الوحدة .. الأمل الضائع... الإنفصال القادم... إستفتاء الجنوب بين صك يهوذا وسيف بطرس!! [2] إقتبسنا هذأ العنوان عن روايه ألفها الروائي الإنجليزي الذي يعيش متنقلا بين مدينتي لندن و بنما إسكوت ماكباين بعنوان "صك بهوذأ" في هذه الروايه يروي لنا في روايه خياليه "الصراع ما بين قوة الشر و الخير" حيث علق علي معرض روايته ما يلي " لا سيما ان سلطه و قوة الشيطان أقوي من اي قوي بشريه [مخلوق] و لا توجد قوة علي وجه الأرض يضارع قوة و سلطة هذأ الشخص [الشيطان] الذي خلق بحيث لا يخشي شئيا". كذلك إقتبس أيضا عن فحوي قصه من الإنجيل [الكناب المقدس] التي تروي لنا كيف أن تلميذ سيد المسيح يدعي يهوذا الإسخربوطي خان سيده و سلمه مقابل صك بخيس و الذي فيما بعد عندما أنبه ضميره أراد أن يرد هذأ الصك حتي لا يحسب من الذين سلموا المسيح فما كان النتيجه إلا الإنتحار أما سيف بطرس فهي جزءأ مكملا للقصه التي تروي عن كيف سل أحد تلاميذ سيد المسيح يدعي بطرس سيفه و قطع به أذن احد أفراد القوة التي أرسل للقبض علي المسيح و كيف وبخ سيد المسيح تمليذه قائلا "إذا كان في رغبتي المنأ عن هذأ، لطلبت و أرسل أبي في السموات جيشا عرمرم، جرارا من الملائكة، لأهزم به الأعداء". في هذأ المقال لا بد أن أؤكد أنني لا أشير بإلاشارة و الكنيه بتشبيه مشكلة جنوب السودان بصراع الشر و الخير و كما أنهي عن نفسي صفه العصبية و التسوق بالدين و أيضا لا أدعي و لا أدعو أنني خليفه الله علي الأرض و سيف مسلط علي رقاب عباده، بل أسطر هذه الأسطر من خلال هذه القصص لإستدراج إنتباه أهلنا في الجنوب بما يمكن أن يحاك ضدهم و ضد مصالحهم فيما وراء الكواليس و تكون عبر لمن يسول لنفسه ذلك. أذا السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الكنايه من هذه القصة؟ لهذه القصة كنيان أريد بها تحذيرالساسه و القادة الجنوبيين من مغبه ما يمكن أن ينجح إليه مؤتمرات ترتيبات ما بعد الإستفتاء و مؤتمرات أخريات التي بالامس كانت في أديس أبابا و اليوم في الخرطوم من جانب و من جانب أخر تحذير أهل الجنوب و أخذ الحيطه بما يمكن يسفر عنه سلوك قياداتهم في هذه المرحلة الحرجه و الخطرة في تاريخ جنوب السودان. أن الشمال دائما لا يهمه رأي أهل الجنوب بل أبدا يهتمون بما يرغب فيه أصحاب النفوس الضعيفه من الساسه و القيادات الجنوبيه و علي راسهم السلاطين و تاريخ جنوب السودان لها كثير من الأمثله ما يجعلنا أن نتوخي الحذر من هولاء النفر من ساهموا في جعل مشكله الجنوب لم يكن سهل المنال. في أوائل القرن العشرون و في ليل و ضحاها و جد أهلنا في منطقه أبيي رهنوأ بصكوك بخيس الي الشمال بقرار إنفرادي إتخذها السلطان دينق مجوك كان نتيجتها ضياع قطعه أرض عزيز علينا، و الشخص فينا يعجز و يندهش عندما يري الساسه و القادة الجنوبيين يتحدثون دون الإشارة لا من بعيد و من قريب الي فعل السلطان دينق مجوك في حق أهل أبيي و إلا فهم علي إنها