الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته
مساعد البرهان يتحدث عن زخم لعمليات عسكرية
تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع
لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا
شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)
شاهد بالفيديو.. من أعلى المنبر.. شيخ "الجنجويد" يفاجئ الجميع ويطلب من قائده "حميدتي" أن يزوجه من المذيعة تسابيح خاطر وساخرون: (متعودين على الشفشفة ومبروك يا سبوحة)
السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي
د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..
إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح
لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل
المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر
الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….
شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)
لماذا نزحوا إلى شمال السودان
شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر
جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة
المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية
أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان
وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول
أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان
وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير
شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة
السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء
الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي
«حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟
محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار
وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"
أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟
مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة
برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند
"واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"
بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب
بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
غبَاء (الذكاء الاصطناعي)
مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم
رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"
صفعة البرهان
حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان
دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة
السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم
5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء
السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة
عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة
وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة
الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات
تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب
(مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)
المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية
حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة
دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان
والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة
شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر
السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
فذلكة تاريخية لحياة وأدب الهمباتة .... بقلم: أسعد الطيب العباسي
سودانيل
نشر في
سودانيل
يوم 12 - 07 - 2010
الهمباتة هم ناهبوا الإبل أصحاب القيم الخاصة ، كانوا قبل أن يتواروا خلف ظلمة السنين يتسمون بالحزم والعزم والشجاعة المنقطعة النظير، كأنما قلوبهم قدت من الصخر، عاشوا حياتهم التي تمددت فوقها ظلال إرث قديم أطلق في أعمق أعماقها سهام الصعاب والمغامرة فتأرجحت حياتهم المتقلبة أصلاً ما بين إملاق عابر يخشونه ويتفادونه بركب الصعاب وثراء يقصدونه قصداً وينتزعونه إنتزاعاً فترضى عنهم تلك التي تقبع في قلوبهم الحمراء.
كَمْ شَدَّيتْ عَلى التِلِبْ الكُزَازِي أَبْ دَوْمَه
وُكَمْ قطَّعْتَهِنْ مِنْ سِنْجَه طَالبَاتْ رَومَه
الرُوحْ مَا بِتْفَارِقْ الجِتَّه قُبََّالْ يَومَا
يَا رَيتْ كُلُو نَسْلَم مِن فِلانَه ولَومَا
مرتقاهم صعب وجبلهم لا يتسلقه إلا الأقوياء، يفتحون صدورهم لسهام الموت ويضعون أرجلهم في مستنقعه ويقولون لها من تحت أخماصك الحشر.
الوَلَد البِدُور الشَّكْرَه يابَا الشَّينَه
يِبْعِد رِدُّو كَوْ يَنطَح بَوادِي جُهَينَه
أَمَّا نْجِيبْ فُلُوساً تَبْسِطْ الرَّاجِينَا
ولاَّ امْ رُوبَه لا حَولَينْ تَكَوفْتُو عَلَينَا
نفوسهم طليقة كما هذا الهواء، صرختهم داوية كما تلك الرعود، أهل فطنة, وأريحية، رماحهم شرع وسيوفهم مواضٍ قطع، يسومون دماءهم عندما يحمي الوطيس، ويبذلون أموالهم من أجل حبيبة القلب وضيف
الدار
والفقير المستجير.
قُولْ لَلمَلْكًه مَا تْجِيبِي المَبَشْتَنْ حَالُو
إِلا الوَالْدُو مِن مِيَّه عَازِلْ خَالُو
عَارْفَ المَوتْ فَرِضْ مَبْدِي مِن قَبَّالُو
يَومْ الوَاجْبَه مَالُو ودَمُّو مَا بِرْتَالُو
تتحكم في فعالهم قيم موروثة وفضائل محسوسة، فنوالهم كماالغمام، وقلوبهم خلت من وجلٍ أو روع، تقع الخيانة في وجدانهم في مواضع البغض والكراهية، لا يعتدون على أنثى ولا صغير أو فقير ولا جار ولا صديق.
نِحْنَا المَا بْسَمُّونَا العِرَيبْ وَين جِيتُو
نِحْنَا البِنَرْكَبْ الدُّرْشِي البِجَابِدْ خَيتُو
نِحْنَا عَشِيرْنَا مَا بنُخُونُو ونَخَرِبْ بَيتُو
نِحْنَا عَدُونَا بِنَعَصْرُو وَنَطَلِّعْ زَيْتُو
ينهبون الإبل ويسلبونها ولا يعتدون على غيرها وفقاً لتقليدهم القبلي الموروث الذي صار عرفاً يجب إتباعه وواجباً يتحتم أداءه.
الوَلَدْ البِخَافْ مِن القَبِيلَه تْلُومُو
يَخَلِفْ سَاقُو فَوقْ تَيساً رَقِيقْ قَدُّومُو
أَمَّنْ جَابْ رِضْوَةْ البَهَمْ البِنَقِّرْ فُومُو
وَأمَّا إتْخَامَشَنْ قَدَحْ الرَّمَادْ حَرُّومُو
لا يرضيهم التقاعس ولا يسرهم البقاء بين الدور عاطلين عن الرزق، فيعتلون الحدبات والقيزان، وينزلون الأودية والوهاد، ويجتازون السهوب والسهول، ويهزمون الغابات والوعرات، ذلك درب الرزق العسير وطريق الغنيمة المحفوف بالمخاطر.
