أبولولو.. أعوذ بالله    حي العرب ربك يغادر الى الدويم    روح معنوية عالية في المران الختامي للفريق قبل مواجهة الأهلي ود الحداد في الدوري التأهيلي    الرميلة تتعادل امام الشعبية وتنازل المنتخب الرديف    منى أبو زيد تكتب: قراءة في مواقف وفرص المفاوضات في السودان    الصليب الأحمر بعد حادثة السودان:"نشعر بالذعر"    الإمارات دولة محتضنة وراعية وداعمة للإرهاب...الفاشر لن تكون المحطة الأخيرة من الإنتهاكات    جثث النساء تناثرت في الطرقات...أكثر من مليون نازح (ناجي) من الفاشر نحو المجهول    لدينا بدائل نتمنى ألا نضطر لاستخدامها في السودان..رسائل تحذيرية لمستشار ترامب    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    السلطات الصحية في الخرطوم تزفّ خبر حزين    حسين خوجلي يكتب: الفاشر والسياب جدلية الجسد والوطن    شاهد بالفيديو.. اعتدى عليه أثناء تصوير مقطع بالفاشر.. الناشط بالدعم السريع "شيخ بدران" يهرب ويجري من "جمل" غاضب والجمهور ينفجر بالضحكات: (تخاف من جمل طيب لو جاتك مسيرة تعمل شنو؟)    شاهد بالصورة والفيديو.. من داخل الطائرة.. "بقال" يغادر تشاد في طريقه إلى تركيا ويؤكد اقتراب عودته للخرطوم وبورتسودان    "جاء الوقت الذي أضع فيه عائلتي في المقام الأول".. فنانة سودانية معروفة تفاجئ جمهورها وتعلن إعتزالها الفن وتقرر الهجرة لفرنسا بصورة نهائية    الخارجية تبلغ مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي ومديرة قسم العمليات بالسودان بانهما غير مرغوب فيهما    محمود الخطيب يكشف أسباب أداء الأهلي في كأس العالم للأندية ويؤكد: "ريبيرو مرحلة وانتهت"    إليسا تحتفل بعيد ميلادها في لبنان بحضور نجوم الفن    نقل 218 جثمان من مواقع متفرقة بقشلاق الشرطة بمنطقة ابو سعد جنوبي امدرمان وإعادة دفنها وفقاً للإجراءات القانونية    4.5 مليون فرنك مكافأة لكل نادٍ رواندي بسبب مشاركة الأندية السودانية في الدوري    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    القوات المسلحة تحث المجتمع الدولي ووسائل الإعلام على توثيق جرائم مليشيا آل دقلو في الفاشر    وزير الداخلية يشيد بقوات مكافحة التهريب بقوات الجمارك لضبطها عدد 586 كيلو جرام من مخدر الأيس    مسؤول أممي: التدّخل في شؤون السودان يقوّض آفاق السلام    انقلب السحر على الساحر.. لامين جمال يعيش كابوسا في البرنابيو    تفاصيل استشهاد المراسل الحربي آسيا الخليفة.. لجأت لمبنى مفوضية العون الإنساني بعد أن اشتد بهم الخناق والمليشيا طالبت بتسليمها لكن زملائها رفضوا ودافعوا عن شرفها حتى استشهدوا جميعا    الدوري الممتاز 7 يناير بدون استثناء    سيطرة عربية.. الفرق المتأهلة إلى مجموعات دوري أبطال إفريقيا    ترامب: أحب إيقاف الحروب    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تربط جميع مكاتبها داخل السودان بشبكة الألياف الضوئية لتسهيل إستخراج الفيش    تطوّرات بشأن"مدينة الإنتاج الحيواني" في السودان    ستيلا قايتانو.. تجربة قصصية تعيد تركيب الحرب في السودان    الديوان الملكي: وفاة الأميرة نوف بنت سعود بن عبدالعزيز    أمين تجار محاصيل القضارف : طالبنا الدولة بضرورة التدخل لمعالجة "كساد" الذرة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    والي النيل الأبيض يدشن كهرباء مشروع الفاشوشية الزراعي بمحلية قلي    شاهد بالفيديو.. الفنانة عشة الجبل توجه رسالة للفنانين والفنانات وتصفهم بالمنافقين والمنافقات: (كلام سيادتو ياسر العطا صاح وما قصده حاجة.. نانسي عجاج كاهنة كبيرة والبسمع لفدوى الأبنوسية تاني ما يسمع فنان)    متى تسمح لطفلك بالحصول على جهاز ذكي؟ خبير أميركي يجيب    السودان يعلن عن اتّفاق مع روسيا    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    علي الخضر يكتب: نظرة الى اتفاق الصخيرات .. لماذا تسعى الإمارات لتخريب مبادرة الرباعية ؟    