وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهاز المخابرات والامن السودانى ... بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
نشر في سودانيل يوم 28 - 05 - 2010


جهاز المخابرات والامن السودانى
قرأة نقدية لاستراتيجية الفريق صلاح عبدالله "غوش" ( 1 –4)
ان المقالات النقدية لاجهزة المخابرات و الامن فى دول العالم الثالث يعتبر من السير فى طريق ملىء بالالغام خاصة اذا كان التناول للموضوع تناول نقدى لعدم معرفة الحدود المسموح بها للشخص فى تناول مثل هذه الموضوعات حيث ان النقد يفهم فى احيان كثيرة انه ضد المؤسسة و ليس تسليط الضوء على اماكن الخلل و التجاوزات كما ان هناك تهم جاهزة تتعامل بها تلك المؤسسات مع الذين يدخلون حقل الغامها واقلها " الخيانة العظمى و تسريب معلومات او كشف اسرار الدولة " لذلك نجد الكثير من كتاب الراى يبتعدون فى دخول هذه المنطقة و لهم مسوغات كثيرة كما ان القانون و الدستور من السهل تجاوزهما و تعطيلهما فى دول العالم الثالث حتى التى تعتقد انها قد خطت خطوات فى التحول الديمقراطى باعتبار ان هذه الاجهزة لها العديد من التبريرات فى ممارستها التى تكون مخالفة لنصوص القانون والدستور فى اغلبية المرات و لديها مساحات واسعة من الحركة و اتخاذ الاجراءات و الدعوة لفرض قانون الطوارىء لتعطيل القوانيين و الدستور و يعطيها صلاحيات اكبر فى المهام التى تقوم بها كما ان العاملين فى تلك الاجهزة عندهم نرجسية عالية جدا و و خيلاء انهم اكثر وطنية من الاخرين لذلك هم الوحيدين الذين يعرفون اين مصلحة الوطن و المواطنو غيرهم دائما فى خانة الاتهام و بالتالى عليهم دائما ابراز صكوك برأتهم لان الاتهام معلق فى رقابهم مادام لهم علاقة بالسياسة البضاعة الاكثر تحريما فى اجندتهم.
مثل تلك الممارسات التى اشرت اليها دائما تكون فى دول العالم الثالث و الدول التى تحكم من خلال الحزب الواحد و الدول الديكتاتورية و التيلتورية ام الامر مختلف جدا فى الدول الديمقراطى حيث هناك مساحات واسعة لتناول تلك الاجهزة بالنقد اذا تجاوزت حدود عملها و المهام المنصوص عليها فى القانون و الدستور و اذا ارادت اية حكومة ان تعطى صلاحيات زيادة لتلك الاجهزة فانها لا تعطى الا بقانون كما هو حدث فى الولايات المتحدة الامريكية عقب احداث 11 من سبتمر حيث اعطت تلك الاجهزة صلاحيات للتنصت على المكلمات التلفونية واعتقال المواطنين واستجوابهم و مراقبة حركتهم و لكن تلك الصلاحيات نفسها خاضعة للمراقبة من قبل المجتمع المدنى و الصحافة و لا يتردد كتاب الراى فى تناول تلك الاجهزة بالنقد اذا تجاوزت الصلاحيات الممنوحة لها.
كل هذه المقدمة الطويلة لاننى اريد دخول هذا الحقل الملىء بالالغام و خطورة السير فيه واعرف ان الذى يريد ان يدخل عش الدبابير ام انه مجنون او اراد لنفسه متاعب يأرق بها مضجعه لكننى قررت الدخول متوكلا على الله و سوف اتناول الموضوع من خلال الاستراتيجية و الاستراتيجات المتقاطعة التى تعامل بها الفريق صلاح عبدالله " غوش" فى ادارة الجهاز و توسيع دائرة العمل فيه ان كان ذلك فى داخل السودان او خارجه ثم التعرض للعملية التى قامت بها حركة العدل والمساواة ودخولها ام درمان ثم عملية عزل الفريق صلاح من جهاز الامن و المخابرات و تعينه مستشار الرئيس لشؤون الامن و من خلال التحليل سوف نتعرف على الجهات التى تمثل مركزا للقوة ووقفت وراء ذلك العزل.
