[email protected] ماذا عن استعدادات الهلال لبطولة الأمم الأفريقية؟ سؤال طرحته مذيعة قناة قوون الرياضية الوليدة ولم أطرحه أنا! تابعت للمذيعة الركيكة - التي لا تملك من مؤهلات مقدمات البرامج سوى جمال نسبي - حلقة استضافت خلالها لاعب الهلال السابق محمد حمدان ونجم الأزرق الحالي سامي عبد الله. لاحظت هشاشة وهزال الحوار وعدم قدرة المذيعة على تقديم ما يقنع المشاهد المسكين. طرحت المذيعة الركيكة على ضيفيها العديد من الأسئلة التقليدية بطريقة لا تنم عن معرفة بالكرة ولا موهبة تستحق أن تفرد لها حلقة كاملة. لا معرفة بفنيات العمل التلفزيوني ولا معرفة بالكرة ولا معلومات ولا حضور ولا سرعة بديهة ولا مخارج حروف سليمة ولا.. ولا.. ورغماً عن ذلك أتوا بها كمقدمة برامج حوارية. استوقفتني العديد من أسئلتها التي طرحتها بركاكة ( فاتت حدها ) أكتفي منها بمثالين فقط في هذه المساحة لأنهما يكفيان تماماً لتوضيح الفكرة. قالت المذيعة للكابتن سامي عبدالله ما معناه " أنت مدافع جيد لكن الناس يتكلمون عن تعصبك وانحيازك للهلال و طلبت منه " أن يقول ليها حاجة في هذا الكلام!" أي والله المذيعة هي من قالت لسامي " تعصبك وانحيازك للهلال" ولم أقل أنا!! يبدو واضحاً أن المذيعة العجيبة تجهل معنى مفردتي تعصب وانحياز، أو أنها " ما عارفة حاجة في أي حاجة". فهل تتوقع تلك المذيعة ( اللقطة) أن يرتدي سامي عبد الله شعار الهلال ويتعصب أو ينحاز للمريخ مثلاً! سؤالها الثاني الذي عبر عن جهلها التام بكل ما له علاقة بكرة القدم تمثل في " حدثنا يا سامي عن استعدادات الهلال الجارية لبطولة الأمم الأفريقية!" بختكم يا أهلة الهلال السنة دي سيشارك في بطولة الأمم الأفريقية وربما يصبح بطلاً لعموم منتخبات القارة السمراء. المسكينة ما أظنها عارفة أن منتخب السودان بجلالة قدره لم يتأهل لنهائيات أمم أفريقيا. لا نلوم المذيعة وحدها، ففي سودان اليوم لا نتوقع أن يكون المرء صادقاً مع نفسه ويعمل في المجال الذي يملك أدواته. كثر من لا ينظر الواحد منهم إلى العمل الإعلامي أكثر من كونه فرصة ل ( تلميع ) نفسه والتباهي أمام الآخرين! لا نلومها هي، بل نلوم دائماً أسس الاختيار، وقد رددت مراراً أن الظهور عبر المنابر الإعلامية لا يفترض أن يكون بهذه السهولة. وحسب خبرتي المتواضعة في العمل الإعلامي أن للشاشة رجالها وفتياتها، مثلما للإعلام المسموع والمقروء رجاله وفتياته, ومن يصلح أو تساعده بعض الظروف لأن يصلح في هذا ليس بالضرورة أن ينجح في ذاك. أي مذيعة ضعيفة الموهبة وحتى الموهوبات عندما يلجن هذا المجال في أي بلد تحترم قنواته التلفزيونية مشاهديها يدرجونهن في العمل. أي تبدأ الواحدة كمذيعة ربط وبعد أن تحسن من حضورها ولغتها ومخارج حروفها وتتعلم كيف تطرح الأسئلة على ضيوفها سريعاً ودون تلعثم يمكنها أن تظهر في برنامج حواري شريطة ألا يتعدى ثلث الساعة في البداية. أما عندنا فمن السهل جداً أن تأتي بالمحظوظ أو المحظوظة من الشارع على الأستديو مباشرة وتفرد له أو لها ساعة كاملة لرفع ضغط المشاهد المغلوب على أمره. ولا أدري كيف فات على من أعدوا لها حلقتها الضعيفة أن ( يحفظوها) على الأقل اسم البطولة التي يشارك فيها الهلال! بختك يا هلال هبطت من دوري أبطال أفريقيا إلى الكونفدرالية فإذا بمذيعة قناة قوون تمنحك فرصة المشاركة في بطولة الأمم الأفريقية حتة واحدة! الغريب أن محمد حمدان وسامي لم يقدما لها الدعم اللازم في تلك اللحظة رغم أنها أكثرت من ( آآآآآآآآآ ) قبل أن تسعفها ذاكرتها باسم أي بطولة أفريقية فحمدت المولى عز وجل أن ألهمها بواحدة فقالتها دون تردد. سألت المذيعة الكابتن سامي عن مشاركة أكثر من أخ في أندية مختلفة فلم يفتح الله عليه بجملة مفيدة كإجابة على ذلك السؤال السهل البسيط. طافت بذهني لحظتها ملاحظات الدكتور كمال شداد حول لاعبينا وتذكرت غضب الصحافيين من تصريحات الدكتور فاستغربت واحترت في أمرهم! وبدلاً من ( الجعجعة) وملء بعض مساحات الأعمدة بالكلام الركيك ماذا لو فكر هؤلاء الصحافيين فيما يعرف ب" صناعة النجم". لماذا لا نحاول أن نأخذ بيد غالبية نجوم الكرة السودانيين ونعلمهم كيف يتعاملون مع نجوميتهم الوهمية هذه! ذات مرة سألت مذيعة أخرى الكابتن هيثم طمبل عما إذا كان يحفظ النشيد الوطني فكان رده " معقول في سوداني ما حافظ النشيد الوطني" وعندما طلبت منه في نهاية الحلقة أن يردد جزءً بسيطاً منه لم يتذكر منه شيئاً. لاعبونا دون غيرهم يحتاجون لمن ينير لهم الدرب، لكننا نكتفي فقط بأن نطلق عليهم الألقاب الكبيرة التي لا يستحقونها.