معلومات مهمّة لمسؤول سكك حديد السودان    ترامب: نهاية حماس ستكون وحشية إن لم تفعل الصواب    إيران تلغي "اتفاق القاهرة" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    بدء عمليات حصاد السمسم بالقضارف وسط تفاؤل كبير من المزارعين    ترامب يتوعد: سنقضي على حماس إن انتهكت اتفاق غزة    القضارف.. توجيه رئاسي بفك صادر الذرة    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط عدد( 74) جوال نحاس بعطبرة وتوقف المتورطين    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    هكذا جرت أكاذيب رئيس الوزراء!    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أضراب الأطباء .... بقلم: د. سيد عبد القادر قنات
نشر في سودانيل يوم 26 - 06 - 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
المريض السوداني ليس له خيار في إختيار مكان العلاج ، وهكذا كُتِبت عليه ولزم التنفيذ ، وهؤلاء هم أغلبية الشعب السوداني وتصل نسبتهم إلي حوالي 95% ، لأن هذه هي نسبة الفقر بين المواطنين، هكذا حالهم ، فماذا يفعلون؟ هكذا حالهم والأطباء مضربون؟ هكذا حالهم والمسئول لا يحس بمعاناتهم ومرضهم وآلامهم.
الدكاترة ولادة الهما صارت من الماضي البعيد وذلك بفضل سياسة الدولة ممثلة في وزارة الصحة القومية والتي يُناط بها تقديم خدمات طبية متكاملة لكل الشعب السوداني زمانا ومكانا ومجانا كما وكيفا ، فهذا ما ورثته من أُناس سبقوهم في قيادة وزارة الصحة وإستلموها منهم والخدمات الطبية السودانية مضرب المثل في العالمين العربي والأفريقي ، ولكن شاء لها أهل السلطة وهم يجلسون علي كراسي إدارتها غير ذلك.
تدهورت الخدمات الصحية لدرجة مُخيفة من حيث الكم والكيف، نعم أكثر من 30 كلية طب تنتشر في ربوع الوطن ويتخرج سنويا أكثر من 3000 ألف طبيب ، ولكن هل واكب ذلك تطورا في نوع الخدمة التي تُقدم للمريض السوداني؟ كلا وألف كلا ، إنتشرت الموءسسات العلاجية الخاصة ، بل دخلت الدولة كمستثمر في صحة الإنسان المواطن المغلوب علي أمره وهو في أسوأ حالاته – المرض -، فخلقت جسما موازيا للمستشفيات الخاصة والعامة وأسمته الأجنحة الخاصة مستغلة إمكانيات الدولة ( والأمثلة كثيرة مابين الأجنحة الخاصة في كل المستشفيات العامة ، وما بين تأجير أقسام كاملة صرف عليها الشعب السوداني دم قلبه حتي صارت صرحا يشار له بالبنان بل كان يخدم المواطن السوداني إلي وقت قريب ، ومثالا لذلك الجنوبية بالخرطوم والبقعة بامدرمان!! ألم يكن من الممكن أن تتحمل إدارتها ، إدارات تلك المستشفيات لصالح الشعب السوداني؟؟ مستشفي البقعة والذي تم تأهيله بمليارات الجنيهات ما بين المعدات والمباني تم تأجيره، ألم يكن ممكنا إدارته بواسطة أطباء مستشفي أمدرمان؟ ألم يكن ممكنا أن تشكل له مجلس إدارة منفصل لإدارته؟ ألم يكن ممكنا إدارته بواسطة مجلس الجراحة أو إتحاد أطباء السودان؟؟؟ مالكم كيف تقررون؟؟؟أم أن عقلية الخصخصة والإستثمار حتي في صحة المريض هي شغلكم الشاغل؟؟؟ ) ، تلك الدولة التي كان من المفترض أن توفر كل الخدمات الطبية للمريض مجانا ، ولكنها عقلية التجار والإستثمار في كل شيء حتي في صحة المواطن المريض والذي لولاه لما وصل ذلك المسئول لهذا الكرسي ، نقول المسئول ونعني كل قيادات وزارة الصحة الحالية ولجنة الصحة بالمجلس الوطني وقيادة وزارة المالية والعمل وكل من له علاقة بالخدمات الصحية بطريق مباشر أوغيره. كانت الدراسة مجانا والداخليات ربما كانت خمسة نجوم مجانا والإبتعاث للتخصص والدرجات العليا مجانا ، ومع ذلك يتنكر المسئول لإهله ووطنه وبني جلدته ، بل يناصبهم العداء ويضع المتاريس أمام الحلول لما إستعصي من مشاكل ،هو المسئول الأول منها ، بل هو سبب خلقها وتفاقمها وتعقيدها مكابرة ليس إلا.