عندما استلم الفريق صلاح عبد الله جهاز الامن و المخابرات كان الجهاز يقع فى دائرة الاتهام بانه مارس ابشع انواع ممارسات التعذيب ضد المعارضين و انشاء عددا من المنازل تمارس فيها تلك الافعال " بيوت الاشباح" ثم معارضة بدات تنظم نفسها من اجل عمل مسلح ضد النظام فى جبهة الشرق اضافة الى الحرب الدائرة فى الجنوب و تفكير المعارضة السودانية فى فتح جبهة اخرى فى غرب السودان و بالاضافة ايضا الى علاقات السودان السيئة فى محيطه و مع دول الجوار ثم جاءت احداث 11 من سبتمر لتضع النظام امام مواجهات جديدة اضافة للعمل المعارض فى الداخل ثم علاقات السودان التى ساءت خارجيا و اتهامه بمساندة الارهاب كل تلك الاحداث كانت موضوعة فى منضدة الفريق غوش و يجب التعامل معها جميعا و هومحكوم فى عمله بتدخل مؤسسات كثيرة جدا فى العمل ان كان فى السياسة الداخلية او الخارجية المؤسسة الحزبية ثم الحكومة كمؤسسة تنفيذية القوات المسلحة و قوات الشرطة اضافة الى البرلمان و فوق كل ذلك المراقبة الدولية للنظام ان كان فى انتهاكاته لحقوق الانسان و علاقاته بالجماعات الاسلامية فى المنطقة هذه القضايا لا يمكن التعامل معها من خلال استراتيجية و احدة و لكن تحتاج فعلا الى استراتيجية و استراتيجيات متقاطعة تخدم الاستراتيجية الرئيسية و لكن تتاح لكل فريق مناط العمل فى احدى تلك الاستراتيجيات ان يأخذ مساحة كبيرة من الاستقلالية تتيح له حرية الحركة و القدرة على مواجهة التحديات و التحديات التى تنتج كذلك من خلال الممارسة و العمل و لكن كل تلك الاستراتيجيات تعمل فى دائرة عالية جدا من التنسيق الذى لا يعيق عمل كل منها.
كان الهم اول للفريق ان يؤمن الاستقرار الداخلى للنظام من اية اعمال تخريبية داخلية تعرضه للخطر و خاصة ان المعارضة كانت تدعو الى انتفاضة شعبية محمية بالسلاح و كانت المعارضة فى مخيلتها التجارب السابقة التى حدثت فى ثورتى اكتوبر 1964 و ابريل 1985 حيث اعتمدت المعارضة فى ذلك الوقت على النقابات و الاتحادات المهنية و هذه المؤسسات تجد المضايقة و الحل الذى تعرضت له فى اول القرارات العسكرية اى من كان يحتل المنصب قبل الفريق صلاح غوش قد انجزها بحل الاتحادات و النقابات و عزل اية موظف او عامل او مهنى كانت له علاقة بالقوى السياسية او يعد ناشطا فى العمل النقابى و لكن تلك الاجراءات لم تكون كافية حيث ابتدر الفريق غوش سياسة جديدة ان اية شخص يشعر انه يشكل خطورة على النظام و يريد الخروج لكى يلتحق بالمعارضة تسهل له اجراءت السفر حيث كان يريد الفريق ان تجتمع المعارضة على صعيد واحد لكى يسهل التعامل معها الامر الذى ادى الى خروج اعداد كبيرة من القوة الفاعلة و النشطة و خاصة ان المعارضة كانت تنادى افراد الشعب السودانى بالخروج و الالتحاق بمعسكرات التدريب التى اقامتها فى كل من اثيوبيا و اريتريا و كان جهاز المخابرات و الامن يمد الصحافة فى ذلك الوقت " صحافة حكومية" بكل المعلومات لكى تسوق فكرة الخروج بان المعارضة تقيم فى فنادق الخمس نجوم و تتلقى اعانات مالية كبيرة من الدول الاجنبية و هى تعيش فى رغد من العيش و البحبوحة التى تكفى الاف الاشخاص هذا التصوير جعل رغبة الخروج كبيرة وسط القيادات المعارضة الفاعلة و فى ذات الوقت ان الدعوة تعزز رغبة الاغتنام و ليس الكفاح المسلح الامر الذى كدس القاهرة بلاف السودانيين الذين جاءوا من اجل الاغتنام و فى ذات الوقت كانت المعسكرات فى كل من اريتريا و اثيوبيا فيها القليل جدا من الافراد ما عدا معسكرات الحركة الشعبية.
