الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة الصحة مابين أحمد وحاج أحمد وتدهور الخدمات الصحية ... بقلم: د. سيد عبد القادر قنات
نشر في سودانيل يوم 22 - 06 - 2010


د. سيد عبد القادر قنات
أستشاري تخدير - مستشفي أمدرمان
تقديم :
أسئلة تدور بالخاطر ،
هل الصحة هي خلو الأنسان من الأمراض فقط كما يفهم أهل الأنقاذ ؟ وحتي هذا التساؤل البسيط هل أوفته الأنقاذ حقه؟؟
هل الدولة مسئولة عن صحة مواطنيها زمانا ومكانا وبالمجان ، مثل حالة المواطن السوداني ؟
هل التعيين بوزارة الصحة وفق الكفاءة والخبرة ، أم أن الولاء هو المعيار ؟؟
هل تملك وزارة الصحة خارطة طريق ، لعام ، لخمسة أعوام ، لعشرة أعوام ، لكيفية تطوير الخدمات الطبية ، وقاية وتثقيفا صحيا وعلاجا وتوفير كوادر مؤهلة مع المعدات والمباني وعدالة التوزيع ؟؟
هل الخدمات الصحية هي رنين مغنطيسي وموجات صوتية وتوطين (1)و(2)و(3) وجراحة قلب وزراعة كلي ومناظير؟؟ والشعب يموت وتحصده الملاريا والبلهارسيا وسوء التغذية والسل والسرطان والحصبة والأسهالات واليرقان والأيدز والكلازار والفشل الكلوي ، وكلها تحتاج فقط لتوطين الضمير وليس توطين العلاج !!!!؟؟؟؟
هل التوطين هو معدات دون خطة واضحة، بل و متهالكة وأسعار خرافية ، وأستيراد بواسطة شركات معينة ، والكوادر البشرية كم مهمل بل عطالة الأطباء بالآلاف والتعيين صفه بطول نهر النيل العظيم بأستثناء أهل الولاء والحظوة والجاه، وتوطين الضمير صار كاالعنقاء والخل الوفي.
حملت الصحافة السودانية نهاية الأسبوع الماضي أخبارا أفادت بأعفاء وكيل أول وزارة الصحة الأتحادية ، بعد فترة طالت من أحاديث المدينة وأرهاصاتها ورصدها لأشاعات تتحدث عن قرب تعديلات في منصب الوكيل الأول لوزارة الصحة الأتحادية د. عبد ألله سيد أحمد بعد فترة دامت لسنون ، شهدت فيها الخدمات الطبية تدهورا في جميع المناحي ، علما بأنه هو الدينمو المحرك لوزارة الصحة ، والقابض علي مفاصلها .
نعم تم التعديل والتغيير ، وجيء بدكتور كمال عبد القادر أختصاصي النساء والتوليد مترفعا من أدارة مستشفي الخرطوم ، ليصبح بقدرة قادر أنقاذية ،جالسا علي كرسي وكيل أول وزارة الصحة الأتحادية ، بعد أن قضي شباب العمر مغتربا حيث البترودولار ، وعاد أخيرا وذخيرته عن السودان الوطن والخدمات الصحية صفرا كبيرا ، ولكن ذخيرته في الولاء الأنقاذي هي جواز المرور ومن يحملها فقد فاز فوزا عظيما .
