تطرق الرئيس البشير في خطاب تنصيبة لولاية جدية لجملة من القضايا المحلية والخارجية وأرسل إشارات عديدة في مختلف الإتجاهات, ولعل أبرز مادعا له البشير كان متعلقا بمخاطبة المستقبل عندما دعا إلي عدم الالتفات الى الماضي الا اذا كان يصب في خدمة هذا المستقبل. وطالب بترسيخ قيم المؤسسية والحكم والرشيد وستظل الممارسة العملية هي الفيصل في قضية مكافحة الفساد في ظل تنامي ظاهرة التعدي علي المال العام. وفي تزامن مع برنامج تنصيب البشير رفعت محكمة الجنايات الدولية وثيقة إلي مجلس الأمن تتهم فيها السودان بعدم التعاون مع المحكمة غير أن البشيرتجاهل الإشارة إلي المحكمة من قريب أو بعيد. غياب رؤساء مصر وليبيا وبدرجة أقل يوغندا فتح الباب أمام مزيد من الإستفاهمات في العلاقة مع دول الجوار رغم أن البشيرتعهد في البدء بصفحة جديدة من العلاقات مع دول الجوار السوداني قائمة على التعاون ونبذ العنف، وفيما يتعلق بملف العلاقة مع الدول الغربية لم يذهب الخطاب إلي أبعد من الدعوة إلي تعزيزالحوار الموضوعي مع دول الغرب و"تنقية الاجواء وبث روح الامل ولذلك ستظل العلاقة مع هذه الدول خاصة الولاياتالمتحدة في ذات المربع القديم وبالتالي من المتوقع أن تظل الكثير من المعوقات والصعوبات منتصبة في وجه الحكومة الجديدة وتشير العديد من المؤشرات أن مواقف الدول الكبري تجاه السودان لن تتغير بصورة جذرية إن كانت ستبدي نوعا من المرونة خاصة في الفترة التي تسبق الإستفتاء. من جانبها وضعت المناسبة الدول الكبري وبعض المنظمات الدولية أمام صعب جدا ويعتقد أن المناسبة وضعت الدبلوماسيين الغربيين في وضع محرج، فهم يدعمون جهود المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق العدالة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في السودان ولكنهم يحرصون في الوقت نفسه على ادامة الحوار لتحقيق السلام في السودان وضمان اجراء الاستفتاء المرتقب في الجنوب بسلام وامان. وكان بعض من منظمات حقوق الانسان قد استبق حفل التنصيب بالاحتجاج على حضور دبلوماسيين امميين مراسم التنصيب. ووصف بيان صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش المنظمة "إن حضور حفل التنصيب من شأنه أن يعطي رسالة رهيبة لضحايا دارفور وللعالم". بدورها قالت منظمة العفو الدولية الخميس ان الحكومات تمنع تحقيق تقدم بشأن حقوق الانسان برفضها الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية او بحماية حلفائها من العدالة. ويواجه البشير دورته الرئاسية الجديدة تحديات خطيرة في المقدمة منها إنفصال الجنوب بعد الاستفتاء المرتقب العام القادم ، وكذلك الوضع المتوتر في دارفور ومفاوضات السلام المتعثرة مع بعض اطراف التمرد هناك، فضلا عن تداعيات ملف محاكمات جرائم الحرب في دارفور امام المحكمة الجنائية الدولية. من التحديات الكبيرةالتي تكسف عورة الحكومة في كل منعطف الحريات العامة وحرية التعبير والصحافة وتظل الأخيرة (الصحافة)ضحية كل المنعطفات والمنعرجات, صون حرية الصحافة يحتاج إلي إجراءات عملية وكان البشير قد جدد إلتزامه القاطع بالحريات في خطابه والمطلوب أن تتحول توجيهات الرئيس إلي أجندة عملية تحمي الصحافة والصحفيين من تغول أجهزة الدولة المختلفة والمتعددة! وأثار غياب الأمين العام للجامعة العربية عمروموسي والعقيد معمر القذافي رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية موجة من التساؤلات حول مبررات ودواعي الغياب وتمتد الأسئلة حتي تصل حواشي ومتون العلاقات السودانية الليبية وفي الأذهان تواجد خليل في الأراضي الليبية وقبل ذلك في القاهرة وهنا تصلح إستدعاء سيرة غياب مبارك وحضور(طنطاوي). وعن ملف دارفور الملتهب وعد البشير بإيلاء الوضع في دارفور اهتماما استثنائيا وترسيخ سلطة المؤسسات المنتخبة و"بناء شراكة فعالة مع المجتمع الاهلي في دارفور على وفق خطة تستعيد الحياة فيه طبيعتها. وتظل قضية دارفور عصية علي الحل مالم تجترح حلول ذكية وعملية وواقعية لاتهمل كل التفاصيل العالقة بملف دارفورمحليا وإقليميا ودوليا. hassan mohmmed [[email protected]]