لقد اتفقت حكومة المؤتمر الوطني وجزء من المجتمع الدولي بان ممارسة الضغوط علي حركة العدل والمساواة هي السبيل الأمثل لإرغامها بالقبول علي الانضمام لاتفاق ابوجا في 2006 , ولقد وظفوا كل طاقاتهم ولم يفلحوا في تحقيق مبتغاهم , وكانت الحركة واعية ومدركة لتلك التحديات واعدت لها إعدادا جيداً مكنتها من العبور بسلام . منبر الدوحة : بعد ابوجا قالت حكومة المؤتمر الوطني لا تغير شولة في اتفاقية ابوجا واختارت الحل العسكري , ولكنها سقطت في الامتحان المكشوف الذي اختارته وهو ( الحل العسكري للقضية ) , ولقد تفوقت حركة العدل والمساواة في كل الامتحانات , وخاصةً في الامتحان الكبير في 10مايو 2008, عندما دخلت قواتنا الشجعان نهاراً معقل النظام في العاصمة المثلثة , بكت حكومة البشير وقالت حركة العدل والمساواة حركة إرهابية ولا تتفاوض معها اطلاقاً , ولكن سرعان ما تراجعت الحكومة من قرارها , ووصلت لقناعة بان لا مناص من التفاوض مع العدل والمساواة , وبالتالي أتت الدوحة بعد هذا المشوار الطويل . دخلت حركة العدل والمساواة وحكومة الوحدة الوطنية كما يدعون المشاركون فيها في مفاوضات أولية في فبراير 2009 وتم التوقيع علي اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة في يوم 17/2/2009 , والحكومة لم تلتزم بما وقعت معنا , وقذفت مواقعنا بالطيران , وفي يوم 24/5/2009 هجمت قوات حركة العدل والمساواة قوات الحكومة في منطقة امبروا وانتصروا عليهم وكبدوهم خسائر فادحة , وكذلك في يوم 28/5/2009 هجمت قوات الحركة قوات الحكومة في منطقة كرنوي ولقد حققت قوات العدل والمساواة انتصارات كبيرة وأجلت قواتنا قوات المؤتمر الوطني من المنطقة تماما , هذه كلها رداً علي تصرفات الحكومة , وبعد ذلك تراجعت الحكومة ودخلت معنا في مفاوضات وتمخضت بالتوقيع علي الاتفاق الإطاري في 23/2/2010 , وأيضا الحكومة لم تلتزم به , واتت بمجموعات وأفراد وأجبرت الوساطة للاعتراف بهم كحركات , وأغرقت المنبر بالفوضى العارمة , لم تشهده المنبر من قبل , وعندما رأت حركة العدل والمساواة هذه الفوضى لا تجدي نفعاً لإنسان السودان في دارفور , قدمت نصائح واقتراحات للوساطة من اجل إصلاح المنبر , ولكن لا حياة لمن تنادي , واضطرت الحركة لتجميد مشاركتها في الدوحة , ولم ولن تأتي إلي الدوحة الا بعد الإصلاح . انقلب السحر علي الساحر : بعد تجميد حركة العدل والمساواة لمنبر الدوحة زار رئيس الحركة الدكتور خليل ابراهيم محمد ووفده الكرام القاهرة , حيث استقبله جموع غفيرة من السودانيين المقيمين في مصر وكانت زيارة ناجحة نجاحاً كبيراً , حيث التقي القيادة المصرية وتباحث معهم أمهات القضايا السودانية التي تحتاج إلي معالجة عاجلة , والعلاقة الإستراتيجية بين الحركة والدولة المصرية , فضلاً عن قضايا اللاجئين في مصر , وكذلك التقي بكل شرائح المجتمع السوداني في مصر وكذلك ببعض النشطاء المصريين . زيارة دكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة إلي القاهرة أزعجت الحكومة السودانية إزعاجا بلا حدود , وفكرت الحكومة السودانية في تضييق الخناق علي الحركة وخاصةً علي زعيمها الدكتور خليل وكان اول الإشارات السالبة هي إصدارها مذكرة القبض علي رئيس الحركة عن طريق