email:[email protected] هل نحن عرب؟ أم زنوج ؟ أم شئ بين ذلك وذلك ؟أم غير ذلك؟ وهل ضللنا الطريق في رحلة البحث عن الهوية ، وهل أفقدنا (الركض) خلف العروبة وترفعنا عن بعضنا وترفع بعضهم عنا هويتنا فأصبحنا بلا إنتماء لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك. في مقال سابق كتبه أحد الإخوان أظنه من العاملين بالسعودية ذكر أنه بينما ما كان ماشيا سقطت (كرة) بعض الشباب من السعوديين فأعادها لهم (بحركة) فنية فأعجبوا بما قام به وشبهوهه باللاعب (فلافيو) وهو لاعب أفريقي (أسود) يلعب بالسعودية، وكان قد تعجب أخينا (كاتب المقال) من هذا التشبيه العجيب ، حيث لم يتم تشبيهه بأي لاعب عربي (ولو أسمر) بالرغم من أن لون أخينا (صاحب المقال) – كما قال - مائل للبياض وأنه في رأيه ليس هنالك مبرر لهذا التشبيه سوى أنه سوداني. وبمناسبة نظرة السعوديين لنا والتي يخفيها البعض ويعلنها آخرون (جدا أو هزلا) أحكي طرفة قد تكون قديمة بالنسبة لمن يعملون بالسعودية لكن نوردها لعلاقها بهذا السياق ، حيث يحكي أن سعوديا سأل سودانيا عن إسمه فقال السوداني (عبيد) ، فقال له السعودي : أدري إنك عبيد، إيش إسمك ؟. لعل من الأسباب التي أدت إلى إثارة مثل هذه التساؤلات التي بدأنا بها هذا المقال الأحداث الأخيرة في لبنان وسبق إعتراضها (الرسمي) على طلب إنضمام السودان للجامعة العربية بعد استقلاله وإستكثارهم عليه أن يطلب أن يكون ضمن المنظومة العربية (مع علاتها) ثم سخرية بعضهم مثل (راغب علامة) من نساء السودان الذي تكفل بالرد عليه كثيرون منهم دكتور البوني الذي كتب ضمن ما كتب أنه إذا (راغب) قد قال أن نساء السودان أقبح نساء العالم فهل يظن ذلك (الراغب) أنه أحد (رجال) العالم؟. وهذا في إعتقادي رد كافي لا يحتاج للزيادة عليه. وكذلك بعض الأحداث المتفرقة في مصر التي إقتلعت حقها في العروبة (بإيدا) وأصبحت (تتأمر) عليها وتستكثرها على الآخرين. ولعل أحداث مباراتهم مع الجزائر التي إقيمت بالسودان والتي إنتهت بهزيمتهم كانت كافية بتعزيز نظرتهم (الفوقية) الينا ، حيث وجدوا في السودان (حيطتهم القصيرة) اسهل صيد للتنفيس عن خيبتهم في ذلك التنافس فكالوا إليه اللوم والشتائم بقدر فاق كل تصور. وقد سبق أن أشرت في مقال سابق لأحداث واحدة من المباريات بين مصر والسودان التي جرت في أواخر السبعينات بمصر ،حيث تداخل المدافع السوداني الشهير حينها (فوزي المرضي) مع مهاجمهم (الشهير كذلك) محمود الخطيب مما أدى لإصابة الأخير وخروجه من الملعب لتلقي الإسعافات ، فكانت تلك الحادثة العادية (في الملاعب) سببا لخروج كل المصريين عن طورهم وقيامهم بكيل السباب والشتائم لكل سوداني ، حضر أم لم يحضر في ملعب تلك المباراة ، بل زادوا بالتهجم على كل سوداني كان بداخل أو حوالى استاد المباراة بالشتم والضرب واللكم والتنكيل، وكان الذين معظم الذين قاموا بذلك من رجال الشرطة والإحتياط المشرفين على تنظيم تلك المباراة ورغما نحن أولا نيل واحد ومصيرنا مشترك. وقد حدث في تعليق محلل تونسي بقناة الجزيرة على أحدى مباريات كاس العالم التي تجري الآن أن شبه اللاعبين الإيطاليين في ضعفهم وسوء أدائهم بقوله ( كأنهم سودانيون وليس إيطاليين)، يعني لم يجد ما يشبه به الغير في الضعف والهوان وقلة الحيلة إلا السودايين. وفي كل مقابل ذلك فقد حق للكثيرين أن يكتبوا منتقدين ما قام به بعض السودانيين من تحريك قافلة بملايين الدولارات لفك الحصار عن غزة فيما فيما لم يحرك أحد ساكنا عندما مات الآلاف بل الملايين في رواندا وتنزانيا وبورندي وأفريقيا الوسطى وتشاد والحبشة وأريتريا ولا حيال النزيف المستمر في الصومال التي يدين معظم أهلها بديننا ويتحدثون اللغة العربية بنفس لهجاتنا ولكناتنا ولا يجدون في أنفسهم سببا للسخرية منا أو التقليل من شأننا بل يحبوننا (في الله) أكثر من حب أي عربي لنا بل أكثر من حبنا لهم ، ولم يتحرك فينا ساكن عندما جاع ومات من هم فينا وحولنا من أهلنا وبني جلدتنا، فهل فقدنا حتى الإحساس ببعضنا البعض، هذه المسائل وغيرها تقتضي منا الحوار الصريح لعلاجها .