إضراب الأطباء لم يأت من فراغ ، بل كان بعد مذكرات ومذكرات وإستعجالات من أجل الجلوس والتفاوض لحل هذه المعضلة رأفة بالمواطن المريض ، ولكن عقلية الموءامرة وأن هذه المذكرة سياسية وخلفها فلان وفلتكان وأحزاب والفوبيا من وحدة وتجمع الأطباء وتزمرهم ، قاد إلي مانحن فيه من وضع لا تحسد عليه الخدمات الطبية في وطن يئن أصلا تحت تدهورها.
قيادة وزارة الصحة:
((( كل من يعرف الدكتور كمال عبد القادر عن قرب يعرف حجم التضحية التى قدمها بقدومه السودان وكذلك يعرف فضله الاطباء المبعوثين لللدراسة بانجلترا اما من كان اقرب منهم فيعرف ما ضحى به الرجل بقبوله الوظيفة العامة فهو ليس طبيبا عاديا انما بروفسير فى واحد من التحصصات النادرة وكل العارفين بالحقل الطبى يعرفون ذلك .
كذلك من يعرف الرجل يعرف انحيازه لقطاع العاملين ووقوفه مع الطبقات الاجتماعية الضعيفة وقد برز ذلك من خلال مسيرة اكثر من عشرين عاما قضاها الدكتور كمال فى حقل الكتابة الصحفية وقد كنت شاهدا على حالة والله شاهدا عليها وهو خير الشاهدين عندما هم الدكتور كمال بترك العمل فى احد المراكز العلاجية الخاصة اذا لم ترفع هذه المؤسسة مرتبات العاملين الذين اكتشف الدكتور كمال قدرا ضعفها وما كان من ادارة المركز العلاجى الا الاستجابة لرفع اجور العاملين لحوجتها له .))) هذه الفقرة نقلا عن سودانايل لكاتبها المهندس مصطفي مكي العوض
نُصدّق ماقلت باشمهندس وديدن د.كمال في الموءسسة العلاجية الخاصة وزيادة المرتبات للعاملين ، ولكن الآن هو مسئول عن صحة أمة بحالها أربعين مليون مواطن سوداني و40 ألف طبيب وحوالي 400 مستشفي عام وأكثر من 30 كلية طب ،
ربما كان بدءاً أن تصريحات وزارة الصحة والتي أدلي بها الأخ د.كمال عبد القادر وكيل الصحة، تصب في صالح حل قضية الأطباء ، بل بياناتهم إعتبرها الجميع إنحيازا للقضية والمباديء والقيم وذلك من أجل إنصاف الأطباء والمهنة والمريض وبقية الكوادر ، ولكن لم يمر وقت وجيز حتي إنقلب السحر علي الساحر وصارت تصريحات قيادة وزارة الصحة تصب في تجريم الأطباء ولجنتهم وأن هذا الإضراب سياسي وأن الأحزاب تدفع بالأطباء وصولا لزعزعة النظام ، ولكن الحقيقة المرة والتي يعلمها قادة وزارة الصحة أن الأطباء وإضرابهم هذا مطلبي فقط وينطلقون من قيم ومباديء الرسالة الإنسانية تجاه المرضي ، ولكن في نفس الوقت فإن حقوقهم قد تم إهدارها وظلمهم كان لايحتاج لدليل ، بل إن السيد الوكيل قد صرح بأن مرتب العاملة بالمنزل ربما يساوي مرتب طبيب الإمتياز وأن الأطباء لهم الحق في الإضراب ، بل جلس وتفاوض مع لجنة النواب ومن ثم تم التوقيع علي الإتفاق في فبراير 2010، وهذا يعتبر ضمنيا إعترافا صريحا من قبل وزارة الصحة بحقوق الأطباء و بلجنة النواب، ولوزارة الصحة الحق في التفاوض والإتفاق مع منسوبيها لمصلحة العمل.
