[email protected] ما زال البعض يطبل لرئيس نادي الهلال ويصفه بالثروة القومية ورجل الجمال! يتوهمون أن الرجل حاضر في أذهان وعقول جماهير الهلال. ويصفون النقد الذي يوجه له بحملات التشكيك الظالمة. كل ما تقدم عبارات لا تحمل بين طياتها أدنى معنىً. إذ كيف يكون الأرباب ثروة قومية وهو قد وجد الهلال عملاقاً فحوله إلى كيان ضعيف ومثار لسخرية البعض؟ وكيف يكون الأرباب ثروة قومية والكل يتحدثون عن فشل الكثير من المؤسسات التي يديرها؟ أما من يتوهم أو يتعمد تضليل بعض جماهير النادي بقوله أن الأرباب حاضر في أذهان وعقول جمهور الهلال فلابد أن نسأله: استفتيت من بين هذه الجماهير حتى تخرج بهكذا نتيجة؟ وأما وصف أي نقد يوجه للأرباب بأنه حملات تشكيك ظالمة فهو يضحكني حقيقة. حيث أن مفردة الشك لا يجوز استخدامها في هكذا سياق. فمن ينتقدون الأرباب يقولون أن المجلس الذي يرأسه قصر في كذا وكذا وكذا. إذاً نحن أمام حالة يقين وليس شك بأي حال من الأحوال. ومن يشكك في الحقائق الواضحة وضوح الشمس هو صاحب الغرض لا العكس. وليس بالضرورة أن يكون كل ناقد صاحب غرض. فهناك من تحركه مصلحة الهلال دون أن تكون له سابق معرفة بالأرباب ولا من يدافعون عنه. وواقع الأمور يؤكد أن الفترة الحالية هي الأسوأ في تاريخ الهلال وهذا ما ظللنا نحذر منه منذ سنوات عديدة. سبق أن قلت أن رجلاً مثل الأرباب من الصعب جداً أن تدافع عنه. لكن بعض الأخوة في صحيفة المشاهد يستميتون كل صباح من أجل تزيين صورة الرجل. والمضحك أن الواحد منهم يفعل كل ذلك وفي ذات الوقت يسطر عبارات مثل" الأرباب لا يحتاج لمن يدافع عنه" فما دمتم على قناعة بذلك، فلماذا تخصصون الصفحة الأخيرة من الجريدة كل صباح لمحاولات تزيين الصورة البائسة. ولماذا تهاجمون بقية أعضاء المجلس الذين أتى بهم الأرباب نفسه ولم يأت بهم الأهلة؟ رددت مراراً أن من يدافع عن مثل هذا الرجل يجد نفسه على الدوام في وضع حرج للغاية، لكن أبواقه لا يتعلمون من أخطائهم أو أنهم لا يهتمون كثيراً بصورتهم أمام الأهلة. فكل ما يهمهم هو أن يرضى عنهم الأرباب. الرجل يحرج كل من يدافع عنه لأن أخطاءه يستحيل مداراتها. ففي خضم الحملة المستعرة لتزيين صورته خرج علينا اللاعب النيجيري يوسف محمد بتصريحات عبر فيها عن غضبه الشديد من مجلس الهلال. وأوضح يوسف أن الأرباب قال له سأتصل بك بعد نصف ساعة وأضاف ساخراً أن نصف الساعة يبدو أنه لم يأت بعد ! فما رأي الأبواق فيما قاله يوسف محمد؟ طبعاً سيخرجون علينا غداً بعبارات يكذبون فيها يوسف محمد. فهم لا يجدون حرجاً في لوي عنق الحقيقة ما دام ذلك يصب في مصلحة الأرباب. ما حدث مع يوسف محمد هو القاعدة العامة في الهلال منذ سنوات عديدة. والشذوذ هو أن تتبع الأقوال السلوكيات التي تؤكد صدق ما تم التصريح به. ظللنا نسمع جعجعة منذ سنوات دون أن نرى طحيناً. عبرت في مقال سابق عن استغرابي من حضور لاعب في مكانة يوسف محمد إلى السودان دون أن يطلب منه مجلس الهلال ذلك. وقلت يبدو