ابوبكر يوسف إبراهيم لماذا إدعت كريستيان ساينس مونيتور الآن فقط سرقة الحكومة 700 مليون دولار من عائدات بترول الجنوب؟! إستوقفني التقريرالذي نشرته الكريستيان ساينس مونيتور في عددها الالكتروني بتاريخ 12/4/2010 وتحت هذا المانشيست: Sudan election: Is Khartoum stealing South Sudan's oil? و قد ورد النص ما يلي - إن كانت ترجمتي له دقيقة- : ( بينما الناس في السودان يدلون باصواتهم صدر مؤخراً تقرير مفاده بأن (700 مليون دولار) – وربما أكثر من ذلك بكثير – هو الفرق ما بين كميات ما صُدر فعلاً وما ينبغي أن يدفع لحكومة الجنوب وذلك بحسب اتفاقية السلام التي شرعت تقاسم عائدات النفط حسب اتفاقية السلام الموقعة في 2005) غنتهى نص المانشيست. أعد التقرير الكاتب بالصحيفة اسكوت بالدوف المقيم في جوهانسبرج ومن الضرورة بمكان نقل جزء مهم منه - ورد في نص اللغة الانجليزية - والذي يتحدث عن تقرير منظمة الشفافية (وتش دوج) ومقرهذه المنظمة في لندن ؛ وذلك بعد الحصول على ارقام الانتاج من قبل أكبر شركات انتاج النفط والتي تستخرج النفط في السودان وهي الشركة الوطنية الصينية للبترول والتي من تقاريرها اتضح أن نسبة المنتج في ولاية النيل الازرق أعلى 12% مما ورد في تقارير الحكومة: واليكم النص كما ورد: )The report by the Global Witness transparency ) Watchdog( in London says that $700 million – perhaps much more – may have been underpaid to the south since a peace agreement mandated the sharing of oil revenues in 2005.( )Using oil production figures published by one of the biggest foreign companies producing oil in Sudan, the Chinese National Petroleum Company (CNPC), Global Witness found that the Chinese reported 12 percent higher levels of production in Blue Nile state in 2009 than what the Sudanese government in Khartoum had reported for the same time period.( بالطبع إن تزامن نشر هذا التقرير مع موعد إجراء الانتخابات لن يقول حكيمٌ أو ساذج أنه أتي من قبيل الصدفة ؛ ولكنه نوع من انواع التحريض المبطن والمخطط له؛ بل وفيه إيعاز للإخوة في جنوب الوطن للجنوح للتنازع ونحن نقترب من الاستفتاء إما بالوحدة أو الانفصال ؛ وحتى إذا ما افترضنا حسن النية فما أورده الصحفي في تقريره الذي استخلصه من تقارير صدرت عن تلك المنظمة في 2008 و2009 فما الداعي لأن تقوم هذه المنظمة بفتح هذا الملف بالذات تحديداً الآن؟! هذه المنظمة ذات الاسم الغريب والمشبوه - والتي نشك في مصداقيتها - ؛ فمجرد إسمها (Watchdog) يدعونا للتوجس ريبةً وتعجباً؛ لا أحد يشك أبداً أنها من تلك الأذرع التي تمولها وتديرها أيديٍ خفية؛ وهي التي تُروج للفتنة والتنازع؛ فهل يخفى هذا حتى على المتخلفين عقلياً دعك من الاسوياء؟! نفس هذه المنظمة ( Watchdog) لم تفصح عن أي فساد – إن كان هناك فساد - في الجانب الآخر؛ ولم تفصح لنا عن مشروعات التنمية التي أنفق عليها (7-9) مليارات من عائدات البترول هي نصيب جنوب الوطن تسلمته حكومة الجنوب عداً ونقداً في مدة لا تتجاوز 3-4 سنوات؛ أم أن قطاع الشمال ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر على المؤتمرات والتظاهرات والحملات دون أن يُسأل عن مصدر التمويل؟