في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالمواطن السوداني ، لم يكن من الممكن الكلام إلا عن وضع أخطر مما نحن فيه من مسغبة وفقر . ذلك ما بدأ يظهر للعيان ، وتكلمنا فيه من قبل ونبهنا إلى مخاطر وجود أي مظاهر مسلحة في المدن ، وليس في الخرطوم وحدها . تحدث الكثيرون عن قوات الدعم السريع وكيف أن في وجودها ، في المدن قد تسبب في كثير من التجاوزات واختراق للقوانين وصلت لحد القتل خارج القانون ، وغيرها من انتهاكات لكرامة الناس وضربهم بالسياط في الشارع العام . لذلك كله قلنا أن مهمة حفظ الأمن في داخل المدن ليس من شأن القوات المسلحة ولا أي قوات أخري إلا قوات الشرطة . ولم يكن في الحسبان أن ترزأ المدن وخاصة الخرطوم برزية أخرى ، بعد اتفاقية السلام ، فتدخلها قوات أخرى تتخذ من الفنادق والحدائق معسكرات لها . ولا نعرف بأي اتفاق دخلت هذه القوات ، وهل هذا هو الترتيب الأمني المتفق عليه أم أن وراء الأكمة ما وراءها ، على حسب متوجسين وتقارير أممية تتحدث عن مخطط خبيث ، يبيته قادة الفصائل المسلحة للاستيلاء على الحكم بوضع اليد . وعندما نقول تقارير أممية نتحدث عن جاء ما في وثيقة الأممالمتحدة، ولم يكن من اختراع كاتب أو خيال شخص ذي مصلحة ، ويمكن لأي أحد أن يطلع على هذه الوتيقة في هدا الرابط . https://documents-dds-ny.un.org/.../75/pdf/N1943175.pdf... في المسائل الأمنية التي تتصل مباشرة بحياة الناس واستقرارهم وتعريض أمن البلد للخطر ، ليس هناك مجال للتهاون أو أخذ الأمور ببساطة . ويدعم هذه المخاوف هذا الوجود المسلح في وسط الخرطوم وبين الناس في غدوهم ورواحهم . أي نيتة يبيتها هؤلاء الذين تركوا أهلهم نهبا للموت والضياع ليأتوا للخرطوم من أجل المحاصصة والمناصب وربما كل ذلك لذر الرماد في العيون تمهيدا للواقعة الكبرى . ليس من شك في أن هناك شيء ما يجري في الخفاء ، وبين أطراف معينة هم الآن في قمة السلطة ولكن أهدافهم أكبر من هذا بكثير . إن الوضع الحالي للخرطوم أشبه بمن يجلس على برميل بارود ، ممكن أن ينفجر في أي لحظة . يكفي حادث بسيط أو احتكاك عرضي لإشعال نار لا تبقي ولا تذر . فما بين هذه الفصائل والجيش بون شاسع وما بينهم أفظع ، فهم أنفسهم لا يتفقون في شيء إلا في كراهية الشمال . وكلهم أمل أن يأتي اليوم الذي يدمرون فيه الشمال تماما كما دمروا مدنهم وقراهم. ليس همهم أن يسود السلام بين أهلهم ولا تطوير مناطقهم ، فهم أول من يدرك عجزهم عن التخلي عن الرفاهية التي يكسبونها من قضية البسطاء والمطحونين في المعسكرات . وكثير منهم تحركهم دوافع العنصرية والكراهية ضد الآخر . أكثر الذين دعموا الإنقاذ وسحقوا أهلهم هم من هؤلاء ، أكثر عناصر أمن الكيزان ومليشاتها منهم ، وهل كوشيب وأحمد هارون وحميدتي وموسي هلال من الشمال؟ أنظر إلى قائمة المطلوبين للمحكمة الدولية ستجد أن ما يلفت النظر أنها تحتوي على مطلوبين من نفس مناطق النزاع . كلهم تاجروا بقضية أهلهم سواء كانوا مع الإنقاذ ام ضدها . إن شعار الشباب في ثورته المجيدة كان " كل البلد دارفور" هذا الشعار يفهمه هؤلاء معكوسا ، فيسعون فعلا لأن تحترق البلد تماما كما احترقت دارفور . من الصعب جدا أن تثق في الذي يقتل أهله ، ومن الخبل والغفلة حسن الظن الزائد . المسألة لم تعد مسألة غلاء وخبز وبترول وغاز ، ولكن هناك من يسعى حقيقة لا مجازا لقلب الطاولة على الجميع واشعال البلد كله تحت شعار أن كل البلد دارفور. كلمة نقولها ونعرف صدقها أن كل هذه المؤامرات ، لن تنجح ولن يتحقق هدف هؤلاء الفاشلين الذين ظلوا كل عمرهم يتآمرون من أجل أهداف أقل ما يقال عنها أنها دنيئة . ولكن على كل النخب الواعية في كل بقاع السودان ان تتنبه لما يجري وأن تضع نصب عينيها أنها مستهدفة يوم أن تولى الفاشلون والجهلة قيادة البلد من أمثال هؤلاء من حميدتي " فريق الخلا " وإلى جبريل الكوز ومناوي المتلون وعبد الواحد المتسربل بلباس العنصرية . من منهم مستعد ان يعيش ويعمل وسط اهله الغلابا ويحاول ان يصنع معهم مستقبلا افضل ؟ بكل تأكيد ولا واحد منهم مستعد ليعيد الحقوق لأهلها لأن في نظرهم أن عودة هذه الحقوق يكون عبرسلب حقوق الآخرين . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.