المؤتمر الوطني حول السودان كله إلى سوق مواسير تجول فيه التماسيح الكبيرة التي تلتهم كل شئ أمامها ولايهمها الحلال من الحرام . وماحدث في الفاشر ماهو الا صورة مصغرة ونموذج حي لما يجري في عموم السودان. والمؤتمر الوطني أشبه بنبات اللبلاب الذي تسلق شجرة السلطة وتقوى بالثروة المنهوبة نهارا جهارا وعلى عينك ياتاجر، وعضويته جلها من الانتهازيين الذين يطبلون للسلطة الحاكمة طمعا في الجاه والمال . وينسون قول الحق عز وجل:" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) " سورة التوبة . وقد أعلن وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات الاربعاء ان اثنين من اعضاء حزب الرئيس السوداني عمر البشير يقفان وراء عمليات الاحتيال المعروفة ب "سوق المواسير" في دارفور والتي تسببت في صدامات دامية بين مستثمرين مخدوعين ورجال الشرطة. واتهم سبدرات في مؤتمر في الخرطوم ادم اسماعيل اسحق عمر وموسى صديق موسى بشارة بانهما اسسا "سوق مواسير" وهو تعبير يقصد به في دارفور خداع اشخاص من خلال الحصول على اموال منهم او شراء اصول يملكها الافراد مع وعد برد الاموال او قيمة الاصول بفوائد هائلة تصل الى 60% في غضون شهرين. وتم رد اموال الافراد الاوائل الذين خدعوا بهذه الوعد من اموال اشخاص اخرين انضموا لاحقا الى هذه السوق الى ان انفجر الموقف وانكشفت الخديعة. والغريبة أن بطلي الفضيحة المدعوان موسى صديق موسى بشارة وآدم اسماعيل اسحق عمر انتخبا حديثا نائبين في برلمان ولاية شمال دارفور . وقد أكد سبدرات أنهم المحتالين المشار إليهما "انتخبا تحت شعار الشجرة" وهو الشعار الانتخابي للرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني. وهذا مثال حي لعضوية المؤتمر الوطني الذي ترفع شعار القوي الأمين وهي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه وتعمل عكس ماتقول وهو نفاق مكشوف ومفضوح. وقد بلغ حجم الاموال التي تم الاستيلاء عليهافي الفاشر بهذه الوسيلة الاحتيالية 60 مليون جنيه سوداني (قرابة 25 مليون دولار)، بحسب السلطات السودانية في حين يتحدث الأفراد المخدوعين عن أرقام أكبر من ذلك بكثير. galal bushra [[email protected]]