ما علينا ؛ ولكن سؤال من باب الشيء بالشي يذكر.!! على الحكومة أن تتحرك بسرعة وشفافية وأن تعلن على الملأ إما نفياً أو تأييداً هذا الادعاء الذي يشكك في نزاهة الدولة وكذلك ذمم كبار مسئوليها . بعد تداول الأمر مع حكومة الجنوب ذات المصلحة المباشرة لكشف ملابسات هذا الموضوع ؛ وأن تُقاضى هذه المنظمة بالتضامن مع الصحفي في حالة ثبوت العكس إذ أنها تزعم أنها حصلت على تلك المعلومة من تقارير الشركة الصينية وأيضاً مما دفعته الحكومة المركزية لحكومة الجنوب حسب الكميات المصدرة ؛أو أن تؤيد الحكومة صحة ما جاء بتقرير هذه المنظمة التي استقى منها الكاتب ما نشرته الصحيفة وتبدأ تحقيقاً لمعرفة الجهة التي ذهبت إليها هذه الأموال الضخمة؟ ومن هذه الشخصيات التي استولت عليها؟ . إن الصمت ( أو الغلوشة) في مثل هذه المزاعم يؤكد الاشاعة أو الاتهام حتى ولو كان باطلاً!! إن التزامن بالحديث عن هكذا اتهامات وفي هذا الوقت تحديداً ربما هو محاولة أخرى حيث لم يفلح به أصحاب الأجندات في افشال واجهاض العملية الانتخابية في محاولاتهم الاولى ؛ إذ افزعهم نجاحها على تعقيدها و كل مل صاحبها من هنات فنية واجرائية؛ لذا فلا بد من محاولة استهداف الاستفتاء كخيار ثاني؛ لذا يقتضي الأمر من الدولة والأحزاب ومنظمات العمل المدني والنخب الاعلامية والمثقفين فتح أعينيهم وآذانهم لما تكتبه بعض وسائل الاعلام من صحف وفضائيات عالمية غربية ؛ وأيضاً التركيز على ما تنشره أو تبثه مؤسسات إعلامية بعينها ؛ وعلينا أن نعلم علم اليقين بأنه لن يغمض لها جفن ونحن نعلم تماماً أنها متربصة ببلادنا ؛ وعلينا أن نستصحب كل ما قامت به من محاولات عبثية لإجهاض ملحمة الانتخابات الرئاسية ففشلت في مسعاها فشلاً ذريعاً ما زادها إلا إصراراً لتخريب الاستفتاء المزمع لتمزيق وتفتيت السودان الواحد الموحد ؛ ومن المسلم به أنها تعمل بكل الوسائل والامكانات لاجهاض الاستفتاء ووأد خيار الوحدة!! هل إنتبهنا للمانشيست المثير للكرستيان ساينس مونتر وقد استعملت تعبير(stealing) ثم جاء في صدر التقرير تعبير (underpaid)؛إن التلاعب بالعبارات والمصطلحات هو أيضاً من أدوات التآمر والتشكيك أي أنها ( عدة الشغل) مثلما كان يفعل وزير الدعاية النازي (غوبلز)؛ إطلاق الاشاعة الغرض منه إستثارة القاريء ودفعه دفعاً لقراءة الموضوع وهو أسلوب من أساليب نشر الاشاعة والترويج لها؛ حتى يُعتقد أنها حقيقة يتم تصديقها ؛ والهدف منها التشويش وخلق مادة للنزاع بغض النظر عن صدقيتها أو كذبها؛ المهم هي (عيار يدوش)!! السودان بلد يمتلك الماء والغذاء والنفط وهذا (الثالوث) هو السر الذي تحارب من أجله القوى المتجبرة (أمريكا والاتحاد الأوروبي) كل دولة ترفض هيمنتهما أو تشق عصا الطاعة عليهما؛ ولأنهما يمتلكان هذا الثالوث والتنحكم به في مصائر الشعوب فأنه غير مسموح لغيرهما إمتلاك هذا الثالوث حتى يمليان ما يريدان وفق مصالحهما على الشعوب المستضعفة ؛ هذا الثالوث هو ما يسمى بثالوث (المواد الخام ) الذي تعمل قوى الاستكبار على تأمين مصادره إما باحتلال دوله أو نشر قواعد فيها أو بخلق بؤر نزاع – تحت أي مسمى أو ذريعة - لتفتيت الدول التي تُعلن عدم الدوران في فلكهما.. فيطلق عليها الدول(المارقة)!! هل ننتبه أم نروح في غيبوبة كما هي حالنا في كثيرٍ من الاحوال؟!! .. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد!! abubakr ibrahim [[email protected]] \\\\\\\\\\\\\\\\\