واحْدِينْ دِيمَه حَارْسِينَ البِيُوتْ مَا اتْعَدٌّو
وُوَاحْدِينْ سَاقُوا بِالحَدَبْ المِفَاسِحْ وُمَدُّو
لَفَحُوا السَّرْجْ عَليْ ضَهَرْ المِفَونِقْ وُشَدُّو
وَصَرَفُوا أَبْ مَارْكَه لِلْبَهَمْ المَزَوَّقْ خَدُّو
على صهوات أيانقهم وعلى ظهور مطاياهم يهاجرون لأمكان بعيدة من أجل الكسب، فيغازلون الغفار ويتزملون بالصحراء، ليعودوا غانمين لمثوى الأحبة وديار الغرام.
يَومْ بِنْكَامِنْ السَّادْرَاتْ صَعِيدْ وحُدُودْ
وَيَومْ نَاوِينْ كَجَوجَاً غَادِي مُو مَرْدُودْ
يَومْ بِنْكَرْبِجِنْ فَوقْ العَوَاتِيْ العُودْ
وَيَومْ بِنْجَالِسْ الدَّعْجَا امْ بَرَاطْماً سُودْ
يملكون نواصي الكلم ويصطادون شوارد القوافي ويشيدونها على الإيقاع واللحن الفريد فيغنون للرواحل والكواحل.
أَحْدَبْ مِنْ قُدَّامْ قَفَاكْ مُنْضَمْ
أَفَزَرْ سَاقَكْ رَدِيْحْ كُرْعَيكْ مُوَاقْعَ النَّمْ
السَّبَبْ اليَبَّسْ لَهَاتَكْ وَاخْفَافَكْ مَلاهِنْ دَمْ
بَلا الزَّولْ المَرشَّمْ فَوقْ فَرِيقْ الشَّمْ
بينهم وبين الجمال إلفة ومحبة وأسرار فهو نجيهم في الفلوات وحامل أثقالهم ويودعونه أسرارهم العاطفية ويخاطبونه ويغنون له ويعظمونه.
وَدْ جَمَلَ المَهَورَه اللَّيهٌو القَبِيلَه مِتَالْبَه
أُمُّو مِدَاقْمَه مِن مَفْرُودَا لِلْنَاسْ غَالْبَه
يا ضِدْ اللَّهَوبَاتْ وَالسَّمَايِمْ القَالْبَه
دَومُو بَشِيشُو أَزْرَقْ مِن سَبِيبْ الطَّالْبَه
يتدفقون فتوة وحماسة ولا يذعنون لقوة أو سلطة، هاماتهم بالعزة مرفوعة، وأياديهم بالنوال ممدودة، يركبون الصعاب والمخاطر وقت ما شاءوا وكيفما بدت، فيا طرقي كوني أذاة أو نجاة أوهلاكاً.
سَمْحَه الشَدَّهْ فَوقْ ضَهَرْ السَّمِينْ مُوْ البَاطِلْ
وُشَينَه القَعْدَه والضَّحَوِي البِيَرزِمْ هَاطِلْ
البَكَرَه السِيْدَا عَاجْبَاهُو وُمْسِيلَهَا كَنَاتِلْ
دِي بِنْسُوقْهَا وُكَانْ لَمَّ الفَزَعْ بِنْكَاتِلْ
للهمباتة قلوب ترق حين تعشق وتترنم بأحاسيس عشقهم شفاههم وألسنتهم، معبرين بنظم بديع يؤطرونه بتراكيبهم الشعرية الرائعة، غير أن ما ورثوه من تقاليد وقيم حكمت أن يأتي قولهم في التعبير عن العشق على أشكال تقع على تخوم الرمز ويخالطها الإلماح الوجداني.
سَنَامَكْ حَدَّرْ الطَّافَه وُجَرِيْدَكْ نَوَّه
كُورَكْ سَالُو مِزِّيقَه وُرُطَانَه وَعَوَّه
الْخَلاَّنِي بَيْ نَارْ أُمْ لَهِيبْ أَتْكَوَّى
النَّومْ شُفْتُو يَا سَاحْرَ الغُرُوبْ شِنْ سَوَّى؟!
يجيدون الوصف ويستحيلون عنده إلى شياطين شعر إذا ما استحال عندهم الوصف.
غَنَّايِكْ وَقَفْ عِنْدَ العِيُونْ غَلَبَنُّو
وُعَاقْدَاتْ حَاجْبِكْ آ الدَرْعَه الكَلاَمْ خَلَبَنُّو
مَا دَامْ عَقْلِي شِلْتِي وَقَلْبِي مَافِي لأَنُّو
عِنْدِكْ مِنْ زَمَانْ عَادْ الوَصِفْ كَيفِنُّو؟!