بعد خروج اعداد كبيرة من القوى النشطة جماهيريا شنت الصحافة و اجهزة الاعلام هجوما عنيفا على القوى السياسية و كان التركيز على الحزبين الكبيرين و الحركة الشعبية بهدف التقليل من شأنها ثم غضت الطرف تماما عن التكوينات الجديدة التى بدات تظهر فى وسط الطلاب التى تريد ان تكون بعيدا عن الاحزاب و حزب الدولة " الطلاب المستقلين- المحايدين و غيرهم " و هى سياسة تبديل المضمون الذى يمكن احتواه مستقبلا و فى ذات الوقت اضعاف اية خطوة من اجل التنسيق السياسى بين الاحزاب التقليدية و الحزب الشيوعى و الاحزاب الاخرى كما ان التنظيمات الجديدة للطلاب هى مربوطة بزمن محدد هو زمن الدراسة و ليست لها استراتيجية ابعد من ذلك الامر الذى يسهل عملية الاحتواء مستقبلا كما هى تكوينات تكون سقوف مطالبها متدنية جدا و تنحصر فى القضية الطلابية و لا تبتعد عن ذلك و اذا حاولت ان تتبنى شعارات ابعد من ذلك سوف تكون سببا فى تشظيها خلاف التنظيمات المسيسة التى تتبنى اطروحات احزابها السياسية و تعمل من اجل تقويض النظام و العمل على فرض تحديات له فى الشارع ولكن التنظيمات الجديدة ليس لها علاقة باسقاط النظام و حتى اذا ارادت قيادتها ان تسير مع الشعارات المرفوعة لمنازلة النظام فانها سوف تخسر اعدادا من الطلاب الذين يريدون ان تنحصر القضية فقط فى مشاكل الطلاب فقط و بالفعل استطاعت استراتيجية غوش ان تجعل صراع بعيدا عن دولاب النظام.
و ظل جهاز الامن و المخابرات يبتدر سياسة جديدة فى التعامل مع المعارضين الذين ظلوا فى الداخل حيث اوقف الاعتقال تماما حتى لا تجد المعارضة فى الخارج مادة تشتغل عليها فكانت السياسة الجديدة هى الاستدعاء المستمر للشخص فى الجهاز ثم يترك لعدد من الساعات و يقال له ان الشخص الذى قام بستدعائك غير موجود اذهب و احضر غدا و هى محاولة لوضع الشخص فى حالة نفسية سيئة جدا كما ان الهدف منها توقيف اية نشاط يريد القيام به او يفكر فيه و بالتالى استطاع ان يشل حركة المعارضة فى الداخل تماما وهى فكرة تخدم استراتيجية التعامل مع المعارضة على صعيد واحد اضافة الى انها تفشل اية عمل من اجل الانتفاضة المحمية التى كانت تنادى بها المعارضة و ظلت السياسة متبعة لفترة من الزمن لشل قدرات المعارضة الداخلية ثم نشر الكثير من المعلومات المتناقضة جدا بهدف ان تعجز المعارضة عن التحليل السياسى لمجريات الاوضاع الداخلية الامر الذى يؤدى الى تغبيش فى الرؤية و هذه السياسة استطاع الجهاز ان يديرها باقتدار حتى ان المعلومات المتناقضة وصلت الى قيادة المعارضة فى الخارج.
اوقف صلاح عبد الله عمليات التعذيب فى ما يسمى " بيوت الاشباح " بهدف تمهيد الطريق من اجل تحسين علاقات السودان الخارجية مع دول العالم بهدف سحب ورقة مهمة من يد المعارضة التى تستخدمها ضد النظام فى المحافل الدولية و خاصة فى الغرب و الولايات المتحدة الامريكية ثم جاءت فكرة السماح باصدار صحف مستقلة تعطى مساحة قليلة من هامش ديمقراطى لكى تساعد على تحسين صورة السودان فى الخارج و تصبح هى جزءا من الجدل الدائر حول عملية التحول الديمقراطى و كان يعتقد الفريق غوش ان اية جدل يخلق فى الوسط السياسى يبعد المعارضين عن القضية الاساسية هو مكسب كما ان سياسته كانت مهتمة بطرح عددا من الموضوعات لكى تتعدد منابر الحوارات فى جدل بيزنطى يحدث بعد فترة خللا داخل ابنية المعارضة نفسها و يقود الى حالة من اليأس الامر الذى يدفعها لكى تقبل بشروط الانقاذ فى الحوار معها و قد ساعد الفريق غوش فريق كان قد اختاره بعناية فائقة لاداء هذه المهمة من جانب و من جانب اخر كانت حالة التماسك بين السلطة التنفيذية و الحزب قد ساعدت فى تنسيق و توظيف الادوات باقتدار و فاعلية بل ان الجهاز استطاع بشكل غير مباشر توظيف كل العناصر القديمة فى الحركة الاسلامية لكى تفتح حوارات بصورة شخصية مع قيادات المعارضة التاريخية و كل ذلك كان يهدف محاصرة تلك الشخصيات من محاور متعددة و طرح افكار عديدة ربما لا يكون هناك رابط بينها الا شعرة معاوية و الهدف هو شل قدرتها التفكيرية لعدم اتخاذ قرارات صائبة.