ولكن ماهو الفرق بين أحمد وحاج أحمد ، وكليهما هو جزء من أهل الولاء ، وأن كنا لانشك في كفاءتهما العلمية ، ولكن ماهو مردود فترة الوكيل السابق نحو الخدمات الطبية والتقدم بها خطوات نحو الأمام ؟؟ فقد تقلب هو مابين الولائية والأتحادية ، ولكن بالعكس ، تدهورت الخدمات من ناحية الطب الوقائي والعلاجي ، وتكدس آلاف الأطباء بدون عمل ، وأنتشرت الأوبئة والأمراض ، وصارت بيئة المستشفيات طاردة لجميع الكوادر مابين الأطباء والكوادر المساعدة ولهذا هاجر ت العقول والكفاءات والخبرات ألي حيث يجد الأنسان المريض خدمات متكاملة وألي حيث يجد الطبيب نفسه ، وفي نفس الوقت ظلت مفاصل العمل بوزارة الصحة الأتحادية وأدارات المستشفيات حكرا علي أهل الولاء فقط بغض النظر عن مقدرتهم وكفاءتهم ، حتي رأينا أنه تم الجمع بين عمادة كلية الطب وأدارة المستشفي في هذا العهد(د.مبيوع ود.,,,,) ، بل حتي مدير أدارة الطب العلاجي جمع في لحظة ما بين عمادة كلية الطب وأدارة الطب العلاجي (د. السيسي) ، كأن حواء وزارة الصحة السودانية قد عقرت من الكفاءات المقتدرة ، فصارت تلك المناصب حكرا فقط لأهل الولاء ، بل صارت كل المناصب القيادية حكرا عليهم يتحركون من منصب لآخر، والجميع يدركون أن لعبة الكراسي دائما وأبدا تنقص كرسي ، ألا في حالة الأنقاذ العصية علي الفهم ، فالكراسي متوفرة لأهل الولاء فقط !!.
ثم ما بين محاليل كور ومحاليل مارك والثورة الصحة والثورة التعليمية ووصولا ألي السيدوفان ومرورا بتوطين العلاج بالداخل ، تدهورت الخدمات الطبية علي أمتداد المليون ميل مربع علي مرأي ومسمع السيد الوكيل السابق، وقد كانت كل تلك المعارك ليس من أجل مصلحة المريض السوداني ، ولكنها معارك وتقاطع وتضارب مصالح أهل الولاء ، والمواطن السوداني ليس من أهتمامات قيادة وزارة الصحة الأتحادية ، بل ندلل علي ذلك بأن مارصدته تلك الوزارة ونصيب المواطن في ميزانية 2005هو في حدود3.3دولار فقط!! هل يعقل ذلك سيدي الوكيل السابق ؟؟؟ثم لنسأله كم عدد المستشفيات التي زارها متفقدا سير العمل فيها داخل وخارج العاصمة ( أكثر من 350مستشفي) ؟؟؟ وقد تنقل هو مستوزرا مابين وزارة الصحة ولاية الخرطوم ووزارة الصحة الأتحادية ، فماهي البصمات والتي تركها علي تقدم وتطور الخدمات الطبية؟
سيدي الوكيل عبد ألله سيد أحمد (...لأستيفاء الحاجات اللازمة للأستخدام الأمثل لموارد الدولة وصولا للأرتقاء بصحة المواطنين في كل مواقعهم ...)، هذا ماكتبته في مايو 2005 كتقديم للتقرير الأحصايئ الصحي السنوي لعام 2004 ، ولكن بربكم ماذا قدمتم للخدمات الطبية منذ ذلك التاريخ وحتي لحظتها ؟؟؟ وهل عادت لها عافيتها وصحتها مثلما كان طه القرشي في المستشفي؟؟؟
سيدي الوكيل هلا راجعت صفحة49 من نفس التقرير لتعلم مدي النقص المتوقع في الكوادر الطبية ، وماهي خططكم للأصلاح ؟ هل بعودة أهل الولاء ؟؟ أم بأبتعاث أهل الولاء ؟
أما أشاعة التوطين ( توطين العلاج بالداخل) فهي فرية وكذبة كبري ، صرفت فيها الدولة ملايين الدولارات في أجهزة بالية منذ أبريل 2003 وحتي هذه اللحظة ، بل نحتاج للجنة لحصر تلك المعدات ، ومن أي الشركات أستوردت ومن أستوردها ومن يملك تلك الشركات ، وتقييمها ومحاسبة المخطيء مهما كانت درجة ولائه لنظام الأنقاذ .
