الخرطوم: ما حدث أمر عابر لا يؤثر على علاقات البلدين الخرطوم: الصحافة: وعدت الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات المناسبة في مواجهة متورطين في الإساءة والضرب بحق سودانيين في بيروت، وأكدت أن ما جرى لا يمثل الموقف الرسمي واعتبرها تصرفاً فردياً من بعض رجال الأمن. واستنكر السفير اللبناني في الخرطوم أحمد الشماط في مؤتمر صحفي أمس،تعرض بعض السودانيين، في لبنان إلى معاملة سيئة واهانات من قبل قوات الأمن اللبناني، وتابع «إذا كان هناك من أخطاء أقدم عليها عنصر، فان رؤساءه سوف يتخذون العقوبات المسلكية والقانونية ليكون عبرة لمن يعتبر». وشدد السفير الذي قال انه يتحدث بأمر من وزير الخارجية والمغتربين الدكتور علي الشامي،ان بلاده ستتقدم باعتذار رسمي متى ما ثبت أي خطأ ،من خلال التحقيقات التي تمت بتوجيه من رئيس الوزراء سعد الحريرى ورئيس المجلس الوطني نبيه برى . وتوعد السفير اللبناني بمحاسبة المتورطين من قوي الأمن التي شاركت في الأحداث، نافياً في شدة أن يكون ماحدث موقفا رسميا لبلاده، ووصفها بأنها تصرفات فردية من بعض عناصر الأمن ،وان ملابسات ماحدث سوف تتضح من خلال التحقيق الذي يجري الآن ،مبيناً انه لا يعلم تفاصيل ومجريات التحقيق. وتابع «بالنسبة لما ورد من عبارات في الصحف بان رجال الامن اللبناني نعتوا السودانيين بألوانهم، فأقول لهؤلاء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين»ان الراهب كسوته سوداء وهي دليل وقار واحترام.ان كسوة الكعبة سوداء وهي دليل الرهبة والإجلال. ولولا السواد ما سطع نجم ولا ظهر بدر في السماء. لولا السواد لا سكون ولا سكينة، وما حبة البركة السوداء الا وهي أصل الدواء». وطالب الشماط السلطات السودانية بالتعاون مع الأمن اللبناني في الحد من ظاهرة تهريب السودانيين الي لبنان ،وحمّل السودانيين المقيمين في لبنان بصورة غير شرعية مسؤولية ماحدث، وقال ان هناك سودانيين ارتكبوا أخطاء ودخلوا البلاد خلسة من دون تأشيرات بواسطة مهربين وهنالك دولة ترغب في تنظيم شؤونها. وكشف عن مجموعة من الوثائق وجوازات سفر مزورة حاول أشخاص الحصول بها علي تأشيرات دخول إلى لبنان، ودعا الراغبين في العمل في لبنان عليهم الحصول علي موافقة مكتب العمل والاستخدام هناك. وكشف عن تلقيه اتصالات من لبنانيين يقيمون في مدينة جوبا عاصمة إقليمجنوب السودان بأنهم تعرضوا إلى مضايقات من قبل بعض المواطنين هناك. أما الخارجية السودانية فاعتبرت ما حدث للسودانيين في لبنان» أمراً عابراً لا يؤثر علي العلاقة بين البلدين»، وقال الناطق باسم الوزارة معاوية عثمان خالد في تصريحات صحفية أمس ان الخارجية ترفض أن يتعرض أي مواطن سوداني للتهجم عليه ماديا أو لفظيا. وأوضح أن هناك اتصالات بين السفارة السودانية في بيروت ووزارة الخارجية اللبنانية لمعالجة الأمر بطريقة قانونية وديبلوماسية ،لرد الاعتبار جراء الحادث، ووجه معاوية دعوة إلى الشباب السوداني بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعرض كرامة السودان والسودانيين لأي نوع من الابتزاز، وتوفيق أوضاعهم عبر الإقامة الشرعية وفقا لتنظيم الهجرة المتبع في تلك الدول، لافتا إلى أن الشباب السوداني كان ضحية لجماعات عصابات تهريب البشر وقامت بأخذهم إلي لبنان بطرق غير شرعية . وكانت قوة مسلّحة من الأمن العام اللبناني اقتحمت الأسبوع الماضي حفلا خيريا أقامه نحو مئة من اللاجئين والمقيمين السودانيين في لبنان يعود ريعه لعلاج طفل مصاب بالسرطان، في إحدى صالات الأفراح في منطقة «الأوزاعي» في بيروت، وذكر منظمو الحفل أن عناصر الأمن العام اللبناني دخلوا عليهم وشرعوا في ضرب الحاضرين بالأيدي وبأعقاب البنادق، مع شتائم عنصرية واساءات لفظية. أسفرت اجتماعات عقدتها السفارة السودانية مع السلطات اللبنانية عن إطلاق سراح «42» سودانياً من حملة الإقامات السارية الذين تم اعتقالهم أثناء حفل خيري بلبنان مؤخراً. وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة للمركز السوداني للخدمات الصحافية ، ان الجانبين اتفقا على ترحيل «200» آخرين مباشرة إلى السودان بينهم سودانيون تم اعتقالهم في حملات نفذتها السلطات اخيرا، وترحيل المخالفين لقوانين الإقامة بعد تأمين تذاكر السفر دون تقديمهم للمحاكمة والتي تصل عقوبتها في حال الإدانة السجن لمدة شهر والغرامة «100» ألف ليرة. واستعجلت السفارة حسب المصادر، إكمال ملفات الذين انتهت فترة حكمهم من السودانيين بحلول الخامس من مايو الماضي توطئة لترحيلهم بعد أن توفرت لهم «80» تذكرة سفر. على صعيد متصل تناول وفد السفارة مع مدير مصلحة القوى العاملة لوزارة العمل اللبنانية كيفية دفع مشروع الاتفاقية الثنائية بين البلدين فيما يختص بتقديم تسهيلات للسودانيين تشمل تخفيض رسوم الإقامة وإعفاء الضمان الاجتماعي الذي يجبر الكثيرين على الإقامة بصورة غير مشروعة هرباً من الرسوم العالية، علماً بأن مشروع الاتفاقية يسهم في حل قضايا 90% من السودانيين بلبنان الذين يتجاوز عددهم «6» آلاف منهم «1850» يقيمون بطريقة غير شرعية حسب إحصاءات السلطات اللبنانية. من جهة أخرى، عقد مسؤولون من السفارة السودانية لقاءً مع القنصل بالسفارة السورية ببيروت، ناقش من خلاله عدة قضايا على رأسها المساعدة في التعاون المشترك للحد من تهريب السودانيين للبنان عبر سوريا، والسماح للسودانيين أصحاب المهن العمالية من المقيمين بلبنان بزيارة سوريا بجانب السماح بترحيل الراغبين للسفر إلى السودان عبر مطار دمشق مباشرة بالخطوط الجوية السودانية.