واضحاً أن الفتى شعر بأنه قد تورط ويريد أن يعرف مصيره. وأكدت أنه ربما طال انتظاره، وما لم تكن هناك فقرة في العقد تمنحه حق النكوص باتفاقه مع الهلال فسوف يعاني كثيراً. لم أكن أرجم بالغيب حينها وليس لي سابق معرفة برئيس الهلال ولا عداوة شخصية معه أو مع من يدافعون عنه، لكنني أتابع جيداً وأقرأ ما بين السطور. ومن خلال ذلك تأكد لي أن رئيس الهلال أفشل من تولوا هذا المنصب وأكثرهم نكوصاً بالوعود. ومما نسمعه اليوم يبدو واضحاً أن يوسف محمد جاء للسودان لأنه أدرك أنهم قد يتجاهلونه ويتركونه في وضع ( بين بين). أحد السيناريوهات المتوقعة هو أن يستمر تجاهل يوسف وتتعقد الأمور. وبعد فترة لن يجد الأبواق صعوبة في تبرير ذلك. فسوف يقولون أن الأرباب الشاطر عرف أن إصابة يوسف تمنعه من الاستمرار ولذلك كان طبيعياً ألا يتحمس الهلال لإعادة قيده. أصلو الأرباب ده ما أنجبت حواء السودان رجلاً في رجاحة عقله! مش كل اللاعبين الذين تجاهلهم في فترات سابقة وأذاقهم المر قد تحولوا إلى ( مواسير)! فما الذي يمنع إضافة يوسف لقائمة ( المواسير) التي ( يتخارج) منها الأرباب الذكي! يعني يوسف حا يكون أوفر حظاً من كلاتشي، طمبل وقودوين! يعزف مناصرو الأرباب كثيراً على أسطوانة مشروخة حين يتساءلون عن غياب بقية أعضاء المجلس عن ساحات ( الدفع). ألم ترددون أنتم أنفسكم مراراً أن الأرباب هو حادي الركب؟ ألم تصدعون رؤوسنا بأن جيب الأرباب مليء " بالكاش الذي يقلل النقاش"؟ ألم تملأون الدنيا ضجيجاً بأن الهلال لم يعرف الثراء إلى بعد أن وهبه الله رجلاً أسميتموه الأرباب؟ ألم تكثرون من استخدام عبارات من شاكلة " سمحة المقدرة" ؟ ألم تختزلون الكيان في شخص هذا الأرباب؟ فما الذي تغير الآن لتوجهون سياط نقدكم للآخرين؟ ولماذا لا يكمل أربابكم مسيرة الدفع أو يترجل لتروا حجم زيفكم؟ طبيعي جداً أن يعود الأرباب من رحلته الخارجية. وأكثر من طبيعي أن يدفع تكلفة سفر الهلال إلى بورتسودان ، لأنه لا يزال رئيساً للنادي. ومحاولة تضخيم حكاية ال خمسين مليون التي دفعها في لحظات ليس أكثر من استمرار للعبة. أما المضحك بالجد هو أننا نسمع كل يوم أن الأرباب دفع بقية متآخرات اللاعبين. وكعادته حاول الأرباب استغلال فترة غيابه لخلق بطولات وهمية. قال أنه تعمد ذلك الغياب حتى يرى أقلام التهويل والتخذيل والوعود السراب. هو في سراب أكثر من سراب وعودك يا أرباب. القضية ليست قضية الرشيد ولا حبيب البلد. بل هي أمر يخص ملايين الأهلة الذي يتدافعون ويقتطعون من حر مالهم لمتابعة مباريات عشقهم الأزرق. ولذلك فالحديث عن تعمد الغياب لكي يرى الأرباب أقلام التهويل.. الخ هو نفسه حديث غير مسئول ويناقض حديثك يا أرباب عن أنك رجل مسئول. فإن سلمنا بأن الرشيد وحبيب البلد يكذبون ويلفقون فما ذنب بقية الأهلة! محزن حقيقة أن يضحي البعض بالملايين التي تناصر الهلال من أجل عيون رجل واحد، وليته ( طول رقابهم)! والصحيح ليس " ما لها إلا أربابها" بل هو " ما لها إلا أبواقها".