سيدي الوكيل السابق ، لم تشهد فترتكم أي تقدم للخدمات الطبية ، بل شهدت نقصا في الكوادر وتدهور في الخدمات ، وحتي آخر أيامكم بالوزارة شهدت أفراغ المستشفيات من كبار الأختصاصيين ،( الدايات ، امدرمان ، الجلدية الخرطوم )، والتي هي أصلا تحتاج للمزيد من الكوادر ،ولكن !!!!! ثم سيدي الوكيل ، وأنتم أستننتم سنة سيئة جدا ، تعيين المدير العام للمستشفي، وتعيين مساعد المدير والأمين العام والمدراء الطبيين، وما خفي أعظم ، و أنتم تصدرون لهم التعليمات مباشرة ، بل والسلطة المالية ليست كلها من أختصاصات المدير العام ، وحتي الفصل الأول بدلا من أن يأتي مباشرة للمستشفي المعني تقومون بتحويله للوزارة ومن ثم للمستشفي، فماهو السبب ؟؟
ولنعود للسيد الوكيل الحالي ونقول بكل صراحة ، أنت أتيت لهذا المنصب عن طريق التعيين ، ولم يكن التعيين في يوم من الأيام جزء من العرف لمنصب وكيل أول وزارة الصحة الأتحادية منذ الأستقلال وألي عهد الأنقاذ والتي صار في عهدها ، الولاء هو المعيار للتوظيف والترقي والبعثات، ولو لم تكن جزء من أهل الولاء لما وصلت ألي هذا المنصب حتي بعد أرذل العمر ، ولكن لنسألك بكل شفافية، ولنتحاور في لغة جرد الحساب وفرش المتاع ، كيف وأنت مغترب لعشرات السنون تجمع آلاف الدولارات ، ولا تعرف عن الوطن وخدماته الطبية أي شيء،ثم تأتي وتتولي منصب مدير عام مستشفي الخرطوم التعليمي ، وفي الوطن هنالك فطاحلة في الأدارة والعلم وأنت بالأمس كنت تلميذهم ، ولكن أهل الولاء لهم الحظوة ، ولهذا أتيت أنت مديرا لمستشفي الخرطوم التعليمي في غفلة من الزمن بحكم سيطرة وحجز كل مفاصل العمل بوزارة الصحة الأتحادية لأهل الحظوة والولاء.
ولكن أن تذهب خطوة أكبر لتقلد منصب وكيل أول وزارة الصحة الأتحادية ، فهذه لا يمكن أن تقبل لا عقلا ولا منطقا ، ألا بحساب وتفسير واحد فقط، ألا وهو أن الولاء قد طغي علي الكفاءة والخبرة والتجرد ونكران الذات .
وأنت مديرا عاما لمستشفي الخرطوم، أعلنت أن المستشفي بحوجة لبعض الأختصاصيين ، ولكن هل لك أن تسترجع ذاكرتك قليلا لتوضح للشعب السوداني والذي لم يوصلك لهذا المنصب عن جدارة وخبرة وكفاءة ، بل فرضت عليه عنوة وأقتدارا ، ماهي الشروط والتي وضعتها لألتحاق الأختصاصيين بتلك الوظائف؟؟ ألا تعتقد أن تلك الشروط هي سخرة وأستغلال حوجة البعض من الأطباء لما يسد الرمق؟ بل وأنت وكيلا أول أعلنت عن حوجة مستشفي الخرطوم لبعض التخصصات (تجميل وحروق) ، ولكن هل تعلم أن السودان به فقط2 أختصائي تجميل وحروق ، وهذا يقدح في عدم وضعكم لخطط مدروسة لتكملة النقص ، لا أنت ولا من سبقك في أدارة وزارة الصحة .
دخول الأطباء بعرباتهم لمستشفي الخرطوم ، ألم تستصدر قرارا بمنع أي طبيب لا يعمل في مستشفي الخرطوم من الدخول بعربته للمستشفي ؟؟ أن كانت هذه مشكلة بسيطة جدا بسبب تكدس عربات الأطباء داخل المستشفي ، ولكن حلها لم توفق فيه أطلاقا ، فكيف بك وأنت اليوم تتقلد منصب وكيل أول وزارة الصحة الأتحادية ومسئول عن كل قبيلة الأطباء في السودان(26ألف بل وأكثر ) ، وحوالي 40 مليون مواطن يحتاجون للرعاية الطبية ؟ وحوالي أكثر من 350مستشفي، بل حتي 2013 نحتاج حوالي 30000ممرض،و10000مساعد طبي عمومي ، و4000مساعد طبي تخدير، والقائمة تطول، ولكن أنت أين من السودان ووزارة الصحة والخدمات الصحية، وأكثر من نصف عمرك كنت مغتربا !!!!!!
