[email protected] صفقة ؟ خبر صغير في مظهره , مدوي في تفاعلاته , ( وليس مجرد رأي فطير) , مر مرور الكرام ! لم تتناقله وكالات الانباء ! ولم تسمع ، يا هذا ، اي رجع صدي له في وسائل الاعلام المختلفة في الخرطوم ! وعزيت نفسك , يا هذا , بان القوم مشغولون بجلبة انتهاء الانتخابات , وعملية الفرز , واعلان النتائج ! وربما عادوا للخبر بعد ان يستقر العجاج العالق في الهواء ! ولكن لم تشاهد , ولم تقرأ , ولم تسمع اي صدي لذكره ! فتوكلت علي الله وقررت أستعراضه في السطور التالية , رغم انك فد وجدته عصيأ علي التصديق : ذكرت الصحفية اللبنانية , ومراسلة جريدة الحياة من نيويورك , الاستاذة راغدة درغام ( جريدة الحياة - الجمعة 16 ابريل 2010م ) احتمال وجود صفقة سرية بين الصين وادارة اوباما بخصوص ايران والسودان ؟ الصين تخشي ان ينفصل جنوب السودان ! وتعقد حكومة دولة جنوب السودان الجديدة اتفاقيات مع شركات النفط الامريكية بدلاً عن الشركات الصينية التي بدأت وتواصل استخراج النفط من ابار الجنوب؟ استمرار السودان موحداً سوف يضمن للصين استمرارها في استخراج النفط في الجنوب والشمال . تقول راغدة ان الصين قلقة من افرازات وعواقب احتمال انفصال جنوب السودان عن شماله (استفتاء الاحد 9 يناير 2011م) ! وتأثير ذلك علي اتفاقيات الصين مع حكومة الخرطوم , بخصوص النفط المستخرج حالياً , والذي يتواجد اكثر من 85% منه في آبار في جنوب السودان ! كما ان الصين قلقة من احتمال ضربة عسكرية امريكية /اسرائيلية ضد ايران ! الضربة التي سوف توقف امدادات ايران من البترول والغاز للصين . وتدعي راغدة بان ادارة اوباما وافقت علي تعطيل / تجميد انفصال جنوب السودان عن شماله ( استفتاء يوم الاحد 9 يناير 2011م ) , مقابل ان تقنع الصين ايران بقبول شروط المجتمع الدولي ( الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن زائداً المانيا ) , بخصوص تفكيك برنامج ايران النووي , وضمان عدم وصول الاسلحة النووية الايرانية للمجموعات الارهابية الاسلامية ( القاعدة ) ! وتعهدت ادارة اوباما بان تضمن للصين استمرار امدادها بالبترول السوداني , كبديل نفطي ( ضمن بدائل اخري ) لما توفره لها ايران ، اذا فشلت الصفقة , واضطرت امريكا / اسرائيل لضرب ايران ! كما تعهدت ادارة اوباما بان ترفع اياديها عن مساعدة المعارضة الايرانية , لكي تساعد الصين في مساعيها لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي ! صدق او لا تصدق ؟ اذا صدقت ادعاءات الصحفية راغدة درغام ، فربما رأينا تحولا , دراماتيكيا , في تصرفات الجنرال غرايشون . الذي سوف يكون انقاذيا اكثر من الانقاذيين , خلال فترة ال 34 اسبوعا التي تفصلنا عن استفتاء يوم الاحد 9 يناير 2011م ! وسوف يحاول اقناع الرئيس سلفاكير بقبول خيار الوحدة بدلا عن الانفصال ؟ واذا فشل الجنرال في مساعيه , فسوف يقلب ظهر المجن للرئيس سلفاكير , ويسعي لتبويظ استفتاء يوم الاحد 9 يناير 2011م , لمصلحة استمرار السودان موحداً , حتي تضمن الصين استمرار امدادتها النفطية من السودان , في سلاسة ويسر؟ مقابل ان تلجم الصين ملالي ايران, لمصلحة اسرائيل ؟ لا تستبعد فرضية هذه الصفقة لسبب واحد لا ثاني له وهو وببساطة : ان مصلحة اسرائيل اصبحت علي المحك . وفي هذا السياق , يمكن الأشارة لتصريح سكوت غريشن ، المبعوث الأميركي الخاص للسودان ، في العدد الاخير من مجلة تايم الامريكية , أذ قال: ( لن يكون التقسيم نتيجة حتمية؛ وفي رأيي نستطيع منع حدوث ذلك (. ثقافة الصين لا تسمح الصين بأنفصال اقليم التبت , المختلف أثنيأ , ودينيا ولغويأ , وثقافيأ عن الصين ! كما تقاتل , حاليا بالطرق الناعمة , وغدا بالوسائل الخشنة , لاسترداد تايوان , ذات الاقتصاد الذي يفوق مائة مرة أقتصاد السودان ؟ كما استردت الصين , بالنفس البارد , هونج كونج وماكاوا ؟ أذن كيف يمكن ان تفهم الصين انفصال جنوب السودان عن شماله ؟ بالنسبة لها , هذه فتنة أشد من القتل ؟ ثم قل لي, يا هذا, هل تسمح فرنسا لجزيرة كورسيكا بالانفصال عنها , كما يدعو لذلك متمردو كورسيكا ؟ ثم قل لي , يا هذا , هل تسمح اسبانيالاقليم الباسك بالانفصال عنها , كما يدعو لذلك متمردو الباسك ؟ وهل يسمح العراق لاقليم كردستان بالانفصال عنه ؟ وهل تسمح نيجيريا لاقليم الايبو بالانفصال عنها ؟ وهل تسمح اثيوبيا لاقليم الاوقادن بالانفصال عنها ؟ وهل تسمح مالي لاقليم االطوارق بالانفصال عنها ؟ وهل تسمح المغرب للصحراء الغربية بالانفصال عنها ؟ وهل تسمح مصر لمثلث حلايب بالانفصال عنها ؟ وهلم جرا ... أشمعني السودان ؟ والاجابة علي السؤال بسيطة وساهلة : لوجود ابليس الانقاذ في السلطة في الخرطوم ! لم يسمع السودانيون بحكاية الانفصال دي منذ فجر التاريخ , الا بعد سرقة الانقاذ للسلطة الشرعية في 1989 ؟ لعبة أمم ؟ الموضوع يمكن اختزاله في لعبة امم ! بل ماتش شطرنج بين ادارة اوباما والصين ! والسودانيون في الشمال والجنوب هم قطع لعبة الشطرنج , يتم تحريكهم حسب المصالح الامريكية - الاسرائيلية والصينية في لعبة الامم ؟ الاعلامية المتميزة راغدة درغام قطعا انطلقت من بينات ومعطيات متوفرة لديها , وهي تكشف امر هذه الصفقة ! والا لما كتبت ما كتبت ؟ سؤال ؟ ولكن يبقي السؤال في ذهنك : لماذا لا تطلب الصين من ادارة اوباما الضغط علي الرئيس سلفاكير لكي يحترم ويبقي علي اتفاقياتها الموقعة مع حكومة الخرطوم , ودون مساس بمصالحها النفطية المكتسبة , عند توقيعها ( الصين ) اتفاقيات جديدة مع حكومة جنوب السودان الجديدة , بخصوص آبار البترول الواقعة في مناطق دولتها الجديدة ؟ هذا الخيار يفترض انفصالا اخويا ؟ ويفترض قبول حكومة الانقاذ باتفاقيات الصين الجديدة مع حكومة جنوب السودان الجديدة ؟ وربما لا يكون خيارا عمليا لو حدث انفصال عدائي ؟ كما هو متوقع بعد اكتساح حزب المؤتمر الوطني للانتخابات التشريعية والتنفيذية بنسب تقارب وتتجاوز حاجز ال 90% ؟ في كل الاحوال , أليس ذلك الاجراء اسهل بكثير من الطلب علي ادارة اوباما الضغط علي الرئيس سلفاكير بعدم الانفصال . خصوصاً وقاطرة الانفصال قد بدأت في التحرك ! ومن الصعب , بل المستحيل , ايقافها بعد الان . وقد حاولت دول الايقاد الصديقة للرئيس سلفاكير ايقاف هذه القاطرة في آخر اجتماع قمة للايقاد في نيروبي ! ولكن الرئيس سلفاكير وقف تود . كما حاول الرؤساء مبارك وديبي واسياسي افورقي اقناع الرئيس سلفاكير بعدم جدوي الانفصال ! ولكن لا حياة لمن تنادي ! حتي ادارة اوباما وفي زمن غابر مضي , حاولت اقناع الرئيس سلفاكير بالاستمرار ضمن مبدأ (نظامين داخل دولة واحدة ) ، كما هو الحال حالياً ! ولكن دي بطينة ودي بعجينة ؟؟ قطار الانفصال قد تحرك من محطته ! ولن يستطيع حتي القوي الامين من ايقافه . اذن لنضع نقطة علي السطر ! ونقلب صفحة . فقد قضي الامر الذي فيه تستفتيان . الجوه جوه والبره بره ؟ شهادة ديجول وماكميلان علي انفصال الجنوب قبل حوالي خمسين سنة , حذرنا ديجول من أن السياسة يمكن أن تكون عملية مثمرة , أو أتوبيا فارغة , بحسب ارتكازها أو عدمه , علي الوقائع علي الارض ؟ والوقائع علي الارض في الجنوب , تقول مقولة أندهش لسماعها السيد الامام والشيخ الترابي ( ندوة جوبا , سبتمبر 2009 ) ؟ تقول الوقائع علي الارض في الجنوب بأن الشعور الشعبي الطاغي في الجنوب يهدر بأسم الانفصال , وبسقوط الوحدة , التي يحسبها القوم صنوا للعبودية ول الاستعباد لنظام الانقاذ الاسلاموي العروبي ؟ ولعلك تذكر , يا هذا , كلمات السير هارولد ماكميلان في فبراير 1960 في جوهانسبرج , بأن رياح التغيير قد بدأت في الهبوب علي القارة السوداء ! وسواء رضينا أم أبينا , فأن التيار الوطني الجارف قد صار أمرأ سياسيأ واقعأ وملموسأ ؟ وكذلك نحن الملا من السودانيين الشماليين , وعلي رأسنا السيد الامام , سواء رضينا أم أبينا , فأن التيار الأنفصالي الجارف في الجنوب , قد أصبح أمرأ سياسيأ واقعأ وملموسأ , ولا نستطيع أيقافه ؟ المشكلة ! انسان الانقاذ لا يهمه شيئا تفتيت بلاد السودان ! فلينفصل جنوب السودان ! فلتنفصل دارفور ! فلتنفصل جنوب كردفان ! فلتنفصل النيل الازرق ! فلتذهب حلايب ( البيه عبد الله خليل ) الي مصر ! فليذهب كل ذلك للجحيم ! فلترق الدماء ! فلترق كل الدماء ! وليبق الرئيس البشير خارج ولاية محكمة الجنايات الدولية ! وليبق انسان الانقاذ مسيطرا علي سلطة وثروات ما يتبقي من السودان المفتت ! هذا هو المحك ! هذا هو المبتدا والخبر ! وليذهب كل ما غير ذلك للجحيم ؟ علي السودانيين ، كل السودانيين ان ينظروا جيدا في المرآة ! فالمشكلة الرئيسية تكمن في ضعفهم , وفي غفلتهم , وفي لا مبالاتهم , وفي خياراتهم البائسة . كيف يسمح السودانيون لنظام الانقاذ بان يقدم جنوب السودان قرباناً لاستمراره ( نظام الانقاذ ) في السلطة في الشمال , ولتزويره الانتخابات في جميع مراحلها ؟ كيف يقبل السودانيون ان يبادل نظام الانقاذ جنوب السودان مقابل الرضي السلبي الامريكي ؟ هل حماية شخص الرئيس البشير ضد امر قبض المحكمة الجنائية الدولية تفوق في الاهمية والاولوية انفصال الجنوب وتفتيت بلاد السودان ؟ هل نقبل بالساحق والماحق لكي ترضي امريكا عنا ؟ ولن ترضي عنا حتي لو قدمنا لها جنوب السودان علي صحائف من ذهب ؟ يعتبر نظام الانقاذ ضياع جنوب السودان ثمناً بخسا لاستمراره في السلطة , وحماية شخص الرئيس البشير من فك محكمة الجنايات الدولية المفترس ! وليرجع السودانيون النظر في المرآة كرتين ! ويسألون انفسهم كيف سمحوا لنظام الانقاذ بان يهدي مثلث حلايب للشقيقة مصر , مقابل دعم مصر للرئيس البشير في مواجهة محكمة الجنايات الدولية ؟ هل نسي السودانيون البيه عبد الله خليل الذي هاج وماج في زمنه الجميل , عندما وطئت الاقدام المصرية مثلث حلايب ؟ فلاذت بالفرار وقنعت من الغنيمة بالاياب ؟ لماذا يسمح السودانيون لنظام الانقاذ بان يفتت بلاد السودان ؟ مقابل ان يحمي شخص الرئيس البشير في مواجهة محكمة الجنايات الدولية ؟ وفي مقابل ان يستمر نظام الانقاذ في السلطة في شمال السودان ؟ فلننظر في المرآة مرة ثالثة ! هل نحن حقاً نفس السودانيون الذين خرجوا من رحم الكنداكة ام اننا صرنا الي مسخ مشوه ؟