عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مقتل الرئيس الشادي إدريس ديبي علي أيدي المعارضة خلطت كثيراً من الأوراق في المشهد السوداني المعقد فتصفية مارشال تشاد من المعارضة التشادية بتلك الطريقة الغامضة يؤكد أن مستقبل تشاد سيشهد حرب أهلية ومزيداً من الاقتتال والتدمير سيضع الحركات السودانية في فتيل وسيحرمها من ميزة التداخل القبلي وتوفير الدعم اللوجستي في أنجمينا من المارشال ديبي. لوردات الحروب المتعطشين للسلطة بشكل مقزز فقدوا عمق استراتيجي وملاذاً آمناً لهم ففي السودان لأن إدريس ديبي ينتمي لقبيلة الزغاوة التشادية السودانية التي تضم عدة عشائر وتنشط ما بين السودان وتشاد وينحدر الرئيس التشادي إدريس ديبي ورئيس حركة العدل والمساواة وجبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وكانت جزءا من الصراع الذي نشب في دارفور منذ عام 2003وحتى الآن لا يزال النزيف مستمراً فمقتل الرئيس ديبي له انعكاسات خطيرة على الأمن في السودان وخاصة في غرب دارفور. المعارضة التشادية القادمة من ليبيا ستزحف للاستيلاء على أنجمينا وإذا تمت محاصرتها لا يعني هزيمتها لا شك ستتوجه إلى دارفور والاستفادة من حالة الإتفلات الأمني والتوتر وتداخل المكونات الإثنية ومعرفتها التامة بكل ركن في الإقليم ما يمكنها بسهولة من الاندماج مع سكان دارفور وترتيب صفوفها للهجوم على العاصمة أنجمينا مرة أخرى في الإقليم وإدارة تحركاتها من هناك، خصوصاً أن المعارضة التشادية تربطها علاقات مع الفصائل السودانية المسلحة في ليبيا وخاصة يوجد عدد من الحركات المسلحة التي أعلنت انشقاقها من فصائل معروفة مثل حركة جيش تحرير السودان وجناح عبد الواحد محمد نور وحركة جيش تحرير السودان جناح مناوي وغيرها تطالب الحكومة الانتقالية في السودان بالجلوس والتفاوض معها لاقتسام السلطة والثروة قد تستغل من قبل المعارضة التشادية لتشتيت اللعب وخاصة أن في هش ومحاط بعدة أزمات إقتصادية وسياسية ملف سد النهضة لم يحسم ونعلم أنه لم يحسم عسكريا وتبقى المناوشات على الحدود الشرقية مع الحبوش مستمرة بين كر وفر. ما زال الغموض يكتنف ملابسات مقتل المارشال ديبى بعد يوم من انتخابه لولاية سادسة ولم يتم توضيح أي تفاصيل وكل ما نشر انه كان في الميدان مع جيشه لمقاتلة قوات المعارضة القادمة من ليبيا غير صحيح .. وحتى هذه اللحظة لم نجد إجابات للأسئلة التي يغلب عليها الغموض فالمشهد في غاية الضبابية عن المكان الذي قتل فيه وحراسه أو الكيفية التي عرف بها. سيناريوهات المسارات المحتملة للحرب المستمرة بين أطراف الأزمة التشادية بعد مقتل ديبي وشكل التحالفات الجديدة التي تسعى إليها الأطراف والتغييرات التي ستطرأ على خريطة الصراع في تشاد والسودان وليبيا ودخول لاعبين جدد وتطورات متسارعة زادت المشهد تعقيدا وغموضا حول مآلات صراع سياسي وطائفي من دون نتائج حاسمة ولا نهاية تلوح في الأفق للصراع المفتوح وانعدام الاستقرار بعيد المدى.