تغاضينا عن تحفظات محددة ودعمنا لجنة التسيير برئاسة هشام السوباط نظراً لحالة التردي الخطير الذي عاشه الهلال في السنوات الماضية. . ولم يكن دعمنا مطلقاً، ولا من أجل أشخاص بعينهم في هذه اللجنة، بل ساندناهم على أمل أن يسيروا على طريق المباديء والقيم. وأن ينتهجوا أساليب الإدارة الاحترافية بعيداً عن الهرجلةوالعشوائية التي سادت لسنين عددا. . وحين منحوا معالي تركي آل الشيخ الرئاسة الفخرية قلنا خيراً طالما أن الرجل أظهر محبة للهلال وأراد ان يدعمه. . لكن كان دعمنا للخطوة مشروطاً بالتزام الطرفين بحدود علاقة أي رئيس فخري بالمؤسسة التي تمنحه هذا الشرف. . وعندما بدأ البعض يعبرون عن تذمرهم ويطلقون حكماً متعجلاً في المدرب زوران قلنا أن وقت تقييمه لم يحن بعض. . وإن شُكلت لجنة من خيرة مدربي العالم لتقييم زوران في هذه الفترة القصيرة مع الظروف التي يعمل فيها من تغيير كامل في كشف اللاعبين وإعلام متعجل وإداريين يرخي بعضهم آذانهم لما يُكتب ويُقال حتى ولو كان الكاتب أو القائل بعيداً كل البعد عن الشئون الفنية، وجمهور يريد كل فرد فيه أن تتحقق رغبته في إشراك هذا اللاعب أو ذاك، لو شُكلت هذه اللجنة لما استطاع أعضاؤها أن يقضوا بفشل أو نجاح زوران في هذه الفترة القصيرة. . لهذا فعندما نطالع خبراً عن إقالة زوران لن نفرح أو نهلل. . ليس قناعة في الرجل أو تعاطفاً معه، فهو ليس من بقية أهلنا، ولا لعبنا دوراً في صفقة التعاقد معه، ولا يهمنا شأنه أكثر مما يهمنا هلالنا. . ولن تسعدنا الأقاويل المتداولة حول أن تركي آل الشيخ أراد إقالة زوران من أجل التعاقد مع اسم كبير في عالم التدريب. . نرفض كل ذاك مبدئياً، لأننا لو سايرنا مثل هذه (الهرجلة) نكون(لا رحنا ولا جينا). . ومثلما تركنا نادينا العظيم لقمة سائغة تلذذ بها الكاردينال وغيره سنعيد المشهد بعد تغيير طفيف في الأسماء وأدوار أصحابها. . وليس من أجل هذا دعمناكم يا رجال اللجنة. . الفرق الكبيرة لا تُصنع ببريق المال وحده، ولا بالتنازلات والاستجابة لرغبات الكل. . حتى لو وفر لكم معالي المستشار المال اللازم للتعاقد مع جوارديولا أو مورينهو فلا نتوقع أن ينصلح حال فريق الكرة بمثل هذه القرارات المتعجلة وهذا الإذعان سواءً لإرادة الرئيس الفخري أو الإعلام والجمهور. . فإن جاء مورينهو غداً فالشيء الأكيد انه سوف يختار لاعبين بعينهم وسيترك آخرين في دكة البدلاء. . والشيء المؤكد أن بعضنا سيسنون أقلامهم متغمصين شخصيات أعظم المدربين ليكتبوا أن مدرباً يحيل اللاعب الفلاني لدكة بدلاء الهلال لا يُرجى منه خيراً. . كما أن وسائل التواصل الإجتماعي سوف تمتليء بالعبارات الداعمة للاعب لا يشركه المدرب، أو المناهضة لخططه وتكتيكاته. . لكل ما تقدم أختلف كلياً مع مثل هذا النوع من التفكير وهذه الأساليب في إدارة الأندية الكبيرة. . قمة الوهم ان نتوقع نجاحاً سريعاً لمدرب أجنبي مهما كان عظيماً في وجود نوعية لاعبينا وظروف منظومتنا الرياضية إن جاز مصطلح (المنظومة) أصلاً. . سؤال أخير: إن صحت الأخبار الرائجة بأن تركي آل الشيخ بصدد التعاقد مع مدرب ولاعبين من ذوي الوزن الثقيل والتكلفة العالية، فهل وقع الرجل عقداً مع لجنة التسيير يضمن استمراره كرئيس فخري للهلال على مدى العشر أو الخمس سنوات القادمة مثلا؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.