في الحادية عشر قبل منتصف نهار الخميس وفي تمام الوقت الذي كان الرئيس عمر احمد البشير في كامل زينته جلباب وعمامه وعباءة " بيج ولنج " وعصى فضية المقبض هي للتلويح وللتهليل وللتكبير وابتسامة " النصر والهموم " تغطي محياه ومحفوفا بعدد من الرؤساء والموفدين الافارقة وحضور نسائي في كامل اناقتهن بالمطرز والمخرم " والاشتر وهذا ما لالون له ولا طعم " وزعماء قبائل وطرق صوفية ووزراء بعمامات أحسن لفافتها على الروؤس وبما يبرز أطرافها المشغولة بالورود والاشكال الهندسية لزوم ال " نيوي لوك " لعل قائمة التعيينات للوزارة الجديدة تشملهم ان كثير من رجالات السودان سفراء وموالين ومهندسين ومغنواتية يماثلون " الطاوؤس أناقة وخيلاء " أكتظت بهم قاعة " البرلمان " بشارع النيل ناحية مدينة ام درمان وقف" البشير " بهيبة رجال العسكر في الزي المدني يؤدي اليمين الدستورية منتخبا لخمس سنوات قادمات . اللافت للنظر ان ثلاث نساء وفي كامل البهاء والجمال والثياب المطرزة باحدث ما وصلت اليه فنون الثوب السوداني جلسن متلازمات فحرم الرئيس الاولى السيدة فاطمة خالد ارادته " لون زينب " من مشتقات اللون الاخضر في حين كانت السيده " الاولى الثانية " وداد بابكر في بهائها ولونها الذهبي فائق الجمال وناصفتهن وزيرة الرعاية الاجتماعية والمرأة والطفل الاستاذة سامية احمد الكادر الاسلامي المعتق جلسن ثلاثتهن يمين المنصة التي يحادث من عليها الرئيس شعب السودان المتعطش لحياة الاستقرار والسلام وتراصصت امامه أجهزة الاعلام والفضائيات ومايكروفوناتها وعدساتها جاءت من فجاج الارض ومن الامريكتين وبلاد الانجليز والجزيرة والبي بي سي والشروق والمشرق ومن ماليزيا والصين وباندونج وجاء الرئيس ادريس ديبي وافورقي وباسولي وغاب بشكل لافت أخوتنا العرب وعلى رأسهم فخامة عمرو موسى في حين حجزت دولة قطر مقعدا مميزا لهج لها بالشكر خطاب الرئيس ووجدت التقدير من لدن العامة والخاصة ولم يكن حضورها لحفل التنصيب تكملة واجب ولا عددا فقطر قفزت لساحات العدل والمساواة واستتباب الامن لربوع دارفور التي ما تحدثت المجالس وسارت الركبان ذهابا وايابا بملف المفاوضات لتوحيد حركاتها المتشطرة او قياداتها " التائهة بمطارات الدنيا وفنادقها " إلا وذكرت قطر وجهودها المتصلة لصناعة السلام . في تمام هذه الساعات كان السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة واخر رئيس وزراء منتخب قبل ان تقفز حكومة الانقاذ لكرسي الحكم يحادث مجموعة من الاعلاميين بفندق الريتز بالعاصمة القطرية وبعد ان التقى سمو اميرها وكبار المسؤوليين وبعضا من محبيه الكثر والحبيب الصادق يهندس الحديث ويقعره ويحسن اختيار كلماته خاطبناه " بالحبيب الصادق " تماما كما يحلوا لبناته الفارسات رباح حاملة القلم ود. مريم الصادق التي " تشابه اباها فحديثها ينساب " الخشن والناعم " من بين يديها وكأنها تغزل اطراف الحرير والتي لم تهن في الاتكاءة بنعومته وهي بنت " الحسب والنسب " لانها اختارت أمتهان السياسة ودروبها الوعرة . سألته " سيدي الحبيب المهدي " المرأة في مصفوفة الشعوب العربية والافريقية هي الضلع الاضعف وبرغم ذلك استطاعت السودانية ان تكون لاعب اساسي في خارطة السياسة رجحت كفة الانتخابات وترشحت كمنافس لمقعد رئاسة الجمهورية وبالامس ترأست امرأة الجلسة الاجرائية للبرلمان السوداني في ظاهرة تكاد تكون لافتة وها هن " الثلاث نسوان " يجلسن في أمان الله على يمين منصة الرئاسة " وأنتم هنا بالدوحة " رغم مكانتكم كزعامة دينية واجتماعية والسودان يكاد يتفتت .. تبسم الصادق وقال نعم حزبنا ومنذ القدم له القناعة الكاملة بقدرات النساء ووجودهن الحزبي فاعل ومؤثر اردفت سؤالي بآخر " الحبيب الصادق " يتهمكم البعض بانكم تأطرون لفلسفة التوريث وهو أمر يقلق مضاجع الشعوب العربية .. عصر " المهدي " على عصاه بكامل باطن يده ومن تجاويف قلبه قال : نعم التوريث وان كان بالانتخاب وبلعبة الديمقراطية الحرة النزيه فهوه محمود أما ان يأتي في اطار الحكم الشمولي الدكتاتوري فلا .. إن اولادي وبناتي قفزوا للساحة السياسية بالانتخابات الحرة لان قواعد حزبنا تأتي بالكوادر التي تمتلك القدرات والخبرات السياسية وهذا محمود وجيد أما ان تأتي نساء " يتبسم " كما تأتي تلكم النساء فان الامر فيه قولان .. وما بين " القول والقولان " كان الحبيب المهدي يسرع الخطى يغادر الدوحة ويحدوه الأمل والطموحات والتي ظل يناضل من أجلها ان يسير مركب السودان ويجنح لرأي أولى العزم والارادة الوطنية الخالصة فهل ما تبقى من زمن يحقق هذه الطموحات وهل تصل طائرة المهدي لمستقرها وقبل ان يتأرجح السودان ما بين ان يكون او لا يكون وشعبه " السمح والشين " يحتاج امان الله ولقمة العيش والتعليم والمشافي والتنمية الحقيقية لكامل ربوعه فهل يجلس الفرقاء والزعماء ونساءهن السمحات والمهجرات والمغتصبات وستات الشاي وكلهم " سوا سوا " ليصنعوا سودان " سوا سوا وكلنا أخوان " . عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : الحديث يطول ولكن تبقى هناك عمامات بأن قطافها وثياب مطرزة إما للتوزير إما للتطهير وغدا لناظره قريب !!