كان وقتها نوارة الحي فهو طالب في جامعة الخرطوم . 1956 وكانت الحولية في الشتاء .على المك طيب الله ثراه قد ولد ليكون نجما . امتلك اخيرا منزلا جميلا بين الموردة والعباسية بالقرب من شارع السيد الفيل . وهذه منطقة الفن الادب الشعر الرياضة الموسيقى الرقص الخ .
من الممكن ان بعض العناقريب والبنابرقد بيعت في زريبة الحطب القديمة التي كانت مكان حديقة الموردة الحالية . ولكن بعد الحريق الهائل الذي قضي على الزريبة نقلت الزريبة لشمال سينما العرضة غرب الخور . في الزريبة كان يباع الرصاص والمروق الشكاب الجريد الزعف القنا العتب من خشب السنط الصلب المستخدم في دعم بناء الشبابيك والابواب الحبال البروش حطب الحريق للمنازل والافران الخ . كان لاهلنا الرباطاب حضور في زريبة الموردة . منهم بعض آل شبيكة الحنان . كما شاركهم آل ابو حوة الذين سكنوا في فريق ريد . اخبرني قمر الدين ابو حوة انه بدا حيات التجارية بالذهاب الى الجد عبد الكريم بدري الذي تحصل على اذن لقطع اخشاب واحضارها من البردانة في اعالي بحر ازرق موطن خيلانه آل شيقوق ليسستخدموا البعض في البناء والبعض تم بيعة لصالح مدرسة الاحفاد . جدنا الكبير محمد بدري كان كالكثير من الرباطاب والمناصير بسبب فقر بلادهم يعملون في قطع الاخشاب وربطها في طيفان والابحار عليها من الاتبراوي ، النيل الابيض او الازرق . واخير صارت تأتي بالمراكب الشراعية . بسبب اصرار قمر ابو حوة وعدم القبول بالرفض في البداية وغضبه الشديد ناداه عبد الكريم بدري طيب خاطره ، اعطاه حصة جيدة بالدفع المؤجل وكان وقتها في العشرين من العمر وكانت بداية حياته التجارية . الموردة كانت ، لاتزال وستكون دوما رائعة يسكنها الرائعون .
في لقاء تلفزيوني رائع قدم مقدم البرنامج والاستاذ الضيف الكثير من المعلومات المفيدة عن مدينة بارا حاضرة قبيلة دار حامد . وتم ذكر اللبخة الضخمة التي كان تسع لجلوس 2 الف شخص لأن اللبخ هو اكبر الاشجار حجما في السودان . وانه قد تم تجهيز جثمان السلطان تيراب سلطان الفور الذي قتل مسموما . السلطان تيراب حذر السلطان مختار سلطان دارفور وطلب منه في رسائل محفوظة أن يكف عن النهب والتعرض للناس والقوافل الخ . وأخيرا هاجمة السلطان تيراب بجيش ضخم . فر السلطان مختار وطاردة تيراب الى امدرمان واشتبك مع الجموعية في معركة كسبها وغنم نحاسهم المنصورة . وفي الطريق مات في بارا . التي مات فيها جدنا الباشا ادريس ابتر وهو في طريقه الى مسقط رأسه ،،مشو،، في دار الدناقلة وكان هذا في 1882 كما مذكور في كتاب ابطال السودان للمؤرخ محمد عبد الرحيم جد هاشم بدر الدين .
موت السلطان تيراب كان قبل 200 سنة . وقتها لم يكن السودان يعرف اشجار النيم البان اللبخ الخ . لأن الانجليز من اتو بها في بداية القرن وأن كان الاتراك قد اتو ببعض الاشجار المثمرة ، نبات النيلة الخ. اللبخ له ساق واحدة ولكن العرديب او التمر هندي له عدد كبير من السيقان ولا يكف عن النموء والتمدد. شاهدت صورة لشجرة عرديب في المجلات الاوربية وهى تمثل شجرة عرديب قد ابتلعت جرارا معطلا في حرب الجنوب في الثمأنينات وفي مناطق البترول . وكان الجرار يبدو وكانة ذبابة في قبضة عنكبوت ضخم . العرديب يمكن أن يسع ظله كمية ضخمة من البشر . وهو اكبر كثيرا من اللبخ ولا يكف عن التمدد.
اول مصلحة تكونت في السودان كانت مصلحة الغابات . وحسب الاحصاء القديم فاكثر الاشجار انتشارا في السودان هى الطلح . ولكن الحاجة لحطب الطلح في العلاج او حفرة الدخان والافران جعل اعداده تتراجع اكثر من الاشجار الاخرى مثل السلم الهشاب السنط المرخة او الدرمان الذي يشبه السلم ومن اعطى اسمه لامدرمان .