لا يخشون السجن الذي ترتعد منه أو صال الرجال، بيد أنهم يستدعون اليقين الكامن في قلوبهم فيرضون عن واقعه المستبد الذي ينعدم فيه الزمان والمكان ويقاومونه بوجدانهم القوي وصمودهم العجيب.
الْبِرِيْدُو المَوْلَى لَيْنَا كُلُّو نِحْنَا نْرِيدُو
قُولْ لَيْ فْلاَنَه مَقْطُوعْ العَشَمْ مِنْ سِيْدُو
سِجْنَ النُّوبَه قَامْ لَيْ رَمَادُو لَيْ تِهْدِيدُو
نِحْنَا جَرَارْقُو يَا امْ قَرَّانْ نَلُوكْ مُرُّو وُنْلاَكْمُو حَدِيدُو
وتختلط فلسفتهم في السجن بحكمتهم وأماني عشقهم وتعبر عن معاني صمودهم وتحديهم لتلك الأسوار الحجرية
العالية
والأبواب الحديدية الصلدة..
السِّجِنْ أَبْ حَجَرْ وَالقَيدْ المَبَرْشَمْ دَقُّو
مَا بَجِيْبُو حَاجَه لِلزَولْ المِوَدِّرْ حَقُّو
يَا مَاشْ ارْبَعِينْ قُولْ لَيْ فَاطْنَه بِتْ البَرْقُو
نِحْنَا مَرَقْنَا وَالبِتْقَانَتُو اللِنْشَقُّو
يحنون وهم في محبسهم للمغامرة وتكتوي قلوبهم بنيران فراقها فيتذكرون أيانقهم القوية وصهواتها المسافرة عبر أطياف ليلية تخترق الأبواب الحديدية وتعتلي الحوائط الأسمنتية.
الزَولْ العَلَيْ جَدْيَ البَرَارِي مَخَلَّقْ
نِحْناَ فَرَقْنَا مِنْ رَكْبَةْ تُيُوسْنَا الشُلَّّقْ
قَفَلَونَا فَوقْ بَاباً حَدِيْدُو مَطَرَّقْ
مِنْ ضُهْراً كَبِيرْ لاَمِنْ حَمَارْنَا اِتْشَرَّقْ
يرسلون من السجن رسائلهم التهديدية لأعدائهم من الأبالة ومن تسببوا في محنتهم فتخرج هادرة ومجلجلة.
اللَيلَه السِجَنْ كَتَمْ عَدَمْلُو هَبُوبْ
وَابْ قَلْباً خَفِيفْ فِيهُو زَيْ مَرْقُوبْ
نِحْنَا انْ مِتْنَا فِي شَانْ الله مَافِي عِيُوبْ
ونِحْنَا انْ عِشْنَا وَآسَهَرَ السَّعِيْ امْ عَرْقُوبْ
هكذا عاشوا بين جدرانه
العالية
وزنازينه الضيقة الموحشة وقيوده المثقلة على أعضائهم وخالطوا فيه من لا يحبون ونأوا عن ديار الأهل ومثوى الأحبة فلم تسقط من أعينهم قطرة ماء ولم تثقل أجفانهم دمعة أسى، ولكنهم أخرجوا لنا شعراً سارت به الركبان وبقي خالداً كأنشوطة على عنق الزمان.
رحم الله أفذاذ الهمباتة النبلاء من مات ومن كان حيا وشعرائهم الفحول أمثال طه الضرير، وأبوجيب ابوزيد، واحمد تيراب، ويوسف ود عاب شبيش وقمر الدولة الصديق، وشرف ود المِحِرب، وعبدالله ود المقدم، وموسى ود كوكو الهبابي وصديق موجو.. ورحم الله أميرهم وأمير قوافيهم الطيب ود ضحوية، فقد أحبو الحياة وأحبتهم وسلس لهم الشعر فأعطاهم من قياده ما تمنوه، وعندما عسعس ليلهم وتنفس صبحهم وأقعدهم الكبر عن مواصلة مغامراتهم ورحلات عشقهم فإنهم يعودون إليها تحت إلحاح ذكريات الأيام الخوالي التي استوعبت أحداثها ومضت بعد أن دفعت بالسعادة بين جوانحهم، فتعود السروج إلى ظهور النوق وتنتزع الأوتاد والشايات وترتد من جديد أسلحتهم إلى قرابها وتبرز أشواق بعيدة ويشمخ البعير لمغامرات جديدة، بيد أن إيغال العمر فيهم يأخذهم إلى تلمس الصوفية المؤتلفة في دواخلهم فتأخذهم إلى دروب التوبة وعندها يصبح ماضيهم ذكريات تروى وحكايات تحكى.
اسعد العباسي [
[email protected]
]
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أحمد تيراب: شاعرُ وِجدَانٍ يتحدى السجَّانَ ويَمدحُ السلطانَ ..بقلم: أسعد الطيب العباسي
الدوبيت زاد السراجة
شيخ القبيلة وسلطان القوافي ... بقلم: أسعد الطيب العباسي
حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش ... بقلم أسعد الطيب العباسي
عندما يتدلى حبل المشنقة: قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي .. بقلم: أسعد الطيب العباسي
أبلغ عن إشهار غير لائق