القضية الاساسية للفريق صلاح عبدالله " غوش" هو نقل المعركة خارجيا مع المعارضة و ليس داخليا و كلما كانت المعركة خارجية افضل للنظام فى شيئين الاول تفريغ الخرطوم من العناصر المعارضة و التى لديها القدرة فى تعبئة الحركة الجماهيرية و فى ذات الوقت تعطى النظام حالة من الاستقرار يستطيع التفكير بروية و القضية الثانية نقل الصراع للخارج يعطى النظام القدرة لكى ينفرد بالساحة السياسية و يمكن تعبئتها ضد اية عمليات تاتى من الخارج كما حدث عام 1976 عندما اطلق نظام مايو على هجوم الحركة الوطنية على الخرطوم "مرتزقة" حيث وقفت الجماهير العادية مع النظام رغم معارضتها له ثم الخارج يسهل مراقبة المعارضة و تحركاتها و فى ذات الوقت تعطى النظام الحق فى استخدام كل القوة المفرطة ضد اية عملية من خارج الحدود باعتبار ان النظام يدافع عن سيادة الدولة.
بعد ما تم النجاح لهذه الاستراتيجية فى نقل المعركة خارجيا حاول بعد ذلك العمل على اختراق المعارضة و تصيد افرادها فى الخارج من خلال فتح حوارت معهم بهدف رجوعهم و كان رجوع اية شخص من قيادات المعارضة يشكل موقف سياسيا ايجابيا للنظام و سط الجماهير وفى ذات الوقت يخلق بلبلة وسط المعارضة وركز الفريق غوش فى ذلك على خمس مراكز تقوم بهذا الدور فى عملية تنسيقية على شكل دائرى تتحرك لكى تخلق نوعا من الحركة الدائرية تبين ان النظام له القدرة على الحركة الواسعة و فى ذات الوقت توقف اية مساعدات من قبل الافراد على شكل تبراعات للمعارضة و نشاطاتها و كان مركز نيروبى يهتم بمراقبة حركة قيادات الحركة الشعبية و العمل من اجل اختراقها و استقطاب عناصرها مركز القاهرة الهدف منه مراقبة و تحركات الاحزاب الشمالية و العمل من اجل اختراقها و فتح حوارات مع بعض قياداتها مركز لندن متابعة نشاطات النخبة السودانية العاملة فى قضايا حقوق الانسان و علاقاتها مع المنظمات العالمية و رصد حركتها فى كل المحافل الاقليمية و الدولية مركز طرابلس مراقبة عمليات المعارضة من اجل التجنيد و تهريب المقاتلين من خلال البوابة الليبية اضافة مراقبة الحركة فى غرب افريقيا ثم مركز الخليج و هو يقوم بتنسيق دائرى بين كل من المكاتب فى السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة و عمان و البحرين الهدف منها مراقبة التبرعات و الدعم الذى يمكن ان يتم من قبل بعض المغتربين للمعارضة فى تلك الدول.
ان الشبكة كانت تعمل من خلال تنسيق كبير تراقب و ترصد حركة المعارضة فى المناطق للدوائر الخمس و كانت تبحث عن اماكن رخوة لكى يتم اختراق المعارضة فى قلب حركتها العسكرية كانت الاستراتيجية تقوم على فاعلية الحركة الولبية و عزل الهدف و قد ركز الفريق غوش على اختيار الفريق الذى يقوم بتنفيذ العملية مع ضرورة تجانسه لكى يقوم بهذا الدور واعطيت له مساحة واسعة من الحركة والمبادرة التى تخدم اهداف الاسترايجية و لا تتعطل بسبب الاجراءات البيروقراطية كما ان المساحة المتاحة هى اختراق المعارضة بالوصول الى فتح حوارات جانبية مع قياداتها ان كانت فى صنع القرار او حتى القيادات التاريخية المحسوبة على المعارضة و لكنها لا تتولى مناصب محددة و كانت الاستراتيجية تقوم على سياسة التفكيك ثم بذر الشقاق و الشك وسط المعارضة هذه الاستراتيجية لم تقابلها استراتيجية مواجهة لها من الجانب الاخر لكى تبطل مفعولها انما كانت المعارضة تستجيب للمعلومات التى يضخها الجانب الاخر و تبدا فى تدويرها فيما بينها الامر الذى جعل عناصرها فى موقع استهداف سهل الامر الذى ادى الى نجاح تلك الاستراتيجية و فى ذات الوقت حاول ان يجعل المعارضة تقيم عملها من خلال معلومات زائفة و هى استراتيجية اعلامية هدفها شل قدرة الفعل عند الجماهير من خلال ضخ معلومات ان المعارضة لها قوات كبيرة جدا فى الخارج و هى جاهزة للتحرك من اجل استلام الخرطوم الامر الذى يجعل الجماهير تستكين و تنتظر الفعل الذى ياتى من الخارج دون ان تكون هى جزء من حركة فاعلة ضد النظام.
