ربما يتفق أو يختلف بعضنا مع طريقة واختيارات مدرب الهلال زوران. . لكن الشيء الأكيد، وما يجب أن ننتبه له أن تعادل الأمس مع مازيمبي والأداء غير المقنع لم يكن مشكلة زوران وحده. . فما تابعناه وشهدناه في الأيام الماضية مثل أزمة كرة عانينا منها سنوات طوال وليس مجرد وضع طاريء يمكن تغييره بإقالة المدرب كما نتخيل. . قد يقول قائل أن الهلال كثيراً ما جندل منافسين أقوياء على ملعبه، وأن الصربي لو أشرك فلاناً أو انتهج طريقة مختلفة لربما استمرت الانتصارات، سيما أن مازيمبي لم يكن ذلك العملاق المهاب. . لكن لو فكرنا بعمق أكثر سنجد أن المرحلة التي وصلتها كرة القدم السودانية رغم بعض الانتصارات الزائفة، جاءت نتيجة تراكمات محددة ووقفت وراءها أسباب عديدة. . هي مرحلة تردي في كل شيء شئنا ام أبينا. . إداريون بلا أفكار، وصحافة تكسب، وجمهور متسرع في أحكامه ومتعصب للا شيء، وأجهزة رسمية غير معنية بإحداث أي نقلة نوعية، ولاعبون أقل مهارة وقدرة على التفكير ممن سبقوهم. . كان الهلال أوفر حظاً وأفضل حالاً من غريمه المريخ. . فقد تعرض المريخ لهزيمتين ثقيلتين واحدة خارج ملعبه والثانية على أرضه. . فيما فشل الهلال في تحقيق الفوز على ملعبه أمام منافس بدا هشاً وضعيفاً. . لكن وبعيداً عن فكر وطريقة المدربين وما يُكتب في صحف (النفخ الفارغ) هل نحن على قناعة بأن اللاعبين الذين نهلل لهم يملكون مهارات حقيقية تمكنهم من المنافسة على الألقاب القارية!! . لجنة التسيير الزرقاء نشطت مثلاً في ملف التسجيلات وأحدثت ضجيجاً شديداً ومارس رئيسها على جماهير النادي ذات الأساليب العاطفية القديمة، فصُمت معظم الأسماء التي رضيت عنها الجماهير لكشف الهلال. . لكن ما أن أشرك المدرب بعضاً من هذه الأسماء رأت ذات الجماهير مشاكل (كورتنا) مجسدة في هؤلاء النجوم الذين هللت لهم. . صدقوني يدخل فلان التشكيلة أو يخرج منها علان هذا لن يغير كثيراً، فالأزمة أعمق من ذلك بكثير. . وما لم نواجه جميعاً الأسباب الحقيقية بشجاعة، لن نهنأ سوى بمكاسب وانتصارات عابرة سريعاً ما ستتلاشى. . كيانات تناصرها الملايين فيما يتحكم في مصير إدارييها ولاعبيها ومدربيها حفنة قليلة من حملة الأقلام وتريدون ألقاباً وانتصارات مستدامة!! . هذا وهم كبير. . فعلينا أن نفيق من غفوتنا وندافع عن كياناتنا ومؤسساتنا ونحفظ لها احترامها وهيبتها قبل أن نحلم بمقارعة أندية محترمة تتمتع بقدر معقول من المؤسسية. . أخجل وأشعر بهواننا حقيقة عندما أطالع تعليقات من شاكلة " فلان إن لم يبتعد لن تقوم للهلال أو المريخ قائمة". . نتذمر ونشجب وندين هذا الفلان أو ذاك العلان، لكننا لا نسأل: من الذي منحه هذه السلطة المطلقة وأفسح له المجال لكي يتحكم ويتسلط لدرجة تغيير الإداريين والمدربين واللاعبين!! . ألا نردد ليل نهار أن أنديتنا جماهيرية من الطراز الرفيع، فلماذا لا تحرسها هذه الجماهير بفرض إرادتها على الجميع!! . المؤسف أن هذه الجماهير نفسها من تصنع الصحفي المتكسب المتسلط والإداري الضعيف الذي يأتمر بأمره واللاعب الهش الذي يركز على الهتاف أكثر من تركيزه على تطوير وصقل موهبته. . غيروا ما بأنفسكم قبل أن تتوقعوا تغير حال الكرة للأفضل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ////////////////