بسم الله الرحمن الرحيم طالعتنا صحيفة الأيام أمس بتصريح للسيد وزير الصحة الإتحادي عبد الله تيه ( إن وزارته ملتزمه بالإيفاء بحقوق العاملين في الحقل الصحي عبرتنفيذ كل الإتفاقيات التي وقعتها الوزارة مع لجنة إضراب الأطباء قبل تعيينه وزيرا ، وشدد علي ضرورة تنفيذ قرارات السيد رئيس الجمهورية حول دفع إستحقاقات الأطباء ونواب الإختصاصيين التي إعتبرها ملزمة لوزارته، وأضاف تيه ل (الأيام) سيظل علي إتصال بالأطباء لحل قضيتهم مشيرا إلي تخلي وزارة الصحة عن تطبيق العقوبات ضدهم، وشكر الأطباء لإستجابتهم للحوار وإبداء حسن النوايا برفع الإضراب قبل إطلاق سراح الأطباء المعتقلين، كما أكد علي أن مجموعة من كبار الإختصاصيين يتابعون تنفيذ كل الإتفاقات مع الوزارة وقرارات السيد رئيس الجمهورية وأضاف سنتابع تحسين شروط خدمة الأطباء في إطار الخطط المستقبلية للوزارة) إنتهي تصريح السيد الوزير أولا من لم يشكر الناس لن يشكر الله ، ومن هنا نتقدم لكم بأسمي آيات الشكر والتقدير لشخصكم وللسيد وزير الدولة بالصحة الإتحادية ، مثمنين دوركم الوطني من أجل وضع حد لمعاناة المواطن والطبيب والوزارة، نعم تضرر الجميع من هذا الإضراب ، ولكن حنكة ودراية ومسئولية قيادة وزارة الصحة الحالية ، قد مهدت الطريق وجعلته سالكا من أجل رفع الإضراب ومباشرة الأطباء لواجبهم تجاه مرضاهم. كان هنالك دور محوري لإخوتنا الإختصاصيين في الجمعية الطبية السودانية والأخ بروف كبلو رئيس إتحاد أطباء السودان وكذلك دور مقدر وجهود جبارة للإخوة أعضاء لجنة الأطباء وتفهمهم للمستجدات علي ساحة وزارة الصحة بوصول قيادة جديدة أبدت حسن النية وإلتزمت بالحلول من أجل كرامة الطبيب والمهنة والمواطن والوطن. نعم تم رفع الإضراب فجر الخميس حوالي الساعة الثانية صباحا وباشر الإخوة الأطباء والطبيبات واجبهم ملتزمين بقرار لجنتهم ، وردا للجميل وحسن النية فقد تم إطلاق سراح الإخوة الأطباء المعتقلون فجر الجمعة ، وألتأم شملهم مع أسرهم بعد غياب دام أكثر من 20 يوما. نعم تم تنفيذ الجزء الأول من الإتفاق وعادت الساقية لدورانها في كل ربوع المستشفيات السودانية من أجل إزالة الألم عن المريض وصولا للشفاء بإذن الله. ولكن!! ظهرت في الأفق بوادر أزمة جديدة نتمني أن تحتويها قيادة وزارة الصحة بالحنكة والمسئولية الوطنية والسرعة المطلوبة ، فإن كان السيد وزير الصحة الإتحادي قد صرح بأن الوزارة قد تخلت عن تطبيق العقوبات ضدهم ، ولكن لا ندري إن كان هنالك إدارات مستشفيات لا يروق لها ولا يعجبها هذا الإتفاق والذي يصب أولا وأخيرا لمصلحة وزارة الصحة وهي مناط بها مسئولية جسيمة تجاه صحة الإنسان، وعليه فهل يعقل أن تستصدر إدارة الطب العلاجي الإتحادي فورمات تلزم الأطباء بالتوقيع عليها ومن ثم مزاولة العمل؟ أي عقلية هذه التي تخالف قرارات قيادة وزارة الصحة؟ هل هذا الإتفاق لا يصب في مصلحتهم الشخصية؟ أم ماذا يودون؟ أثارة الفتنة مرة أخري بين الأطباء وقيادة وزارة الصحة الجديدة لتعود الإضرابات إلي مسلسل ألف ليلة وليلة؟ أليس هم أطباء يجلسون علي كراسي إدارة الطب العلاجي ومناط بهم تنفيذ قرارات قيادة وزارة الصحة ممثلة في السيد الوزير ووزير الدولة والتي جاءت عبر جلسات ومفاوضات مكوكية كان للإخوة قادة الجمعية الطبية السودانية ورئيس إتحاد الأطباء ورئيس نقابة أطباء ولاية الجزيرة لهم القدح المعلي مشاركة مع الإخوة لجنة إضراب الأطباء حتي تكللت مشاوراتهم برفع الإضراب وإطلاق سراح المعتقلين ؟؟.أم نقول الحسانية في شنو وإدارة الطب العلاجي في شنو؟ ألا يواكبون ما يجري علي الساحة؟ ألا يتفاعلون معه؟ أم هم من طينة غير؟ هل أثر عليهم الإغتراب والغربة؟ أم نقول المابعرف ما تديهو الكاس يغرف ، يغرف يكسر الكاس ويحير الناس !! نحن لا نشكك في وطنية وإخلاص إدارة الطب العلاجي ولا نشكك في قانونية تنفيذ بنود لوائح الخدمة المدنية ، ولكن هذا الإتفاق جاء بعيدا عن كل قانون ولائحة (فبم رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك) (إذهبا إلي فرعون إنه طغي فقولا له قولا لينا) (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) صدق الله العظيم، وفوق ذلك فإن للقانون روح ونص، فلماذا تتمسك إدارة الطب العلاجي بالنص وهو يقود إلي عواقب وخيمة ، أين روح القانون؟ بل لنسأل مباشرة ،والإضراب إستمر لحوالي 3 أسابيع ، وكل تلك الفترة فشلت إدارة الطب العلاجي في خلق آلية لإدارة الأزمة بحنكة ودراية ومسئولية ، بل كانت هي السبب المباشر في وصولها لدرجة من التعقيد ، وذلك لعدم تنفيذ ما أتفق عليه بالصورة والسرعة المطلوبة منذ أول إتفاق في 10/2/2010 ، مما قاد إلي فقدان الثقة بين الأطباء وقيادة وزارة الصحة ممثلة في الطب العلاجي و بعض إدارات المستشفيات بل أضحت تصريحات إدارة الطب العلاجي كأنها صب الزيت علي النار ، ففاقمت من مشكلة كانت أسهل علي الحل في لحظات وجيزة لو خلصت النوايا وصفت القلوب وتعامل معها المسئول بما تمليه عليه مسئوليته تجاه المريض والوطن والطبيب والمهنة. نعم السيد وزير الصحة الإتحادي الأستاذ عبد الله تيه ، ووزير الدولة بالصحة د.حسب الرسول وإنطلاقا من مسئوليتهم وتفهمهم وإيمانهم بأن هنالك مشكلة للأطباء يجب حلها، قد مهد الطريق وجعله سالكا معبدا وقد سلكته الجمعية الطبية وإتحاد الأطباء ولجنة الأطباء ووصلوا إلي مشارف نهاية الطريق ، ولكن التصريحات من قبل إدارة الطب العلاجي وضعت كثيرا من المتاريس و السدود ، (مجالس محاسبة، نقل ، تحويل من نائب إختصاصي إلي طبيب عمومي والنقل للأقاليم والغرامات وغيرها)، ثم تصريحات أخري وأخري وأخري، تصريحات نعتقد أنها تدين من أصدرها أولا وتدعو لمحاسبته بما إقترفه في حق هذا الوطن ، ولكن نهاية المطاف فشلت إدارة الطب العلاجي في إدارة الأزمة بالطريقة التي تقود للحلول، بل تفاقمت بصورة كادت أن تعصف بالخدمات الطبية في السودان وذلك لعدم خبرة ودراية وتجربة إدارة الطب العلاجي بسبب بعدها عن الوطن ووزارة الصحة والمستشفيات لعشرات السنون، فخبرتها خارج السودان ليست جوزا لإدارة الصحة وذلك لإختلاف بيئة و طبيعة العمل والسلوك الإجتماعي السوداني، ولو لم تأت قيادة جديدة لوزارة الصحة ، لتم قفل أبواب معظم المستشفيات وتم تسليم مفاتيحها لهم ، ولكن ذلك الطريق الممهد قد أكملت مشواره قيادة وزارة الصحة الجديدة واضعة يدها في يد الجمعية الطبية وإتحاد الأطباء ولجنة الأطباء فوصلوا إلي بر الأمان . نهمس في إدارة الطب العلاجي وإدارات بعض المستشفيات ونقول: هل تدركون أن المناصب لا تدوم؟ فقط أتركوا السيرة العطرة من أجل رسالة الطبيب والوطن والمريض، إن فشلتم في تحمل المسئولية فليس عيبا تقديم الإستقالة اليوم ، فتقديم الإستقالة أهون مليون مرة من الإقالة ، ولو ذهبتم غير مأسوف عليكم فحواء السودانية ولود للوطنيين الشرفاء والساحة مليئة بهم نساء ورجالا متجردين لا يخافون إلا الله ولا يخشون في الحق لومة لائم، هذا أو تسونامي يهز وزارة الصحة ويقتلعها من جذورها وعندها إلي من تلجأون؟ إلي بيت العنكبوت!! ياله من هوان يطير يأقل نفخة ويتهدم بأقل ملامسة، بل نقول لقيادة وزارة الصحة الحالية إن الفشل في إدارة الأزمة يستوجب المحاسبة ، فمن جلس علي تلك الكراسي كان يفترض فيه الكياسة ورجاحة العقل وأن يكون مثالا للقائد الذي يرعي شئون جنوده ويهتم بأمرهم ويسمع شكواهم ويسبر أغوارهم( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) . إن الجمعية الطبية السودانية ومن خلفها كل قبيلة الأطباء لا بد أن تشارك مشاركة فعالة في كيفية إدارة أمر الصحة في الوطن ، وأن لايتوقف جهدها عند نهاية هذه الأزمة ، فقيادة الجمعية الطبية هم علماء الوطن في المجال الطبي، ولابد من إستصحاب خبراتهم وتجاربهم وإحصائياتهم في مجال العمل الطبي ، تخطيطا وتعليما وتدريبا وتثقيفا وعلاجا، وفوق ذلك لابد من أن يكون هنالك تواصل أجيال بين عموم الأطباء بمختلف تخصصاتهم وأعمارهم وخلق رابطة أسرية وقاعدة إجتماعية من أجل تذويب تلك الفوارق بين الأطباء وصولا لتكوين أسرة واحدة هدفها المهنة والرسالة الإنسانية والوطن، وهذا لن يتأتي إلا بتبني وزارة الصحة لسياسة جديدة في مجال إدارات المستشفيات بما في ذلك إدارة الطب العلاجي وغيرها من إدارات وزارة الصحة ذات الشأن ، والعمل علي تقريب وجهات النظر وإزالة المرارات بين الأدارات والأطباء، بل لنقولها عالية كيف يمكن أن يكون هنالك مساعد مدير لمستشفي أمضي سنوات ربما أقل من أصابع اليد الواحدة بعد التخرج ؟ بل ربما كان هنالك أطباء وقد وصلوا مرحلة التخصص وهو مازال في مرحلة الأساس ومع ذلك صار مساعدا للمير العام، ثم حالة أخري ، كيف لمن أمضي عشرات السنون خارج الوطن وأتي فجأة لإدارة نعتقد أنها عصية عليه لولاء الولاء حتي ولو بلغ سن التقاعد، بل لنسأل هل هذه الكراسي هي حكر لأهل الولاء فقط؟ أليست حواء السودانية ولود لمن يستطيع أن يتحمل االمسئولية جلوسا علي تلك الكراسي متجردا لخدمة الوطن ؟؟ نختم فنقول، الشكر لقيادة وزارة الصحة متمثلة في السيد الوزير والسيد وزير الدولة ووضعهم لبنة من الثقة وبناء جسورها من خلال علاقة وثيقة ومتينة بين الطبيب وقيادة وزارة الصحة ، علاقة تكاملية تصب في مصلحة الوطن نهاية المطاف عبر البالطو الأبيض، وحتي تكتمل تلك الصورة فإن التغيير اليوم في إدارة الطب العلاجي وإدارات المستشفيات لهو صمام الأمان من أجل مستقبل مشرق لخدمات طبية تعود سيرتها الأولي وماضيها التليد. يديكم دوام الصحة والعافية sayed gannat [[email protected]]