لقدكان حلم السودانيين كبيرا في الإنتخابات. فقد كانوا يأملون فى تحول حقيقى يكتب الفصل الاخير فى رواية الأزمة السودانية التى تمددت على مدى نصف قرن من الزمن تعلم فيها العاطلون عن الحجى الزيانة السياسية على رؤوس الشعب السودان وجعلوه حقلا لتجاربهم الفاشلة وانتهوا بالبلد القارة الى ان يصبح على قاب قوسين او ادنى من التلاشي من الخارطة السياسية وأحشاء البلاد تعرض علي جراحيين أجانب.هل يمكن لشريكي نيفاشا إنجاز مافشلا فيه خلال خمس سنوات في بضعة أشهر؟العديد من الشواهد تعزز فرضية ضياع الفترة القليلة المتبقية دون تحقيق مطلوبات الوحدة، ويري عدد من المراقبين أن إختيار طه وسالفا لمنصبي النائب الأول ونائب الرئيس يمكن يدعم الإتجاهات الوحدوية في الجنوب والشمال رغم أن تجربة مابعد نيفاشا لاتبشر بخير كثير لجهة تعبيد طريق الوحدة الطوعية. الحركة الشعبية في نظر الكثيرين حزمت أمرها وإنكفأت علي الجنوب في إنتظار الإستفتاء وفي بعض الأحيان تبدو وكأنها مستعجلة علي الإنفصال فيهدد باقان بإعلان الإنفصال من برلمان الجنوب والطرف الأخر المؤتمرالوطني لايبدو هو الأخرغير مكترث بالعمل الجاد من أجل من أجل الوحدة. والحركة لها رؤيتها التي تتقاطع مع الوطني حول الوحدة وحتي حول الإستفتاء وكان القيادي بالحركة الشعبية دينق ألو قد طالب بإحالة ملف أبيي والإستفتاء إلي الأممالمتحدة وقال ألور في تصريحات صحفية(إنه إذا كان (الوطني) يرى أن لدينا خلافات من الصعب حسمها؛ فإن الحركة تقترح قيام الأممالمتحدة بعمليات الاستفتاء وتجنب كل المهاترات. وأشار إلى وجود قضايا خلافية بين الشريكين على مستوى اللجان المشتركة حول إجراء الاستفتاءين واستكمال اتفاقية السلام الشامل. مشيراً إلى وجود خلاف حول تأمين الاستفتاء من جانب الوطني). وتظل الخلافات بين الشعبية والوطني تتناسل وتتكاثر أميبيا حتي لاتكاد تعرف علي وجه الدقة نقاط الإتفاق وبالتالي يظل إختيار سلفاكير نائبا للرئيس في نظر الكثير من المراقبين مجرد نوايا حسنة أو قراءات غير عميقة للواقع بعد أن حسم كل طرف أمره وأصبح يسعي لتفيذ أجندة خاصة ولازالت الحركة الشعبية تري أن الوحدة هي مسئولية الشمال والمؤتمر الوطني أما هي فقد عضت بالنواجذ علي كرت تقرير المصير وتلوح به عند كل منعطف وطالب سلفا الشير بجعل خيار الوحدة جاذبا عشية تنصيبة رئيسا لحكومة الجنوب لوسائل الإعلام(دعا سلفاكير الرئيس السوداني عمر البشير لاتخاذ اجراءات تجعل الوحدة اكثر جذبا لسكان الجنوب بدل خيار الانفصال خلال استفتاء الجنوبيين علي تقرير مصيرهم العام المقبل وفق اتفاق السلام. واكد سلفاكير ان المحافظة علي وحدة السودان هي الخيار الاول بالنسبة للحكومة الجديدة داعيا شريكه في الحكم (المؤتمر الوطني) الحزب الحاكم في شمال السودان الذي يتراسه البشير الي بذل المزيد من الجهود لجعل خيار الوحدة جاذبا للجنوبيين عند ذهابهم لصناديق الاقتراع للتصويت