فى عهد الرئيس الامريكى بيل كلينتون كانت المعارضة قد استكانت للتصريحات التى كانت قد اطلقتها وزير الخارجية الامريكية مادلين او لبرايت فى كمبالا بان النظام فى الخرطوم يجب ان يرحل و اكدت على دعم كل من اثيوبيا و اريتريا و يوغندا ماديا و للوجستين من اجل تسهيل مهمة المعارضة السودانية لرحيل النظام ولكن للاسف هذه الدعوة قد كشفت حجم المعارضة التى عجزت تماما فى استقطاب مقاتلين و تعبئة الشارع للقيام بانتفاضة تحميها قوات المعارضة هذا العجز اضطر الحركة الشعبية ان تقوم هى بفتح جبهات اخرى مع النظام لذلك قررت نقل اكثر من 3000 مقاتل الى جبهة الشرق لدعم بضعة من المقاتلين لقوات المعارضة من التنظيمات الاخرى و لكن مع نهاية عهد الرئيس بيل كلينتون و جاءت نتائج الاستطلاع بان الجمهوريين سوف يكسبوا الانتخابات كان يجب على الفريق العامل فى الاستراتيجية ان يجرى تعديل فيها تبين ان النظام لا يمكن ان يسقط من خلال المواجهة العسكرية الامر الذى يفرض على الادارة الجديدة ان تفكر فى تعديل السياسة المتبعة مع النظام من سياسة للمواجهة الى سياسة للحوار و بدات تكسف الحكومة حركتها العسكرية و تكثر من الطلعات الجوية وضرب تجمعات المعارضة بطائرات الانتينوف التى خلقت هلعا شديدا وسط المجموعات السكانية التى كانت قريبة لقوات المعارضة كان الهدف ان تخلق ربكة للمعارضة وثورة مضادة لها فى مناطقها و بالفعل عندما جاءتت ادارة الرئيس بوش تبنت سياسة جديدة فى التعامل مع النظام قائمة على فتح حوارات ان كانت مباشرة او من خلال دول الايقاد.
لم يكون هناك فاصلا بين العمل السياسى و العمل المخابراتى فى عملية استهداف المعارضة و كانت تسخر كل امكانيات الحركة من اجل تحقيق الاستراتيجية و كانت عمليات التكتيك تقوم بها العناصر السياسية و لكن عمليات الاختراق تقوم بها العناصر الامنية ذات الطبيعة السياسية و هى ما اطلقت عليه الاستراتيجيات المتقاطعة التى تخدم الاستراتيجية العامة لذلك عندما كثفت الانقاذ العمل العسكرى فى جبهات عديدة استطاعت ان تفعل حركتها الماكوكية الدبلماسية لعدد من العواصم المعلومةحيث استطاعت الدبلماسية فى عهد مصطفى عثمان اسماعيل ان تحدث اختراقات فى جدار الحصار الذى كان مضروبا على النظام و فى ذات الوقت كانت العمليات العسكرية ترسخ قناعات ان النظام افضل محاورته ثم بدات تطرح قضية عملية اختراق النظام و تفكيكه من الداخل بين قوى المعارضة كأستراتيجية مضادة بدات تظهر بعد التغيير الذى حدث فى الادارة الامريكية و لكن المعارضة كنت تعلم ان العمل من الداخل اصبح صعبا عليها كما انه يحتاج الى امكانيات كبيرة غير متوفرة لديها و رغم ان تجمع الداخل بدا يتحرك فى حدود امكانياته كانت استراتيجية النظام بعدم التصدى له اذا كان محدود الفعل بل ان تعرض بعض الصحف اخباره ليس بهدف هامش الحرية و لكن لاظهار ان المعارضة فقدت التعاطف الجماهيرى فى الداخل و اصبحت بؤر معزولة عن بعضها البعض هذه السياسية ايضا الهدف منها اظهار قوى جديدة فى الساحة السياسية او احداث انشقاقات فى اجسام الاحزاب التقليدية جميعا و ايضا هذه السياسية استطاع الجهاز ان يقودها باقتدار.
نواصل
zainsalih abdelrahman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.