تقرير: هل يقدر الجنوبيون على حكم انفسهم؟ تعليق: تشك الحكومة الاميركية في انهم يقدرون واشنطن: محمد علي صالح في الاسبوع الماضي، اصدرت "يو اس ايد" (الوكالة الامريكية للتنمية الدولية) تقريرا وصف السودان بانه "كومبلكس اميرجنسي" (حالة طوارئ معقدة). وانه "يستمر يحاول مواجهة صراعات وتهجير وعنف." عن دارفور، قال التقرير ان خمسة ملايين شخص تقريبا تأثروا. وفي الوقت الحاضر، يوجد نصفهم في الخارج، ونصفهم في الداخل. و "تستمر الاشتباكات وسط جماعات المعارضة المسلحة، والقوات السودانية، والمليشيات، والقبائل." وعن الانتخابات الماضية، قال التقرير: "رغم اخبار عن حالات عنف متفرقة، ورغم معارضة احزاب كبيرة، ورغم مخالفات في التصويت، فاز الرئيس السوداني عمر البشير في اول انتخابات رئاسبة اشتركت فيها احزاب مختلفة منذ 24 سنة." وعن الجنوب، قال: "يستمر حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الجنوبية في تطبيق اتفاقية السلام ... منذ سنة 2005، عاد مليونا شخص الى جنوب السودان، والى جنوب كردفان والنيل الازرق وابيي. وسبب هذا عبئا اضافيا على المصادر المحدودة والبنيات التحتية الضعيفة." وقال التقرير ان وكالة التنمية الامريكية، منذ سنة 1987، اعلنت السودان منطقة "طوارئ معقدة". وكررت الاعلان للسنة الحالية. والأن، تتعاون مع حكومة السودان والامم المتحدة ومنظمات خيرية لمواجهة "ما بعد الانتخابات وقبل الاستفتاء." حسب التقرير، منذ بداية هذه السنة، صرفت الحكومة الامريكية 320 مليون دولار مساعدات انسانية الى السودان. ومنذ ست سنوات، صرفت اكثر من اربعة بلايين دولار، وصارت اكبر دولة تقدم مساعدات انسانية الى السودان. واشار التقرير الى زيارة رجيف شاه (امريكي من اصل هندي)، مدير الوكالة، الى السودان في الشهر الماضي، حيث قابل كبار المسئولين في الشمال والجنوب. وفي نفس يوم وصوله، بدات سلسلة هجمات يعتقد ان جيش الرب قام به في منطقة طمبرة (ولاية غرب الاستوائية). وبسبب اعمال العنف بعد الانتخابات في الجنوب، رصدت الوكالة مساعدات اكثر، خاصة في ولايتي جونقلي والوحدة. وقال التقرير ان اكثر من ثلاثة ملايين شخص في الجنوب يعانون من الجوع، بما في ذلك مليون ونصف مليون شخص يعانون "معاناة قاسية"، خاصة في ولاية البحيرات. وفي تقرير سابق، قالت الوكالة عن الجنوب: "لدعم الاستقرار والاصلاح والتطور الديمقراطي. و نرى ان حكومة جنوب السودان يجب ان تؤسس مؤسسات حكومية قوية، وتطور المناطق الريفية، وتضع نظاما مناسبا لانتخابات حرة وعادلة." واضاف التقرير: "اسست اتفاقية سنة 2005 السلام بين الشمال والجنوب عن طريق تقسيم السلطة والثروة، وتاسيس حكم ذاتي في الجنوب. لكن، تفتقر حكومة جنوب السودان الى القدرة المؤسساتية، والى مؤسسات لابد منها لمواجهة حاجيات المواطنين. وتحتاج حكومة جنوب السودان الى تاسيس مناخ تنمية مالية وقانونية، والى تقديم خدمات لرفع مستوى مواطنيها." واضاف التقرير: "اذا فشلت حكومة جنوب السودان في تقديم هذه الخدمات، وفي مواجهة الرشوة والفساد، ستزيد مخاطر تجدد النزاع. وذلك لان المجموعات القبلية تقدر على ان تحمل السلاح لتحقق اهدافها السياسية، او لتحل مشاكلها الاقتصادية." وقال التقرير: "لان حكومة جنوب السودان لا تملك خبرة لادارة عائدات كبيرة (من البترول)، توجد احتمالات سوء ادارة وفساد. لهذا، سيكون واحدا من اهدافنا الرئيسية محاربة الفساد والرشوة. وذلك بهدف بناء مؤسسات حكم قوية وشفافة. وايضا، سيكون واحد من اهدافنا الرئيسية تمكين حكومة جنوب السودان من اشراك شعب جنوب السودان في عمليات الحكم، واتخاذ القرارات، وتحديد الاولويات، وذلك لتخفض العداوات وسط الجماعات القبلية ... " ----------------------------- تعليق (1): منذ قبل عشرين سنة، عندما بدأت حكومة عسكرية اسلامية تحكم السودان، بدات الحكومة الاميركية حملة عداء مكثفة ضد السودان. لكن، في نفس الوقت، قدمت الحكومة الاميركية مساعدات انسانية كثيرة الى الشعب السوداني (خاصة في الجنوب ودارفور، ولكن ايضا في مناطق اخرى). وحسب التقرير اعلاه، وصل حجم هذه المساعدات الى اكثر من اربعة بلايين دولار خلال الست سنوات الماضية. ولا يقول غير ذلك الا جاهل او ناكر. تعليق (2): باراك الله في باراك اوباما، يريد (عن طريق الجنرال قريشون) تغيير سياسة بوش الشيطانية (بوشيطان). ولا يقول غير ذلك الا جاهل او ناكر. مثل الذين يعارضون حكومة السودان، ويريدون من الحكومة الاميركية ان تناضل بالنيابة عنهم ضد حكومة السودان. مثلما فعل عراقيون وافغانستانيون. جاءوا الى هنا، واشتركوا مع الحكومة الامريكية في غزو اوطانهم، واحتلالها. تعليق (3): بالنسبة لجنوب السودان، رغم ان بايدن، نائب الرئيس الامريكي، قابل، في الاسبوع الماضي في نيروبي، سلفاكير، نائب الرئيس السوداني ورئيس الجنوب، وسط اخبار بان امريكا تريد فصل الجنوب، لا يوجد دليل بان امريكا تريد فصل الجنوب. ولا يقول غير ذلك الا جاهل او ناكر. وتوجد نقطتان هامتان في البيان الذي اصدره البيت الابيض عن المقابلة: لابد ان يكون الاستفتاء حرا وعادلا. ولابد ان يؤسس الجنوبيون مؤسسات حكم "فعالة، وشفافة، مهما كانت نتيجة الاستفتاء." تعليق (4): يبدو واضحا من هذا البيان من نائب الرئيس بايدن، ومن التقرير اعلاه من وكالة التنمية الامريكية، ان الحكومة الاميركية تظل تشك في قدرة الجنوبيين على ان يحكموا انفسهم. ولا يقول غير ذلك الا جاهل او ناكر. --------------------------- [email protected]