ليس بجديد ان قلنا تمكن تيار الانفصال في الحركة الشعبية لتحرير الشودان بعد وفاة جون قرنق وآلت الامور لنائبه الفريق سلفاكير الذي عمل علي تمكين الانفصاليين وتعلية مراتبهم التنظيمية في الحركة والتنفيذية والتشريعية في الحكومة ان كانت حكومة الجنوب أو الحكومة المركزية في الخرطوم حيث انزوى منصور خالد وانشق لام اكول واكتفي باقان أموم بالصراخ مذكراًبمشروع السودان الجديد وتم عزل ياسر عرمان وكل الجلابة في قطاع الشمال ينفثون هواءً ساخناً ويلتفتون خلفهم يطمئنون سندهم ويتحسسون مواقعهم حيث سيطر علي مقاليد الامور رياك مشار وادوارد لينو ورهطم ينفردون بالجنوب يعملون موازناتهم في توزيع المناصب التي خلت من العناصر الشمالية في حكومة الجنوب وابعاد الشماليين والوحدويين في حكومة الخرطوم في اشارة ان تذهب الحركة الشعبية بجنوبها والمؤتمر الوطني بشماله وأخذ سلفاكير بعد أن مكن لانصاره أخذ ينفذ اجندته بهدوء وصبر يحسد عليهما تاركاً قطاع الشمال يكتفح بأجندة السودان الجديد لوحده بل أعانهم بالسيد/باقان أموم ولايأبه لعملهم ولايتابع نشاطاتهم بل اكتفي بالتعليق علي الأحداث من جوبا وتفرغ لادارة شئون حكومة الجنوب وترتيب أمور مقاطعاتها انتظاراً لاجراء الاستفتاء في موعده لايصرفه عن ذلك تأخير تنفيذ كثير من بنود الاتفاقية وان كانت مثل ترسيم الحدود واستحقاقات التحول الديموقراطي أوشفافية عقود وحسابات البترول بل أكاد أجزم بأن أبيي نفسها سيضحي بها ويتركها للشمال حتي يمضي في مبتغاه أما أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق فقد تركهم يبنون التحالفات وأسسوا المصالح مع المؤتمر الوطني ( ولكن حذاري من الانفراد بهم )حتى لايحسوا بوحشة الفراق ويدعهم في معية الشريك .لكل ذلك صوت سلفا للبشير الذي رضي بالقسمة مستأثرا ًبحكم الخرطوم ليحمي ظهره من سياط المعارضة وادعاءات اوكامبو فلايعقل ان يستمر مرشح الحركة الشعبية ياسر سعيد عرمان في سباق الرئاسة خصوصاً بعد ارتفاع فرصته في المنافسة بقوة وامكانية الفوز مما يمثل عبئاً ثقيلاً علي الفريق سلفا كير في الاستفتاء والدفع بغبن الجنوبيين وضيق فرصهم في حكم السودان واسلمة الدولة وعروبية توجهها بينما يحكمها حزب غالبيته من الجنوبيين فتصعب عليه دعوى الانفصال وحزبه يحكم فكان سحب عرمان ضروري مع التملص من هذا القرار كونه أي قرار الانسحاب قرار قطاع الشمال فسحب عرمان وصوت للبشير ولن يصوت الفريق سلفا للسيد/عبدالله دينق نيال ابن الجنوب وارد مدينة بور الدينكاوي قبيلة كير اكبر قبائل الجنوب الذي رشحه حزب المؤتمر الشعبي الحزب الشمالي ذو البعد الجنوبي لكونه اذا صوت الجنوبيين أهل دارفور والمجموعات الأفريقية والملتزمون حزبياً من الشماليين للسيد/عبدالله دينق لعظمة فرصه في الفوز ويستحيل بعدها اقناع الجنوبيين بالانفصال وهم يحكمون السودان لذلك كان الايعاز للجنوبيين بالتصويت لمرشح الحركة بحجة عدم سحبه لتشتيت أصوات الجنوبيين لتذهب لمرشح لن ينتخبه أحد في الشمال بعد اعلان سحبه والتوجيه للجنوبيين في الشمال بمقاطعة الاقتراع وبذلك يكون سلفاكير قدم صنيعاً غالياً لشريكه البشير ومكن له في حكم الشمال لتستمر وجهة الحكومة الاسلامية كما بدأت منذ 89 ليستمر هو في نفس الموال ويجدد الخطاب القديم بسيطرة الشمال العربي المسلم علي مقاليد القيادة في السودان منذ الاستقلال فاستمرار البشير يدعم اجندة السيد/سلفا .لتاسيس دولة الجنوب المستقلة كهدف اسمى ثم بعد ذلك المطالبة بالمستحقات الجنوبية لدى الشمال ودعم النزعات الانفصالية في جبال النوبة والنيل الأزرق وضمهما لدولة الجنوب بعد كسب قضية ابيي والتوسع شمالاً ففوز البشير بفترة رئاسية جديدة سهل للفريق سلفاكير حشد الدعم الخارجي الدولي والاقليمي باستعطافه لليمين المسيحي المتطرف للاعتراف بالدولة الوليدة ثم يكون اللاعب الاساسي في حصار السودان وتقسيمه وعزل البشير ومحاكمته .صوت الفريق سلفاكير للبشير ليس حباً فيه ولاوفاء لصداقة وليس استحقاقاً لشراكة بل تنفيذاً لاستراتيجيته فهل حق لنا أن نحلم بسودان موحد أم اصبحت وحدته من ضرب المستحيل وأين أهل الشأن من يلزمهم الدستور بحفظ وحدة الوطن وأقسموا علي سلامته أم بات كلنا عاشق يبكي علي ليلاه ولايستطيع لها طولاً Ismael Fragallah [[email protected]]