تسارعت الخطي بعد ذلك تصعيدا من قبل الإخوة الأطباء وكان السبب الرئيسي في ذلك هو نقض المواثيق بواسطة الصحة وتتحمل كل تبعات ذلك بما في ذلك أي مضاعفات لأي مريض في السودان.
بل وصل التصعيد حدا كاد أن يفلت فيه العيار ببيانات من قبل إدارة الطب العلاجي والتي نعتقد أنها المسئول الأول عن هذا التصعيد ، بل نقولها بكل صراحة وشفافية كيف لمن غاب عشرات السنون عن الوطن ودهاليز المستشفيات ووزارة الصحة وعن بابنوسة والفاشر والرنك والقضارف ورهيد البردي، بل كيف لمن لايعرف عن المتحركات ربما حتي إسمها ، أن يصيرفجأة بين ليلة وأخري مسئولا أولا عن إدارة الطب العلاجي في السودان، الوطن القارة ؟ هل الولاء يكفي؟ كلا وألف كلا إنه إختيار لم يصادف أهله بل نعتبره المسئول الأول عن تدهور العلاقة بين الصحة والأطباء، وما يدلي به من تصريحات كلها كانت تصب الزيت علي النار.
نقابة المهن الصحية:
نعم هي نقابة منشأ لم يشارك معظم الأطباء في إختيارها لقناعتهم بأنها جزء لا يتجزأ من السلطة والغرض منها هو تذويب الأطباء عبر مكونات كوادر الموءسسات العلاجية بوزارة الصحة علي الرغم من إختلاف إهتماماتهم ومطالبهم ، ومع ذلك كانت هي قانونا المسئول عن كل القضايا المطلبية والخاصة بالأطباء ، وتجاوزها الأطباء مباشرة للسيد رئيس الجمهورية بمذكرتهم تلك ، وتفاوض معهم السيد وكيل الصحة، وهذا التحرك جعل نقابة المهن الصحية أيضا تصدر بيانات الشجب والإدانة والإستنكار وتطالب بأن تكون هي من يفاوض نيابة عن الأطباء ، ولكن نهاية المطاف فوضت نقابة المهن الصحية إتحاد الأطباء ليتكفل بمعالجة الإضراب ومايترتب عليه.
إتحاد أطباء السودان:
هذا الإتحاد قانونا ليس له أدني علاقة مع القضايا المطلبية للأطباء ، وهذه إرادة المشرعون من ذلك القانون لأنهم كانوا يعتبرون أن نقابة الأطباء هي البعبع الذي تتكسر أمامه كل متاريس الحكومات ، وأن دور نقابة اطباء السودان علي مر التاريخ إضافة إلي مطلبيتها النقابية فقد كانت دوما جزء لا يتجزأ من هموم المواطن والوطن وكل النقابات السابقة جاءت عن طريق إنتخابات حرة نزيهة وشفافة وضمت عضويتها كل ألوان الطيف السياسي ، وهم داخل دار النقابة يتدثرون بالبالطو الأبيض بياض قلوبهم الصافية صفاء اللبن من أجل الأطباء وقضايا المهنة والطب والصحة والمواطن، ومهما قيل من حديث عن إتحاد الأطباء ، فإنه يحق للأطباء أن يطالبوا بتكوين نقابة أطباء تكون مسئولة عن قضاياهم المطلبية وهذا لن يتأتي إلا بالعمل من أجل تغيير قانون نقابة المنشأ، وعندها يحق للطبيب أن ينضوي في أي مكان شاء.
