[email protected] بالأخذ في الاعتبار أن مباراة فلسطين هي أولى تجارب المنتخب حديث التكوين، لابد أن نقول أن الأولاد أدوا بصورة معقولة. مباراة وسط من الفريقين، لكن الجميل فيها أنها أعطتنا الانطباع بأن فتية المنتخب يحاولون تنفيذ توجيهات محددة. كثيراً ما شكونا من أن لاعبينا يؤدون وكأنهم في دارفوري حواري، حيث لا تظهر بصمات مدربينا محليين وأجانب إلا في حالات نادرة. وجميل أن تكون مباراة المنتخب أمام فلسطين أمس الأول إحدى هذه الحالات النادرة. بعد إضافة بعض النجوم الكبار الذين تغيبوا عن المباراة التجريبية الأولى يمكن أن يتطور أداء المنتخب. لكن ذلك يتوقف على مدى الجدية في التعامل مع أمر هذا المنتخب الذي عانى من الإهمال لفترات طويلة. ظهر العديد من اللاعبين حديثي التجربة مع المنتخب بمستوى جيد يبشر بالخير. لكن لم تعجبني إطلاقاً فكرة إشراك بلة جابر في وسط الملعب. صحيح أن لدى هذا اللاعب طاقة جبارة، لكن الطاقة وحدها لا تكفي لأداء مهمة لاعب الوسط. ولو كانت الطاقة وحدها تخلق لاعباً لما وجدنا رأسي حربة أفضل من كاكي وإسماعيل. بلة جابر يفشل في التمرير الدقيق ويحاول دون جدوى إيصال الكرات البينية لزملائه. الوسط يتطلب مهارة وعقل قبل الطاقة والقوة البدنية، فهل ينتبه لذلك الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني؟ نحمد الله أن الصورة وصلتنا جيدة هذه المرة من قناتنا الفضائية. لكن التعليق حدث ولا حرج. بؤس ما بعده بؤس وأخطاء لا تغتفر. فالمعلق الهمام حاول أن يتفلسف فقال عبارة في منتهى الغرابة هي: " الود مفقود بين لاعبي الوسط والهجوم في المنتخب." من يسمع مثل هذا الكلام الكبير يظن أن هناك مشكلة بين اللاعبين، لكن المعلق لم يقصد ذلك. فهو أراد أن يقول أن هناك مسافة بين لاعبي الوسط والهجوم أو أن التفاهم بينهم معدوم، لكن شتان ما بين هذه وتلك! المعلق - الذي يحتاج لشغل كثير جداً قبل أن يكون قادراً على جذب المشاهد- كان ينطق حرف الضاد على أنه دال.. أي والله رغم أنها سميت لغة الضاد. فحين أراد أن ينطق عبارة " بعض الزملاء" قال بعد الزملاء. وعندما رغب في أن يقول " ضربة رأسية" قال دربة رأسية. فأي معايير يعتمد عليها تلفزيون السودان في اختيار المعلقين! كثيراً ما تذمرنا وشكونا وعلقنا على ضعف معلقينا وقلنا أنهم يبدون كمن لا يسمع أو يتابع كيف يعلق الآخرون على مباريات كرة القدم، لكن ملاحظات الكل تذروها الرياح ويظل الحال كما هو دون تغيير. الغريب في الأمر أن مدير عام التلفزيون عندما وقعوا عقدهم مع الاتحاد لنقل مباريات الدوري الممتاز وعد الجمهور بالكثير من الأمور التي لم يتحقق منها شيئاً. أهلوا معلقيكم وقبل ذلك حددوا معايير جادة لاختيارهم وبلاش فضائح أكثر من كده. إلى متى سيظل المعيار للعمل في مجال الإعلام هو جمال الوجه للفتاة أو صديقي فلان أو ابن ( حلتي) علان للشاب؟ التلفزيون واجهة يا عالم والشعوب المحترمة لا تجامل في واجهاتها.