ثم مركز الخرطوم التشخيصي والذي أقتطعت له أرض حكومية وبأجهزة حكومية وداخل حرم مستشفي الخرطوم ، ولكن المأساة أنه يفتح أبوابه علي شارع ألله أكبر، من أجل الأستثمار في صحة المواطن والذي دفع لك من دم قلبه مقتطعا من لقمة جوعان وكسوة عريان ولبن رضيع و دواء مريض وصرت عالما ، ومع ذلك لم ترد له الجميل وتقف معه من أجل أعادة البسمة لشفاه المرضي، لماذا بربكم ؟؟؟ بل أدرت ظهرك للوطن وأغتربت ، ولم تعد ألا من أجل الولاء، أليس كذلك ؟؟؟
الأخ الوكيل أنها أمارة ويوم القيامة خزي وندامة ، ولن تدوم لك ، ولهذا نقول لك دون وجل أو خوف أو تردد وبكل شفافية وصراحة ،أن أستحقاقات هذا المنصب هي الوقوف أولا وأخيرا مع المريض السوداني ، وهذا لن يأتي عن طريق القرارات العشوائة والفوقية من أي جهة كانت ، بل الدراسة والمشورة والتمحيص ، ولهذ ا :::،
لماذا لا تختط سنة حميدة تذكرها لك أجيال لاحقة وتتوارثها جيل بعد جيل ، وأن تترك أختيار منصب مدير عام مستشفي الخرطوم لقبيلة الأطباء ، فهم أدري بشعاب المستشفي ؟ بل كل المستشفيات تحتاج لأن تختار مدرائها مباشرة ، ومع ذلك مازلت ممسكا بمنصب مدير عام مستشفي الخرطوم ، ولكن ألي متي ؟؟ الكفاءات موجودة والخبرة علي قفي من يشيل ، ولكنهم ليسوا أهل ولاء ، بل ولائهم للوطن والمواطن وهو في أسوأ حالاته ، المرض والفقر والجهل ، ولهذا هل تملك من الشجاعة لأتخاذ القرار المناسب ، أم تنتظر القرارات الفوقية ؟؟؟
كل المناصب في المستشفيات تكون مسئولية المدير العام فقط دون تدخل من الوزارة ، وأهل مكة أدري بشعابها.
العمل وفورا علي تفعيل دور مجالس أدارات المستشفيات قولا وفعلا ، وأن تكون هي المرجعية في كيفية التخطيط وتمويل وأدارة المستشفي .
الفصل الأول يتم تحويله مباشرة للمستشفي دون تدخل وزارة الصحة في هذا الخصوص.
أن أبراء الذمة لهو واجب تحتمه عليك مسئوليتك تجاه الوطن والمواطن ، بل يجب أن يكون ذلك ديدنك بين الفينة والأخري بكل شفافية وصدق وصراحة ، وأن توضح هل تمتلك أنت أو أحد أفراد أسرتك شركات لها علاقة مع أستيراد الأدوية والعقاقير والمعدات الطبية ؟ أو هل وأنت مديرا لمستشفي الخرطوم تدخلت لصالح تلك الشركات ؟ أو هل تمتلك موءسسة علاجية خاصة ؟؟
وأنتم مقبلون علي أستكمال برنامج توطين العلاج بالداخل أن كانت له جدوي لمصلحة المواطن ، فالشفافية مطلوبة في أبراء ذمة كل الشركات المتقدمة بالعطاءت ، مع توضيح أسمائها بالكامل ومن يمتلكها ، وطرح العطاءات بكل شفافية وصدق، مع مراجعة العطاءآت السابقة ومدي مطابقة ما أستورد من معدات وأجهزة للمواصفات العالمية ومدي حوجة المستشفيات لها ، ودرجة كفاءتها اليوم وهي طريحة المخازن .
الكوادر الطبية والكفاءات المقتدرة تم أهمالها عن قصد وتهميشها ، وأحالة معظمها للصالح العام ، بل صار الوطن والمستشفيات طاردة للكفاءات ، ولهذا فلابد من مراجعة الأسباب والعمل علي حلها وفق رؤيا علمية بحتة هدفها الوطن والمواطن والرقي وتقدم الخدمات الطبية ، بل أن وزارة الصحة وهي المخدم الأول للكوادر الطبية يجب أن يكون لها وجهة نظر في التعليم الطبي الجامعي وما بعد الجامعة.
