قناعتي الشخصية، أن هناك واقع جديد صنعته ثورة ديسمبر...وان الثوار وضعوا امتحاناً في الوطنية رسبت فيه كل النخب إلا من رحم ربي. فزخم الثورة وعنفوانها صنعه (الجيل الراكب راسو)...وقد حاول الانتهازيون سرقة شعارات الثورة واهدافها وغاياتها ومراميها، فأسقطتهم بالضربات القاضية، وكشفت عن تهافت اطماعهم ونواياهم الخبيثة، وعرضت حيلهم الماكرة لضوء شمس الوطنية الساطع، فكان السقوط مريعاً، وكل يوم يكتشفون أن الجيل الراكب راسو يمد لسانه ساخراً منهم ولسان حاله يقول أن التغيير الذي حدث هو تغييرٌ حقيقي، شاء من شاء وأبى من أبى، وأن سفينة الثورة ماضية إلى مرافئها الآمنة، وستصل بعزم وقوة وعناد وصبر هذا الجيل الذي صنع الثورة. والحقيقة الثانية التي لا ينكرها إلا من أدمن دس رأسه في الرمال، هي أن هذه الثورة المجيدة وحراسها من الجيل الحي الباسل غير الملوث بجراثيم الأيدلوجيا والجهوية والقبلية، رغم قلة الخبرة، قد كشف سوءات وعوار النخب السياسية التي سقطت على قفاها و(دقت الدلجة) والدليل على ذلك الوثيقة الدستورية المعطوبة بينة العطب، التي كشفت زيف و نفاق الاحزاب السياسية صنيعة المركز التي سقطت هي الأخرى سقوطا حراً في حكومة حمدوك الأولى التي قيل أنها حكومة تكنوقراط ولكنها في الحقيقة كانت حصان طروادة حاولت فيها النخب ان تجبر الناس على خطٍ ايدلوجيٍ معين، فلما استبان العوار وصعب الفتق على الراتق ظهرت النخب بوجهها القبيح اللاهث في حكومة المحاصصات الحزبية الثانية، وكان هذا هو الرسوب الثاني في الإختبار الذي وضعته ثورة ديسمبر. اما السقوط الثالث فهو انكشاف زيف النضال الذي كانت تتشدق به حركات الهامش المسلحة بعد توقيعها للإتفاقية المنقوصة المعطوبة بينة العطب التي أطلق عليها (اتفاقية سلام جوبا)، التي كشفت زيف شعارات النضال التي كانت ترفعها هذه الحركات المسلحة باسم أهل الهامش وظهر وجهها القبلي العضوض على حقيقته، وانكشف تسابق قادتها المحموم المخجل للفوز بالمناصب والكراسي، ضاربين بشعاراتهم القديمة عن المساواة وازالة التهميش عرض الحائط... كل هذا في أقل من عامين، وهذا كله من إنجازات الثورة والجيل الراكب راسو، نواطير شعارات الثورة الخالدة (حرية وسلام وعدالة) وحراسها اليقظين في وجه الاستغفال والاستهبال أينما كان المصدر من نخب الهامش او المركز، ولا خيار أمام هؤلاء إلا طريق الوطن الواحد المتصالح مع ذاته ومع العالم، الوطن الحر الديمقراطي الذي يسع الجميع...بلا قبلية ولا جهوية ولا عنصرية ولا حروب ولا هوس ديني ولا ايدلوجيات مستوردة. هذا التغيير الذي أحدثته الثورة هو تغييرٌ حقيقيٌ وسيمضي إلى نهاياته، فعلى أي واحدٍ منا مراجعة دفاتره وقناعاته وخياراته الوطنية ويبحث عن طريقة لدعم الوطن عبر دعم الثورة وتحقيق شعاراتها، ليس بالضرورة عبر ساس يسوس، وإلا ستتحرك (بادية) الوطن إلى الامام ويبقى هو وحيداً يندب حظه...ومن ظن أن الماضي سيعود، سينتظر كثيرا... والحصة وطن... محمد علي مسار الحاج الخرطوم 19 مارس 2021 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.