هل حدث أن شقيتَ وأنت تحاول فك طلاسم بعض العبارات والاسئلة التي تُرسلها زوجتك أو خطيبتك أحياناً؟ فعلى الرغم من أن هذه العبارات والأسئلة قد تبدو واضحة المعاني، إلا أنها في الحقيقة ليست كذلك. فلا تغتر. عليك أن تدرك مفهوم، وليس منطوق، هذه العبارات والاسئلة، فما بين منطوق العبارة ومفهومها ما بين المشرق والمغرب. وأنا زعيمٌ أنك إن قنِعتَ بالمعنى الحرفي لهذه العبارات والأسئلة فستقعد ملوماً محسورا. فالمسألة بِرُمّتِها، يا رعاك الله، شفرة سرية، لغز، وفخ تنصبه المدام لترى إن كنتَ على قدر المهمة الماثلة أم لا—كائنة ما كانت هذه المهمّة. النماذج القليلة التالية تدلل على أن هناك أحياناً عبارات بسيطة تخرج من أفواه زوجاتنا وخطيباتنا لها مرامٍ خفيّة ومغائرة لمعانيها الظاهرة: الزوجة أو الخطيبة: "ما تشغل حالك بالموضوع ده" التفسير: اشغل حالك بالموضوع ده. الزوجة أو الخطيبة: "ما في مشكلة. بجد أنا كويسة" التفسير: الامور بائظة، بل هي في غاية البوظان، بل توشك أن تبوظ أكثر! الزوجة أو الخطيبة : "ممكن لو حبيت" التفسير: لا تتوفر لنا أي رغبة في الانخراط في أي نشاط بدني الآن. لكن لاترتبك، فهذه العبارة تعني أنه خير لك أن تباشر ما أنت بصدده على الفور. الزوجة أو الخطيبة: "ممكن لو حبّيت نتغدى مع بعض بس بشرط أن نأخذ معنا صديقاتي" التفسير: الحذر، الحذر! فهذه العبارة تنطوي على مطبّين، اقصد سؤالين. الاول هو: هل أنت راغب حقا في تناول الغداء معها؟ أما السؤال الثاني فهو: هل تحب صديقاتها أم لا؟ فلو أجبت ب "لا" فقد استهدفتَ للمزيد من الاسئلة والالغاز الفرعية (هل تريد أن تذهب معها إلى الغداء لأجل صديقاتها أم لأجلها هي؟). أنا أرى أن الافضل والاسلم لك أن تذهب وبس. ولتحرص أثناء وجودك هناك على التحدث إلى صديقاتها بغرض تأمين جميع قواعدك. الزوجة أو الخطيبة: "خلينا نبسّط اجراءات احتفالنا بالذكرى السنوية لزواجنا هذا العام" التفسير: لازم تُحضر بوكيه الورود، ولازم كما تكون فيه سيارة ليموزين منتظرة خارج البيت، ولا زم الاحتفال يتعمل في افضل المحلات في المدينة. الزوجة أو الخطيبة: "الموضوع ده بجد مش مهم" التفسير: الموضوع ده مهم للغاية وخير لك أن تُسارع إلى مواجهته. الزوجة أو الخطيبة: "والله ما عارفة! انت بترى نعمل شنو؟" التفسير: في النهاية إنت حاتعمل العاوزاهو هي، إذاً فلا عليك أن تعيد عليها السؤال ثانيةً. الزوجة أو الخطيبة: "ممكن تعملو في وقت آخر. الموضوع بسيط" التفسير: الموضوع كبير. وخير لك أن تباشره الآن. القضية بالمختصر المفيد هي إنو الاحباب دائما بيعرفو كيف يخلونا واقفين على اعصابنا. فإن تركت الحذر واسترخيت فستظن، خطئاً، أنه يمكنك الاكتفاء بالمعنى الحرفي والمباشر لهذه العبارات والاسئلة. فلا تدع ذلك يحدث أبداً لأن عاقبته غمٌ وندامة. فما هذه العبارات أوخواتها إلا بالونات اختبار لسبر أغوار نواياك. إن التريّث وأخذ بعض الوقت للتفكير قبل الاجابة على هذه الاسئلة والعبارات الملغومة—رغم ما قد يجلبه هذا التريّث من ارهاق وعنت للرجل—قد يعود عليك بخير كثير. إن اقلّ ما فيه أنه يكفيك شرّ المشاكل. *هذا المقال ترجمة بتصرّف لمقال بالانجليزية يحمل ذات الافكار. والعُتبى كل العُتبى لمن يرى في بعض عباراته خروجاً عن مألوفات ومقررات ثقافتنا، فقدر الترجمة أن تكون أمينة وإن أدى بها ذلك لأن تكون جريئة أحياناً. ahmed dafa alla [[email protected]]