الجمعية الطبية السودانية:
هي الذراع الأكاديمي لإتحاد أطباء السودان وجاءت كل لجانها عبر إنتخابات حرة مباشرة ، ولها القدح المعلي في الخروج من عنق زجاجة الإضراب وصولا إلي ما نحن فيه اليوم من إفراج عن جميع الأطباء المعتقلين ، ورفع الإضراب في كل مستشفيات السودان ، ويتطلع الجميع إلي أن يتم تنفيذ جميع ما أتفق عليه وبأسرع فرصة ، وهذا يعكس مدي الصدقية والوفاء بالعهود والمواثيق من قبل وزارة الصحة تجاه الأطباء,
لابد في هذه العجالة أن نشيد بكل الإخوة في الجمعية الطبية السودانية وإن سمحتم لنا أن نذكر أخونا د.عمار الطاهر عميد كلية طب الخرطوم وبصماته وتحركاته الماكوكية ليل نها ر ومعه لفيف من الأخوات والإخوة ،د.أنوار الكردفاني ، د.رزق ، د. عبد المنعم ، د.أبوبكر ، لواء طبيب كبلو ، بروف كبلو، وحادي الركب د.عبد الله عبد الكريم جبريل(والذي حفيت أقدامه ما بين مدني والخرطوم ويوميا طيلة فترة الإضراب) ، د.الطيب العبيد بدر ، د.إلهام فنح العليم ، د.والي الدين، بروف محمد أحمد(أطفال) بروف مامون محمد حسين، د.أحمد عبد الله الشيخ وغيرهم كثر، وكذلك أخواتنا وإخوتنا عضوية لجنة أطباء السودان ، فرجاحة عقلهم ونفاذ بصيرتهم وصبرهم علي كل ما يقال لهم من أساتذتهم جعل المستحيل ممكنا وسهلا ، بل صقلتهم هذه المحنة لمقبل الأيام ، فهنئيا لقبيلة الأطباء بهم وهنيئا لقبيلة الأطباء بدكتور عمار وعبد الله عبد الكريم جبريل(نرجوالمعذرة لعدم تمكنا من ذكر الجميع) .
والآن قد وضعت المحنة أوزارها، فعلي الأطباء شد المآزر من أجل الإنتاج في مجال واحد ، الطب والتطبيب إخلاصا وتفاني من أجل المواطن المريض السوداني والذي وقف معنا في تلك الأيام العصيبة ، ولو لا وقفته مدافعا منافحا عن قضية عادلة وهو يعاني من الألم والحمي والإصابة ولكنه آثر الوقوف مع العدل والحق نصرة للأطباء وهم مظلومون قولا وفعلا.
نعم تحسين أوضاع المستشفيات هو مسئوليتنا بالدرجة الأولي ، وعليه فلابد من المشاركة في وضع الخطط والبرامح من أجل تهيئة وبيئة ومناخ العمل داخلها، وكذلك الإرتقاء بالخدمات الطبية كما ونوعا وعلي مستوي الوطن القارة وليس العاصمة فقط، علينا أن نناصح المسئول مهما علت درجته فكلنا مسئولون أمام الله عن مستوي ما يقدم من خدمات علاجية بجميع أفرعها وتخصصاتها ، فنحن اليوم كلنا جميعا في مركب واحدة ، ومع ذلك فإن حقوقنا لن نتنازل عنها ولو كانت مساويكا.
ما قبل الخاتمة:
تشكلت لجان كثر من أجل الوصول لحل عادل لقضية الأطباء ، وكل من كان في لجنة كان هدفهم هو وحدة الصف وإزاحة كابوس الإضراب وتداعياته والحفاظ علي حقوق الأطباء والمرضي والوطن ، لجنة بروف عندور رئيس إتحاد العمال وإتحاد الأطباء ، لجنة الأستاذ محجوب محمد صالح وآخرين، أثمرت هذه في رفع الإضراب في 31/3/2010 ، ولكن نقض المواثيق والعهود قاد إلي الإضراب الأخير والذي إستمر لحوالي 22 يوما عصيبة علي كل الشعب السوداني بدءأ بقبيلة الأطباء والمرضي.
