قال جون هولمز وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ان الازمة الانسانية القائمة في دارفور قد تطول اذا لم تتوقف الاشتباكات وجرائم خطف الاجانب التي تعرقل أكبر عملية اغاثة في العالم. وقال هولمز لرويترز يوم الاحد خلال زيارة للسودان ان انعدام الامن نتيجة استمرار القتال بين المتمردين والقوات الحكومية ونتيجة الاشتباكات القبلية وجرائم الخطف التي تستهدف عاملين أجانب أجبرت بعض وكالات الاغاثة على تقليص عملياتها ووكالات أخرى على الانسحاب. وأضاف هولمز أثناء زيارته نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور "ما لم نحكم قبضتنا بشكل ما على انعدام الامن وجرائم الخطف فقد نرى تقلصا مطردا في أعداد من هم مستعدون للعمل هنا." وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر اضطرت بعد عدد من جرائم الخطف التي تعرض لها عاملوها لوقف معظم عملياتها وأن وكالات أخرى انسحبت تماما. وطرد الرئيس السوداني عمر حسن البشير 13 وكالة اغاثة العام الماضي بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحقه متهمة اياه بارتكاب جرائم حرب. وبعد هذا القرار لم يعد هناك سوى عدد محدود من وكالات الاغاثة المستعدة أو القادرة على سد هذه الفجوة. وقال هولمز "ستكون هناك مشكلة حقيقية اذا استمرت هذه العملية لاننا قد نجد أنفسنا حينذاك في اتجاه نزولي. اذا استمرت المنظمات في المغادرة فمن الذي سيتولى الامر.." ولا تزال عاملة اغاثة أمريكية من جمعية ساماريتانز بيرس المسيحية الخيرية الامريكية محتجزة بعد خطفها خارج نيالا منذ أكثر من أسبوعين. والعملية الانسانية في دارفور والتي تتكلف مليار دولار سنويا هي الاكبر في العالم اذ أن هناك أكثر من أربعة ملايين نسمة يمثلون ثلثي عدد سكان المنطقة يحتاجون للمعونة. ويعيش مليونان من هؤلاء في مخيمات بائسة أصبحت عشوائيات تحيط بالبلدات الرئيسية في دارفور وتقول الاممالمتحدة ان نحو 300 ألف لقوا حتفهم منذ عام 2003 . وحمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة في الخرطوم باهمال المنطقة القاحلة في الغرب. وقال هولمز ان الازمة الانسانية في دارفور مازالت رهينة عدم التوصل لاتفاق سلام شامل. وأضاف "أرجو أن تنجح المحادثات الجارية في الدوحة لكن الدلائل لا تبدو مبشرة بالنسبة لي في الوقت الحالي. (السلام) هو ما نحتاج اليه بشدة حتى لانظل في هذه الدائرة المغلقة لسنوات قادمة." ولا يشارك زعماء جماعة المتمردين الرئيسية في دارفور في المحادثات التي تستضيفها قطر. واندلعت الاشتباكات مجددا في دارفور هذا الشهر