الانتربول , وأرسلت وفوداً لدول الجوار بغرض الضغط علي رئيس الحركة بالعودة إلي طاولة التفاوض واما القبض عليه وتسليمه اليها , وكانت مؤامرة كبري ومشترك فيها الوساطة القطرية والوسيط المشترك ودول الإقليم , ولقد فشلت فيها فشلا ذريعاً , هذا علي مستوي الخارج , وعلي مستوي الداخل جهزت قواتها للقضاء علي قوات العدل والمساواة ولكن اسود العدل والمساواة حققوا انتصارات كثيرة منها معركة في المنطقة الواقعة بين الضعين ونيالا والتي اغتنمت فيها قوات الحركة بما لا تقل عن 110 عربية محملة بأسلحة وذخائر ومواد غذائية ووقود , كذلك في معركة ام ساعونة فضلاً عن معركة النصر المبين علي قوات الحكومة في المنطقة الواقعة بين شعيرية وخزان جديد ومهاجرية , في خاتمة شهر مايو اليوم 31/5/2010 وهو شهر الانتصارات بالنسبة لنا في الحركة , ولذا نقول انقلب السحر علي الساحر (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) صدق الله العظيم . هل اتفاق ابوجا2 سيحل المشكلة ؟ : الحكومة تقول انها تتفاوض مع من حضر , وتقول ان حركة التحرير والعدالة سهلة التفاوض معها ونحن جربناها في الاتفاق الإطاري , هذا الحديث علي لسان د. أمين حسن عمر , وهذا الحديث يوضح وبجلاء بان حركة التحرير والعدالة صنيعة النظام , وتوقع علي اي ورقة تقدم لها , لانها لم تدفع فاتورة الحرب وليس من أولوياتها الحقوق الكلية للإنسان السوداني في دارفور , بقدر ما هي تبحث عن مصالح ذاتية لأفرادها , حدثني احد زملائي وقال لي ان احد قادة التحرير والعدالة كان معه في لقاء عبر الانترنت فقال له شاهد غرفتي بفندق موفمبيك في الدوحة عبر الويب كآمرة , فالحديث واضح ويبين أنهم يمثلون أنفسهم فقط . والحديث عن التفاوض الآن بالإكراه لا نقبله وحتي في الظروف العادية لا نقبل , ما لم الوساطة تستجيب لشروطنا الإصلاحية , واذا التوقيع مع أفندية الفنادق يأتي بالسلام فليوقعوا , ولكن في تقديري سينتج مولوداً آخرا غير شرعياً وسيزيد من تعقيد القضية , مع العلم بان المولود الأول الغير شرعي لم يغير شيئاً في الساحة غير منصب الباشا مني اركو مناوي , ولذلك نحن في حركة العدل والمساواة لا نريد الحل الجزئي للمشكلة الذي لا يعالج المشكلة من جذورها , وعلي الحكومة والوساطة ان تعيا ذلك , وأي حل في غياب العدل والمساواة لا قيمة له , لأننا نعرف أين تكمن مصلحة شعبنا . نحن مع احترام الرأي الاخر ولدينا منهج واضح يمتاز بالصدق والوضوح نحن في حركة العدل والمساواة السودانية الحل السلمي خيارنا الاستراتيجي حركة العدل والمساواة السودانية حركة قومية وتريد حل مشكلة السودان في دارفور عبر بعد قومي وطني مساند للقضية تريد مخاطبة مسألة التهميش مخاطبة حقيقية لإيجاد الحلول الناجعة لها لا بد للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ان يوسعا تفويض الوسيط المشترك ليشمل الأقاليم الاخري لان مشاكل الأقاليم سببها المركز وليس العكس لا بد من استصحاب تجربة التمرد الممرحل عبر العقود في السودان وخاصة في دارفور لتفادي اي ثورة اخري تريد ان تكون هذه الحرب الأخيرة في السودان المرضي ابوالقاسم مختار نائب رئيس مكتب حركة العدل والمساواة بالقاهرة 31/5/2010 ELMARDI ABDEL [[email protected]]