بسم الله الرحمن الرحيم -1- كل قادة حركة تحرير السودان يتحدثون عن تقرير مصير جنوب السودان في يناير 2011م العديد من المراقبين يعتبرون ان الانفصال قد حدث وما تبقى الاعلان الشرعي لهذا الانفصال ولهم شواهد عديدة اخرها الانتخابات التي حدثت مؤخرا ... حيث التزم كل طرف طائره فقد كان الجنوب بأكمله للحركة الشعبية بقوة الحديد والنار ام بقوة التزوير او بقوة اخرى .... كما بقى الشمال بأكمله للمؤتمر الوطني بحكم الفترة الطويلة في الحكم او الاستعداد الباكر للانتخابات او اقوال تلقيها المعارضة دون دليل قطعي ... او حكم قضائي يعضدّ الشائعات ... المهم هذه النتيجة الحاسمة لكلا من الشمال والجنوب بيد ان الالتزام السياسي ان يرضى الكل بنتيجه الانتخابات وعلى المتضرر اللجوء للقضاء !!! الفريق سلفاكير يلقي قولا ثقيلا قبل اشهر في كنيسة لمواطنين جنوبيين ان ارادوا علواً ودرجة مواطنة اولى ممتازه يعرفون ماذا يفعلون ... وان ارادوا مقاعد الدرجة الثانية في المواطنة يعرفون ايضاً ماذا يفعلون . والسيد سلفاكير في هذا الصدد صار عبقريا يلقي بالحديث المناسب في الوقت والمكان المناسبين ... اما المشير البشير فموقفه واضح من الوحدة التي يعمل من اجلها حتى تلفظ انفاسها الاخيرة ... كما اكد اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ان سيقبلون بنتيجه الاستفتاء ان كان وحدة او انفصالا ... لكن الحركة الشعبية الشريك الاساسي حاكم الجنوب بالمطلق لا تعرف الى اين ترمي بتصريحاتها التي تزداد غموضاً ولبساً .... مما يعمق الحيرة ويزيد الموقف ارباكاً . الان فازت الحركة الشعبية في الانتخابات بنسبة عالية ونال الفريق سلفاكير اكثر من 93% في رئاسة حكومة الجنوب كما يعني تفويض بالمطلق ... والحركة التي جاءت بالسلام مع شريكها المؤتمر الوطني ... كان لها برنامج ثوري وطموح يتمثل في تحرير السودان كله حتى يصير وطناً تسوده الديمقراطية والعدالة و المساواة ... وطناً يحارب التهميش والفساد له مشروع مدني يعزز من حركات المجتمع المدني ويباعد بين السلطات الشموليه .... لم يصبر قادة الحركة الشعبية على مشروعهم بضع سنين ... مسائل وقضايا تراكمت عبر سنوات بعيدة يريد ثوار الحركة الشعبية حلها في خمس سنوات وعام واحد . - 2 – الان دخل " الكلام الحوش " ... وصارت الامور واضحه جلية الاسلاميون " المتخلفون الرجعيون " اتوا بالفدرالية التي عجزت عنها كل حكومات العهد الوطني مدنيون ام عسكريون ... وقد اتوا بالسلام التي اوقفت اطول حرب اهلية ... وهم برغم تخلفهم قدموا وثيقة متقدمة جداً لمفهوم المواطنة في ميثاق السودان 1987م ... وهم الذين تحللوا رويداً رويداً من قبضته الحكم ... وهم ايضاً تقاسموا السلطة والثروة في اتفاق " نيفاشا " 2005م رغم الشائعات والحصار والعداء الاقليمي والدولي ... وهم الذين يمضون بثبات واحد نحو تقرير المصير .... ليسوا بالطبع انبياء ... ولا ملائكة ولا هبطوا من السماء لكن المسائل التي ذكرت بعض من الواقع ولو كره البعض الذي يضمر للمؤتمر الوطني الكثير من البغض . المراقبون يرون ان الحركة الشعبية بعد وفاة زعيمها جون قرنق تخلت رويداً رويداً عن فكرة تحرير السودان وانكفات على جنوب السودان تجعل من حق تقرير المصير فرصة لتكوين دولة تخرجهم من ظلمات التهميش الى افق المواطنة الكاملة ... لكن بمثل هذا المفهوم يسأل التاريخ حكومة السودان " يسأل حكومة جنوب السودان التي تتطوق بمعدل مميز من التفويض الشعبي ان تعمل بكل ما تحمل من قوة لتكون الوحدة جاذبة ... البعض يضحك و يسخر من هذا الحديث الساذج ... فالحركة تعمل بكل ما تملك لهذه الحالة الضبابية التي سيحسمها المواطن البسيط في جنوب السودان ... وكأن القادة لا يعلمون ينتظرون على مقاعد التفرج حتى يقول الشعب كلمته ... اي قيادة هذه التي تحمل تفويضا شعبياً يفوق 90%. العالم الثالث ما زال يؤثر فيه قادته في ابسط المواضيع ناهيك عن قضية وطن !!!! - 3 – مسألة حق تقرير مصير مسألة جادة ... الانقاذيون يعلمون ذلك جيدا ً ... فالحركة الاسلامية التي قامت بالتغيير كانت تريد الخروج من الدائرة المفرغة وتحدث المواطنة في السودان الواسع بالتراضي بعد سنوات طويلة من الحرب والاقتتال ... الاسلاميون كانوا اكثر جرأة وانقاذاً للاداره السياسية ... اما بقية الاحزاب الاخرى كانت مثل النعامة تدس رأسها في طين الجنوب الغائر بظلامات شتى . الان وبعد ان اقتربت الساعة ... مطلوب من الحركة الشعبية الافصاح عن ورقها المدسوس ... فاللعب صار مكشوفاً ...فالمؤتمر الوطني او الإسلاميين الذين عقدوا مصالحة تاريخية واوفوا بعهودهم التي قاربت على الانتهاء... يلعبون على ورقة الوحدة حتى اخر الانفاس ... وعهدوا ذلك للجنة قومية من كبار اهل السودان .... وأخيارهم ويكفي " المشير سوار الذهب " رئيساً لتلك اللجنة الشعبية ... لكن السؤال الكبير ... كيف تلعب الحركة الشعبية التي تقود شعب جنوب السودان بتفويض شعبي غالب حسب تقديرات الانتخابات الاخيرة . مسألة اللعب على حبال كثيرة وواهية من الحركة الشعبية غير متقبلة من الجمهور السوداني الذي يحتاج لاجابات واضحة في قضية محددة الملامح !!! هذا يعين المزيد من الشفافية لعدم تزييف الادارة الشعبية ... وايضاً لعدم ارسال رسائل خاطئة في وقت قاتل . شعب جنوب السودان تحكمه الحركة الشعبية تماماً فاذا اراد القادة الجنوبيون وحدة ... ساقوا الشعب برضاء كامل نحو وحدة السودان ... واذا ارادوا انفصالا لاشباع رغبة الانفصاليين ... ساقوا الشعب الى تلك المهاوي التي لا تعرف مدارك الخطر فيها !!! الكرة ليست في ملعب الشمال كما تحاول الحركة الشعبية ان تعمق المفهوم انما مناصفة كاملة غير منقوصة بين الجنوب والشمال . واذا اختارت الحركة الشعبية النجمة رمزاً لها .... فلا بد من العمل للوصول لمراقي النجوم !!!!