علي حق تقريرالمصير) إذا سلفا يطالب بجعل خيار الوحدة جاذبا رغم أنه النائب الأول وكان سلفا قد دعا مواطني الجنوب إلي التصويت للإنفصال إذا كانوا يريدون العيش كمواطنين من الدرجة الأولي. ومن جانبه لايكف المؤتمر الوطني علي ترديد شعارات الوحدة في حين تغيب الأفعال التي تعزز الوحدة ولازالت الصحف والجماعات ذات التوجهات الجهوية والعنصرية تجد الرعاية تحت ظل حكومة الوطني(تسرح وتمرح) وهنا لاننسي المبادرة المنسوبة لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه بالعمل من أجل إنطلاقا من جوبا ويعتقد أن الزمن المتبقي وركام الخلافات وعدم الثقة كلها عوامل كافية لإجهاض أي مبادرة وكانت الحركة قد رحبت علي دينق ألو بمبادرة نائب الرئيس وقال ألو(إنّ الحركة تسمح لأيّة مجموعة بالذهاب للجنوب والدعوة للوحدة، وأضاف أن الفرصة مُتاحة للمؤتمر الوطني وأي قوى تدعو إلى الوحدة، ولهم مطلق الحركة للعمل في الجنوب من أجل الوحدة.).المهم في الأمر أن السيد نائب رئيس الجمهورية واصل في طريق دعم فرص الوحدة وهنا تنهض العديد من الأسئلة هل تعبرهذه المواقف عن مواقف إستراتيجية للوطني وهل تجد الدعم من قبل صقور الوطني؟ وكان علي عثمان قد أكد المضي في درب الوحدة الوعر قائلا: قضايا ما بعد الاستفتاء ستتم مناقشتها بذات الروح الوطنية، و الأسبوع المقبل سيشهد تشكيل مفوضية استفتاء جنوب السودان، من شخصيات قومية تتسم بالموضوعية والوطنية. و الوطني سيتعامل بكل مسؤولية مع الحركة والأطراف الوطنية الأخرى الهادفة لترسيخ الوحدة. تجربة مابعد نيفاشا تبدد كل أحلام التحول الحقيقي لأن التجربة في مجملها لم تخرج عن التشاكس والصراع حول نسب السلطة والثروة وحدود الشمال والجنوب وتبعية أبيي وغابت الخطط والإستراتيجيات ذات الطابع القومي والمستقبلي والشواهد أكبر من أن تحصي وتعد. والسؤال ماهو الجديد الذي يمكن أن تقدمه الحكومة الجديدة؟ يعتقد البروفسيور صلاح الدومة أن الشراكة القديمة الجديدة بين الوطني والشعبية لن تنتج حلول عملية خلاقة ولن تخرج عن سياسات القطاعي والمناكفات المضرة بالشمال والجنوب معا. وهناك من يطالب بالعمل علي دعم خيار الوحدة بمعزل عن مواقف الشريكين لأن خيارسيناريو الإنفصال خطير وله تداعيات سالبة شمالا وجنوبا ويقول البروفسور الطيب زين العابدين جرثومة الانفصال إذا بدأت بين الشمال والجنوب قد تسري بعد ذلك في أقاليم الشمال الأخرى وقد تنتقل إلى أقاليم الجنوب أيضا وربما تتأثر بها الدول الأفريقية المجاورة، إنها جرثومة معدية وخطيرة ولا يستطيع أحد السيطرة على حركتها واتجاهاتها. وتنتج أثناء تطورها السرطاني الاضطرابات السياسية والنزاعات العرقية والجهوية وتجعل حياة المجتمعات متوترة قلقة وغير آمنة. وعلي أي حال تظل شراكة الوطني والشعبية تجربة مواجهة يتحدي حقيقي خلاصته وطن واحد أو تجزئة غير مضمونة العواقب. hassan mohmmed [[email protected]]