من المستحيل أن افكر في السودان امدرمان بدون ان تقفز صورة سوق الموردة امامي .انا مريخابي احب الهلال واعشق الموردة . حزنت عندما تعثرت الموردة في نهائي الدوري في بداية الستينات لا ازال احس بحلاوة فوز الموردة بالدوري عندما رقصت حنان بلو بلو وهى صغيرة على الكونتينر المقلوب عند فوز الموردة . وحنان ابنة اخت فارس العباسية احمد عبد الفراج قدوم زعلان وخدر كرموش . قديما قلت .
لا استطيع أن اوفي الموردة دينها على . لقد اعطتني اعظم الذكريات وخيرة الصحاب . رجعت الى السودان بعد انقطاع لخمسة سنوات لأنني كنت وزيرتوأم الروح بله في زواجه في نهاية 1974 كانت قد مرت اكثر قليلا من عشرة سنوات منذ أن غادرت السودان والموردة . وجدت ابن العمة عبد العظيم عابدين وخدة الايمن يحمل بقعة فظيعة وكأن مبردا ضخم قد مر عليها وعند السؤال ردت والدتي ......ديل ما دقوهم في الموردة لو ما انت كان كتلوهم . كان عبد العظيم طيب الله ثراه وشقيقي العميد وصديق لهم يعرف بعثمان القون وصديق آخر قد اصطدموا ببعض شباب الموردة عند احد المطاعم في الليل ويبدوا ان البعض قد تواصل مع ابنة الحان . ووعندما وجد عثمان نفسه تحت وابل من الضربات بدا عثمان بالصراخ يا عميد يا عميد . فطلب احد ابناء الموردة بالتوقف عن القتال وقال لهم .... عميد ده بيكون اخو شوقي او قريبه . كانت قد مرت عشرة سنوات على مغادرتي للموردة ولكن الموردة لم تنساني . ولم اكن سوي شاب بسيط احب الموردة ،انتسب اليها والى اهلها ، وتلك عظمة الموردة واهل الموردة ، اعطونا دائما اكثر مما نستحق من ود واحترام .
ما تكسروا
بعد التحيه و السلام
و البكاء و الحنين و احلي الكلام
و شية الجمر بي طعم الدعاش
و الاهل فيهم الرضيع والنزل المعاش
و الشوق بحر لا ليه راس و لا قعر .
و الناس هناك عزاز
لا بعرفوا غش و لا بطر
و مع الدغش يدق الباب كو كرو ،
اقوم احمر لي سيد اللبن
اقول ليه دق براحه يا متخلف يا ما عندك فهم
يضحك و يقول انت الزول الكان بعيد
غايب و ما عندوا هم
اقول ليه لبنك يطير .
يضحك و يقول ما ضقتوا ساكت بالفطير
في الزيفه ديك وين وين تلقاهوا وين
ساخن مقنن بالمنين
في المورده اطلب صحن فولا كبير
ما فيه غير شمار ،
زيت و يمكن كمان جرجير
احرد اقول . ليه مكسروا ؟‍
ما قلته ليك ما تكسروا ؟
الناس تقول سمعناك قلته كسرو
و ده فولا سمح الكسير ما بخسرو
عاوزو حب و ما تهبشو
و احلف ياكلوا معاي و اقول
عشان تاني ما تدخلو
في الناصيه تحت الشجره ، راجلا كلس
بطيخوا ينسي الزول فلس
بعد التالته يقول ماني قاطع ليك خضار
انته زولا ما بحس
بطيخي كلو احمر .
ادفع للتلاته و اقع فيهم نخر
وسط البهايم اشوف لي جضعا سخي
اتالف و اقول ده ما تني ؟
يقولوا لا ده جضعا سخي
حتي بعد فتح الخشم اقول تني
يقولوا انته راسك قوي
اكان غلوا و دخلوا الفرن ما بستوي
و الله راسي ما قوي بس بدور أناكف ناساً بتفهمني
اربعين سنه رطانه بعيد من بله توم روحي
و عثمان رفيق دربي وسمي ولدي
عقباوي سندي والطيب ابو شوقى .
افتح عيني اشوف الكمساري يعاين
زي كانو يسال ماك نازل هني؟
اغمض تاني و اقولو.... كو .
يهزني و يقول هلو
اعاين من الشباك و اشوف قضيب السكه الحديد
لكن الارض مغطيها الجليد
اتاري انا حلمان و لسه بعيد من امدرمان .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.