email:[email protected] كنت قد تساءلت في مقالي السابق عن هويتنا وميلنا انتمائنا وتساءلت تحديدا عن هل نحن عرب أم زنوج أم بين ذلك وذلك أم غير ذلك كله؟. وتعرضت لبعض الأحداث في مصر ولبنان ودول عربية أخرى تم التعامل فيها مع سودانيين بأقل مما يجب أن يكون مما يدل في مجمله على ترفع بعض العرب عنا واستخفاف بل تندر آخرين بنا، كما تساءلت عن سبب تحرك البعض لتسيير قافلة لفك الحصار عن غزة وقبلها قافلة طبية بنفس الأهداف والمضامين بينما لم يتحرك أحد عندما أحداث أكثر فتكا وإيلاما بدول أفريقية أخرى مجاورة لنا بالرغم من أن مواطني تلك الدول يكنون لنا إحتراما وتقديرا فطريا أكثر بكثير مما يكنه لنا مواطني غزة . وأنا إذ أقدر ما كتبه بعض الإخوة والزملاء وتحديدا قولهم بأننا خليط بين العروبة والزنجية، إلا أنني أكرر نفس تساؤلي السابق : لماذا إذن نميل إلى العرب أكثر من الأفارقة خاصة وأننا نتمتع بالمشاركة بالعضوية مع الأثنين في الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي على التوالي. إن ما أكتبه لا يستصحب بأي حال من الأحوال الدعوة إلى التنصل عن علاقاتنا وروابطنا بالعرب ، بل على العكس أدعو وبالصوت العالي إلى تمتين تلك العلاقات وإعادة تأسيسها على الإحترام والتقدير المتبادل وأكرر كلمة (المتبادل) هذه والتي يقوم عليها فهم كل ما أكتب ، وبنفس الفهم والقدر يجب أن نبني علاقاتنا ومصالحنا مع الحكومات والشعوب الأفريقية ومبادلتها تقديرا بتقدير ومصالح بمصالح ، ثم معالجة جميع الرواسب والخلافات الناتجة عن إهمالنا وترفعنا في بعض الأحيان عن ارتباطنا بتلك الشعوب. وتقتضي الدعوة إلى التوازن في التعامل مع العروبة والزنجية دراسة ومعالجة هذه المشاكل التي يعاني منها مجتمنا من نعرات وخلافات إجتماعية نتجت عنها الكثير من الرواسب أدت إلى الكثير من الخلافات بل الحروب التي أفضت – وما زالت - إلى ضياع المال والجهد وإهدار دماء بريئة وعزيزة نحن أكثر حاجة إليها لبناء هذا المجتمع على أسس صحيحة. ونستصحب مع الدعوة إلى معالجة هذه المشاكل النظر في أسباب ومبررات ضعف حسنا الوطني وعدم مبالاتنا واهتمامنا بالكثير من مناسباتنا الوطنية حتى أصبحت إجازة عيد الاستقلال عندنا سببا للتقاعس و (الركلسة) في البيوت دون الرغبة في تنمية الشعور بمعنى وأهداف ذلك العيد. وقد يحسد الواحد منا الآخرين الذين نعيش بين بعضهم الآن عندما نشاهدهم يزينون منازلهم وسياراتهم بألوان علم بلادهم في الإحتفال بأعيادهم الوطنية وتفاخر وتباهي آخرين بانتمائهم لأوطانهم ومجتمعاتهم. وبالرغم من وجود بعض الخلافات الفكرية والسياسية بين بعضهم إلا أنهم يتوحدون عند المصلحة العامة لبلدانهم ومجتمعاتهم بينما يتعامل بعضنا ويتخابر بل يتآمر بعضنا على بلده لا لشئ إلا لخلاف سياسي أو للكيد للسلطة الحاكمة بالرغم من علمه الأكيد أن ذلك الكيد والتآمر يضر ضررا محضا ببلده ولا يوصله إلى مبتغاه وهو الجلوس غير المفيد على كراسي السلطة. E-mail: [email protected]