أقام جمع من السودانيين احتفالا كبيرا في مناسبة عيد استقلال السودان في مدينة الدمام حاضرة المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية، وفي ذلك الاحتفال قدمت جوائز للحاضرين تبرعت بها بعض الشركات والمؤسسات التجارية الراعية للحفل ، وكان من الجوائز تذكرتي سفر جوي مجانتين الرياضالخرطومالرياض تبرعت بهما الخطوط الجوية السودانية أعلن في نهاية الحفل عن إسمي الفائزين بهما مع كيل المدح والثناء لسودانير على أريحيتها ورعايتها للمناسبات الوطنية خارج أرض الوطن. ذهب الفائز الأول لمكتب سودانير في مدينة الدمام لاستلام التذكرة الجائزة وطلب إليهم أن تصدر التذكرة باسم ابنته، و(زيتهم في بيتهم) لكن الموظف العبقري في مكتب الدمام رفض وقال إن التذكرة جائزة شخصية للفائز ، ورفض تفسيرات ورجاءات الفائز بالتذكرة ، ولكنه أحال (القضية) إلى رئاسته في الرياض ، وجاء الرد من هناك مؤمنا على وجهة نظر موظف مكتب الدمام ، فقنع الفائز من الغنيمة بالإياب وتنازل عن التذكرة لسودانير نفسها ولسان حاله يلهج بأي شيء آخر سوى الشكر والثناء لسودانير. أما الفائز الثاني ، فقد كان أمره عجبا .. في البداية احتاج لساعات طويلة لكي يثبت لهم أنه نفس الشخص الفائز بالتذكرة فعلا لأن الاسم المسجل لديهم هو لقب اشتهر به الرجل لكنه غير مسجل في بطاقة اثبات الشخصية، واستعان في ذلك بعدة أصدقاء حتى اطمأن قلب موظف سودانير. جاءت المفاجأة الثانية .. طلبوا إليه أن يدفع ضرائب تبلغ في جملتها حوالي أربعمائة ريال سعودي. قال لهم إنه فهم أن التذكرة مجانية وإذا كان سيدفع مثل هذا المبلغ فالأولى أن يدفعه لشركات الطيران الجديدة التي شرعت في تسيير رحلات إلى الخرطوم من الرياضوجدة بأقل من هذا المبلغ. ومثل الفائز الأول ، غادر الفائز الثاني مكتب سودانير ولسان حاله يلهج بكل شيء سوى الشكر والثناء لسودانير التي استهلكت وقته وأعصابه. رزيت سودانير أكثر من غيرها بما توالى عليها من نكبات الصالح العام ومجموعة عارف الكويتية التي أصبحت تمتلك 70% من سودانير والتي لا تفهم في الطيران والسفر إلا بقدر ما أفهم أنا في الفيزيا النووية والتوزيع الموسيقي وتخطيط القلب، ففعل كل ذلك فعله، فتبخرت كوادر سودانير التي كانت لها منذ عام 1947م الريادة القارية والاقليمية، ولم يتبق منها إلا المتردية والنطيحة وما عاف السبع. تذاكر سودانير المجانية (المضروبة) ، تراكم ما يحسه المواطن السوداني نحو سودانير من عدم احترام وهي قابعة على الأرض وعدم أمان وهي محلقة في الجو من واقع التجربة، وتجعله، خصوصا المواطن المغترب، أكثر حرصا على البدائل المتعددة المتجددة من خطوط الطيران التي توفر له أشياء كثيرة ما عادت سودانير عارف تستطيع توفيرها. (عبدالله علقم) [email protected]