بقلم/ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي تبلغ مساحة جنوب السودان (640) ألف كلمة، وهي تساوي (26%) من مساحة السودان (2,5) مليون كلم2. تقع (90%) من أراضي الجنوب في حوض النيل. جنوب السودان وحدة يمثل (45%) من حوض النيل. بقية السودان تمثل (20%) من الحوض. كما أن كل مشاريع زيادة إيراد مياه النيل تقع في جنوب السودان. جملة تلك الزيادات تبلغ (20) مليار متر مكعب . أيضاً يشار الى أن حوض أعالي النيل يعتبر من أكبر الأحواض الجوفية في العالم. جنوب السودان غني بالنفط في جنوبه على الحدود مع شمال أوغندا حيث تستثمر الشركات البريطانية، كما أنه غني بالنفط في شاله حيث يبلغ نصيب جنوب السودان من انتاج النفط السوداني الحالي (70%) .. سكان جنوب السودان حسب التعداد السكاني الخامس لعام 2009م (8،2) مليون نسمة يمثلون )21%) من سكان السودان. حسب تعداد (مجلس الإحصاء الأمريكي) الذي قام بتعداد سكان الجنوب عام 2008م، يبلغ عدد سكان الجنوب (8،1) مليون نسمة. لذلك لم تعترض الحركة الشعبية على نتيجة التعداد السكاني الخامس الخاصة بجنوب السودان. على خلفية تلك المعطيات، يلتقي نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن اليوم الأربعاء 9/يونيو بالفريق سلفاكير ميارديت. يذكر أن الكونجرس في شهر مايو المنصرم عقد جلستين خاصتين بالسودان خلال شهر واحد فقط. في تصعيد جديد للاهتمام الأمريكي بالسودان، يلتقي اليوم الأربعاء نائب الرئيس الأمريكي (بايدن) بالسيد سلفاكير في لقاء الأطماع الأمريكية في جنوب السودان، حيث الثروات الطبيعية الجاذبة والموقع الاستراتيجي لإقامة قواعد عسكرية أمريكية ضخمة، تسيطر على النفط والمياه وكل منطقة وسط أفريقيا والبحيرات العظمي والقرن الأفريقي، وأحواض النفط الأفريقي الغنية من تشاد الى نيجريا الى جنوب ليبيا النفطي . حيث يتم إحكام الهيمنة علي السودان ومصر وليبيا ونهر النيل وأمن البحر الأحمر. سبق لقاء بايدن – سلفاكير اعلان (ناستيوس) مبعوث الرئيس بوش للسودان في محاضرته بجامعة جوزجتاون بأن أمريكا ترتب لانفصال جنوب السودان في استفتاء يناير 2011م . كما سبقه إعلان الجنرال (غريشن) مبعوث الرئيس اوباما للسودان بأن استفتاء يناير 2011م سيسفر عن طلاق سلمي بين جنوب السودان وشمال السودان. في لقاء بايدن – سلفاكير سيقوم الجانب الأمريكي بالتأمين علي تفكيك السودان والتأكد من وضع الدولة الانفصالية الجديدة بإحكام في مدار واشنطن. بايدن سيطالب سلفاكير بل سيؤكد علي المطالبة باستحقاقات أمريكا لدي الحركة الشعبية. حيث أنفقت الولاياتالمتحدة بلايين الدولارات على صناعة الحركة الشعبية وتسليح الحركة الشعبية وتمويل نشاطها العسكري والسياسي والدبلوماسي منذ بداية تمردها في مايو 1983م . الحركة الشعبية في جوهرها مشروع استثمار أمريكي للسيطرة على نفط جنوب السودان وتقسيم السودان. وقد سلحت أمريكا الحركة الشعبية منذ انطلاق تمردها إلى إنشاء سلاح طيران خاص بالجيش الشعبي سيتم تدشينه قبل استفتاء يناير 2011م. ذلك يسمح أيضاً بقراءة لقاء بايدن – سلفاكير بأن اللقاء يحمل في ثناياه اختيار إمكانية سينايو الفصل الثاني من حرب جنوب السودان، بنقل ميادين الحرب لتصبح على حدود الولاياتالجنوبية مع ولايات جنوب كردفان وغرب كردفان وولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق لتتم في نهاية الفصل الثاني من الحرب الأهلية السودانية (أفرقة) السودان، وليكتمل بنهاية الفصل الثاني بناء السودانية الجديد (الأمريكي)، ولتصبح عندئذ أجواء جنوب السودان والولايات الشمالية المتاخمة، ماكا حصرياً للطيران الأمريكي، كما أصبحت منطقة (القيائل) في الباكستان وأفغانستان. واذا عجزت الحركة الشعبية (كرزاري الجنوب) سيتم استدعاء قوات أمريكية واحتلال المنطقة تحت مظلة اطلسية، كما يجري في أفغانستان. سيتغاضي بايدن في لقاء سلفاكير عن حقيقة أن جنوب السودان ليس جسماً واحداً له تاريخ سياسي وثقافة ولغة واحدة. بل عبراة عن عدد كبير من الكيانات القبلية المتناثرة المستقلة عن بعضها البعض ولا يجمعها تراث مشترك وتعيش في مستويات تاريخية متفاوتى ولا تربطها لغة، حيث أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تربط بين الكيانات الجنوبية القبلية. سيستغاضي بايدن في لقاء سلفاكير عن حقيقة أن عدد المسلمين في الجنوب أكثر من عدد المسيحيين. يسعي بايدن في لقاء سلفاكير الى بناء الدولة السودانية الانفصالية، لتعقبها في المستقبل سلسلة دويلات سودانية انفصالية. بحيث يصبح السودان في التصميم النهائي دويلات انفصالية متجاورة ليست بينها علاقات اتحادية وترتبط بأمريكا أكثر من ارتباطها ببعضها. يهدف بايدن في لقاء سلفاكير الى استغلال (الجيش الشعبي) ليخوض الحرب بالوكالة عن واشنطن ضد المغضوب عليهم أمريكياً، ليحارب جيش الرب في شمال أوغندا لتأمين الاستثمارات النفطية الغربية، وليحارب لاحقاً الجيش السوداني للاستيلاء على نفط السودان بمجمله. كذلك يهدف لقاء بايدن – سلفاكير الى قراءة مباشرة لأفكار سلفاكير ، يقوم بها مسئول أمريكي كبير (نائب الرئيس) للحكم على سلفاكير، أن كان سيصبح رجل المهمة الأمريكية المناسب في جنوب السودان، أم من الأفضل أن تتم إزاحته في التوقيت المناسب وبالطريقة المناسبة.