اكتب لك لقناعتى الشخصية بانك من اكثر المهتمين بقضية السودان فى دارفور وانك على علاقة ببعض قادة الحركات فى دارفور واتابع من خلال الشبكة العنكوبتية وبصورة شبه يومية ما تتناوله من تحليلات ونشر بيانات عن الحركات المسلحة والتزام بالمهنية وهى ميزة لا تتوفر لدى العديدين من المنتمين لقبيلة الصحافة وهو امر يدعوا للثناء .ولكن مع ذلك لدى عتاب وهو عدم الغوص عميقا فى جذور القضية .فالجانب السياسى والاقتصادى ليس وحدهما ما دفع البعض الى ركوب المصاعب وامتشاق السلاح ومواجهة الدولة ولكن هنالك عامل مهم لم يولى الاهتمام الكافى وهو الجانب الاجتماعى .الذى نتج عنه ما يسمى بصراع الزرقة والعرب فى حين ان مكونات النسيج الاجتماعى الدارفورى يصعب فى كثير من الاحيان الفصل بينها .كما رصدنا من خلال زيارة الرئيس لدارفور مسرح الاحداث رصدنا التحاما من كل المكونات الاجتماعية بما فى ذلك جموع النازحين .وما نود الاشارة اليه ان ما يطلق عليه ( الوطنية ) فى بلادنا لم تتشكل بعد من خلال عقد اجتماعى يقره الجميع ويتعاملون من خلاله .كما ان نكران الواقع لا يساهم فى حل معضلاته ,وفك طلاسمة وينبغى ان نعترف بان هناك ثقافات يطلق عليها البعض استعلاءا ثقافيا او عرقيا .او نظرية النقاء العرقى الخ من مسميات .فهذه الثقافة ساهمت بشكل كبير فى انتاج الازمات لاحساس البعض بالدونية وعدم المساواة .والمتهم فى ذلك هم دائما من يربطون انسابهم بالعرب وكما اشرت فى مستهل حديثى ان مجتمع دارفور والمجتمع السودانى هو نتاج لعلاقات اختلاط ومصاهرة يصعب فصل مكوناتها فليست هناك عروبة خالصة ولا زنجية خالصة واذا كان لابد من تصنيف فالسودانية هى التصنيف الجامع .وعيبنا فى اننا لانستغل الاحداث فى صناعة الوئام والترابط الاجتماعى والانصهار فى بوتقة الوطن المتعدد والمتجانس .ونقرأ التاريخ ونمر عليه مرور الكرام ولا نتعظ من العبر ولا نستهدى بتجارب الشعوب التى تشاكلنا فى التنوع والتعدد .فامريكا انموزجا لخليط من شعوب الدنيا والتى انصهرت فى الامريكانية .والهند انموذجا اخر للتعدد فى الديانات والمعتقدات .ما العيب اذا اعتبرنا ان كل انسان هو سليل لسلسلة طويلة وممتدة من الاباء والاجداد والامهات وان اختلاف الالوان والالسن هى امور طبيعية ومن صنع الخالق جلا وعلا .من منا اختار جنسه ووالدية ولما نقلل من بعضنا بعضا ونتخذ فوارق ما انزل الله بها من سلطان ولك ودى وحبى وارجو ان تسلط الضوء على هذا الجانب المهم لانه قد حرك الكثيرين ودفعهم دفعا لاتون المواجهة .او قل نقطة ضعف استغلها الساسة واننى على ثقة تامة باهتمامك بهذه الجوانب المهمة فى صناعة الصراعات .وما العيب اذا سنت قوانيين رادعة من اجل المحافظة على كرامة الانسان وحقوقة المشروعة التى كفلتها كل الاعراف والديانات السماوية .والمسلمون هم من المفترض ان يكونوا الغدوة الحسنة فى المحافظة على حقوق الانسان وصيانتها .وينبغى ان نعلم اولادنا بانه لا فضل لجعلى على دنقلاوى كما لا فضل لشايقى على دينكاوى او فوراوى .لنؤسس لعقد اجتماعى جديد يقوم على المواطنة ويعلى من شان القيم الانسانية ولنا لقاء يحيى اسماعيل .. صحفى مهاجر [email protected]