خاتمة:
إن إدارة دولاب العمل في وزارة الصحة وموءسساتها العلاجية والتدريبية والتثقيفية علي إمتداد الوطن يجب أن تخضع لإعادة نظر من أجل خلق بيئة ومناخ عمل يقود نحو التحديث والنهوض بالخدمات الصحية في كل ربوع الوطن، بدءأ بمداخل التعليم الطبي ووصولا إلي مخارجه وفق خارطة خدمات صحية وتعليم طبي وحوجة كمية ونوعية وديموقرافية ، فالسودان ليس الخرطوم، وهذا يقودنا إلي أن تتوزع الخدمات بالتساوي علي كل ربوع الوطن،وعليه فإن إختيارالشخص المناسب للمكان المناسب هو مربط الفرس ، ونتساءل هل أهل الولاء هم دائما الأقدر علي إدارة دفة ودولاب العمل؟؟ نقول كلا وألفلا كلا، والدليل أزمة الإضراب وتداعياته ، فلوكانت قيادة وزارة الصحة لها من الحنكة والدراية والخبرة لما وصل الحال إلي ما نحن فيه من إجترار لمآسي تلك الأيام العصيبة، وعليه فإن تسونامي لهز وزارة الصحة من أجل الوطن والمواطن هو من أوجب ضروريات المرحلة الحالية وحواء الصحة السودانية ولود بالكفاءات والخبرات والتجرد ونكران الذات ، ونقول المابعرف ما تديهو الكاس يغرف ، يغرف يكسر الكاس ويحير الناس،
كلمة قبل الأخيرة:
تشكر د.الفاتح محمد سعيد رئيس لجنة الصحة بالمجلس الوطني علي سعيكم لحل مشكلة الأطباء، ولكن وهذه أول مشكلة صغيرة جدا تواجهك بعد أداء القسم، وأنت المسئول عنها أمام الشعب ومجلسه الوطني ، ليس العيب في الفشل ولكن العيب في ما سقته من أعذار ( أن إضراب الأطباء إضراب سياسي ، وغيره من تصريحات)، نقول لك وأنت علي رأس العمل في هذه اللجنة ماهو عملكم إن فشلتم في ما نجح فيه غيركم؟؟؟ ماذا تقول لعضوية المجلس الوطني وللشعب السوداني والذي دفع لك دم قلبه وأنت تتخطي مراحل التعليم حتي وصلت إلي هذه الدرجة طبيبا خريج الخرطوم و ممثلا ونائبا له في البرلمان ؟؟ طيب من الأساس الدخلك في الموضوع شنو؟؟ هل قمت بدراسة الملف أولا قبل أن تلج فيه؟ هل جمعت المعلومات من كل الأطراف؟ هل قام المجلس الوطني بتكليفك بهذا الملف؟ ماذا تقول له عندما تسأل؟ زملائك يتساءولون هل هذا هو د. الفاتح زميلنا في طب الخرطوم؟ ونقول لك إن المناصب لا تدوم.
كلمة أخيرة :
حنكة ودراية ووطنية وتجرد السيد وزير الصحة الحالي والسيد وزير الدولة بالصحة وإحساسهم بمسئوليتهم تجاه المواطن السوداني وهو مريض ، وكذلك مسئوليتهم تجاه الكوادر الطبية وعلي رأسها الطبيب ورغبتهما الأكيدة من أجل طي صفحات الماضي وما تحمله من مآسي ، والرغبة في فتح صفحة ناصعة البياض مع الأطباء ، كانت هي صمام الأمان للخروج من عنق الزجاجة، ساعدهم علي ذلك تجرد ووطنية لجنة الأطباء ومن خلفهم أساتذتهم الأجلاء،
وتكللت المساعي بالنجاح من أجل السودان،
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
وهكذا أثبت الأطباء أنهم علي قدر المسئولية،
يديكم دوام الصحة والعافية
sayed gannat [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.