ما رأيكم في ما يقال حول عدم الالتزام بتنفيذ القرار الحزبي؟ ج- كان القرار قد صدر فعلا من تحالف جوبا وبوصفنا عضوا في التحالف كان لزاما علينا الالتزام بالقرار إلا أن ذلك لم يتم في الحال بالنسبة لكل المنظومة بدوافع مختلفة أبرزها المضي في العملية الانتخابية والتحقق بصورة قاطعة من عملية التزوير لذلك تعاملت أحزاب التحالف مع القضية علي طريقة الخطوة والإبقاء علي خطوتين إلا أن التحول الرئيسي في الالتزام بالقرار – قرار الحركة الشعبية وحزب الأمة بمقاطعة الانتخابات بصورة شبه شاملة وكان قبلهما الحزب الشيوعي قد التزم بقرار التحالف لذلك لا يمكن أن يقف الحزب الوطني الاتحادي بموقف ينأي عن بعض مواقف القوي السياسية ذات التأثير في الساحة. س- ولكن ألا تري أن القرار جاء متأخرا؟ ج- بالعكس تماما فقد جاء القرار في الوقت المناسب قبل البدء في عملية الاقتراع وبعد التثبت من الخروق العديدة في السجل الانتخابي وبطاقة الاقتراع التي طافت البلاد شرقا وغربا قبل الانتخابات إضافة للمتدربين الذين أخضعوا لدورات متخصصة في التزوير ليكونوا رؤساء مراكز انتخابية .وفي تقديري فإن قرار المقاطعة بعد خوض الحملة الانتخابية كان أفضل من تلك الدعوة التي تبنّاها الأستاذ علي محمود حسنين وبعض الأحزاب بمقاطعة الانتخابات دون الخوض في تفاصيلها فقد كانت تجربة النزول للجماهير في الحملات الانتخابية الوريد الذي حمل الخبر اليقين لهذه الأحزاب بأنّ قواعدها لا تزال موجودة تنتظر من يحرك كوامنها وقدراتها مما أفزع المؤتمر الوطني وجعله يطوّر أدوات التزوير . س- ولكن يقال إن هناك بعضا من مرشحي حزبكم لم يلتزموا بقرار المقاطعة ؟ ج-بل كان الالتزام بقرار المقاطعة بالصورة الإيجابية حيث أبقي المرشحون علي وكلائهم في مراكز الاقتراع رغم المقاطعة حتي يتسنى لنا رصد حالات المخالفة في التصويت ومن ثم كشفها وربما يكون ذلك في الخرطوم بالدرجة الأولي حيث الحضور الإعلامي والرقابة الدولية. وقد كان الالتزام بالقرار علي الرغم من أنّ هناك دوائر جغرافية كان مرشحونا حسب الإحصاءات هم الأقرب للفوز عملا بالاصطفاف مع القوي الوطنية واتساقا مع ما أثبتته أمانة الدراسات والبحوث بالحزب من أن هناك تزويرا واسع النطاق يجري الإعداد له وهذا ما ثبت بالدليل القاطع منذ اليوم الأول لبداية الاقتراع. س- ثمّ ماذا بعد المقاطعة؟ ج- لابد أن يكون للمقاطعة للانتخابات استحقاقاتها وهذا ما ينبغي أن تبحث فيه الأحزاب التي اتخذت هذا القرار وحزبنا أحدها إذ إنها و رغم عظمها كموقف وطني تمثل الجهاد الأصغر الذي يعقبه الالتحام بالجماهير والإسناد من كل القوي الوطنية التي تؤمن بالتغيير وهذا ما يؤكد أو ينفي الثقل الجماهيري لهذه الأحزاب . س- وبما أنّ حزبكم قرّر المقاطعة ماذا كان موقفكم تجاه الناخبين في الدوائر و الذين طلبتم دعمهم بادئ الأمر؟ ج- كان لزاما علين بل يتحتم علينا أخلاقيا ومثلما طلبنا من الناخبين دعمنا والتصويت لنا أن نعود إليهم بالقرار الذي اتخذه حزبنا ونطلب منهم المقاطعة بسبب ما ذكرت آنفا وقد فعلت ذلك وأصدرت بيانا وزّعته في جميع قري وبلدات الدائرة ولكني غير متأكد تماما من أن كل المرشحين فعلوا مثلما فعلت.