لن نتحدث عن الكوادر الطبية وكيفية توزيعها علي حوالي أكثر من 350مستشفي ، في حدود المليون ميل ، لأنها مأساة حقيقية ، يجب دراستها فورا ووضع أنجع السبل لحلها ، ولكن ليس بأصدار كشوفات التنقلات فقط.
أن الأطلاع علي قوانين الصحة العامة وقانون الصيدلة والسموم وقانون المجلس الطبي وقوانين أدارات المستشفيات وغيرها من قوانين ، أخذت قوتها منذ عقود خلت ، وقد كانت تحكم الخدمة المدنية في وزارة الصحة بجميع أركانها ، ولكن سيطرة أهل الولاء بما فيهم أنت، علما بأن خبرتك هي الأغتراب ، ضربت بتلك القوانين عرض الحائط، فهلا أعدت تلك القوانين مع تفعيلها ، وهي قوانين تحفظ للوطن والمواطن وقبيلة الأطباء كامل الحقوق؟
وزارة الصحة اليوم ليس لها خارطة طريق لكيفية تقديم خدمات طبية متكاملة وقاية وعلاجا ولكن أعتقد أنها تشتغل برزق اليوم باليوم ، ولهذا أن مشاركة قبيلة الأطباء من أهل الخبرة والكفاءة والمقدرة هو الأساس لتقدم وتطور الخدمات الطبية ، وستعود لها عافيتها وصحتها ، ,لكن أن أقفلت بابكم دون قبيلة الأطباء
، وصارت القرارات فوقية ، فأن مصيركم سيكون مثل سلفكم دون أن يذرف أهل العلم والخبرة دمعة واحدة ، بل سيتم تشييعكم ألي مزبلة التاريخ أن أهملت أو قصرت في حق الوطن والمواطن وقبيلة الأطباء .
نعم ربما كان هذا حديث قسوة ، ولكن أسمع كلام الببكيك اليوم قبل الغد ، فغدا لن ينفع التحسر والندم ، والشعب ذاكرته ليست كذاكرة الخرتيت ، وقبيلة الأطباء ذاخرة بالعلم والوطنية والتجرد والمعرفة والخبرة ،
ألا هل بلغت ، أللهم فأشهد
ملحوظة:
تم نشر هذا المقال في الصحف بعد أن تم تعيين د.كمال عبد القادر وكيلا لوزارة الصحة، وجلست معه لأكثر من 4 ساعلت لحظتها لإثبت بالدليل وجهة نظري وما جاء في مقالي، ولكن الصورة القاتمة والرمادية لوزارة الصحة والوضع اليوم فيها يجعلنا نستدعي الإرشيف من أجل الذكري ، بل يحق لنا أن نسأل من يدير وزارة الصحة ؟ ثم نختم فنقول للسيد د.كمال وكيل الوزارة:
إن المناصب لاتدوم ، بل تدوم السيرة العطرة والذكري الحسنة ، وتداول كراسي السلطة هو سنة من سنن الله في كونه، ولهذا فقد كان حريا بدكتور كمال أن يترك سيرة عطرة وذكري حسنة وسط زملاء الرسالة، وهو يري بأم عينيه ما وصلت إليه تداعيات إضراب الأطباء، ونقول : إن كان هو من يدير أمر الصحة ، وأنه يعجبه ما يحصل الآن ، فعليه أن يعلن ذلك علي الملأ وعندها سيعرف زملاء الرسالة موقفهم منه، وإن كانت إدارة وزارة الصحة تتم من خارج حوش وزارة الصحة فعليه أن يستقيل فورا وليس عبر القنوات الرسمية ولكن وهو كاتب صحفي مرموق وكما وعد في ذلك اللقاء فإن صفحات الصحف أولي بإستقالته ليترك تخليدا عطرا لإسمه عبر كلامات، فهلا فعل في كلا الحالتين،
يديكم دوام الصحة والعافية
sayed gannat [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.