قرار إتخذ بإجماع سلاطين مشيخات أهل أبيي التسعه و هذأ ما لم يرد في أدبيات قضيه أبيي التي تلقيناها، لا خلاف في أن " السلطان دينق مجوك" له الحق في إتخاذ أي قرار بما في صالح أو طالح آل بيته و لكن ليس ما في صالح أو طالح أهل أبيي. اليوم تجد الهمه و الهروله بتصريحات ما يدعون بالسلاطين في العاصمه الخرطوم و أعلم و لدي اليقين بإنهم أنصاف سلاطين من صنيعه النظام الحاكم و أعوانهم. كما أدلل أيضا بما وقع في مؤتمر جوبا 1947م المؤتمر الشؤم الذي صك فيها ضمائر و نفوس السلاطين و بعض صغار الموظفيين في ليل وقعوا فيه فريسه لعمليه إبتزاز بالصك و الخمر و الدعارة كما يحكي لنا عندما أصبح الصبح كان معظم المؤتمريين لم يفيقوا من مغبه ما دبره لهم، و لم يجدوا أنفسهم في ضحاها إلا قد وقع الذين دبروأ المكيدة و أعوانهم علي الوثيقه التي من أجلها تمرد أهل الجنوب، التي فيها زوره إراد شعب و اليوم يتكرر نفس المشهد من "مؤتمرات" سوف لا نجني منها إلا "خراب مالطه". عندما أدرك الشمال ما وقعوا فيه من فخ هرولوا الي تقديم وعود فارغة لعل يتريس أهل الجنوب الي أن يوقع السودان الذي كان قد رسم علي رؤيتهم علي أتفاق جلاء المستعمر و حق السودان في أجراء الإستفتاء علي حق تقريرمصيره في الإستقلال أو الوحدة مع مصر و علي ضوئها أختاروا إعلان الإستقلال من داخل البرلمان من طرف واحد دون أي ضغوط من جمال عبدالناصر و قيادات ثورة يوليو بالرغم من أن كان هناك بعض الضغوط التي مورس علي الرئيس عبدالناصر إلا انه لم ينصاع اليها و بذلك حل عليهم "الشماليين" و اليوم يريدونها حرما علي الاخرين. قالها فاقان أموم في خطابه الذي ألقاه عند إفتتاح مؤتمر ترتيبات ما بعد الإستفتاء المنعقد حاليا بالخرطوم و التي أفتتح في 10/7/2010م " كان لدينا إيمانا بإمكان جعل الوحدة جازبا علي أسس جديدة إلا اننا قد أخفقنا في تحقيق ذلك و عليه فأن شعب جنوب السودان لها تاريخ يمكنها من اختيار ما يناسبها" نعم أن شعب جنوب السودان لها تاريخ لا احد من ينسجها عليها علي أهواه و كما يرغب، و يجدر بنا هنا أن نحضر الي ذاكرتنا ما فعل بإتفاق الخرطوم للسلام التي وقع بين الدكتور ريك مشار و الحكومة الحاليه 1997م و التي من ضمن نصوصها حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان يمارس بعد أربع سنوات. لكن ما جري كان يخجل المرء حيث أفتعل الحكومة المشكلات بإيعاز وتحريض ميليشياته وقتها قد إنخرطوا في صفوف جيش الحركة الموقعه علي إتفاق الخرطوم، ظن الموقعون علي الإتفاقية إنهم تمكنوا من توحيد القوات الصديقة التي ظلت تحارب الحركة الشعبية لمدي عوام سوف تستقر بهم المقام إلا أن للحكومة راي أخرحيث أوعظ لميليشياته بتنفيذ المخطط المتفق ليه و ما هي إلا بضع شهور بانت المخطط، أنشيء ما سمي بالقوات الوطنية الشعبية و التي قامت بالإشراف علي العمليات في الجنوب و وضع تحت قيادة مستشار الرئيس الحالي لشئون الامن الفريق صلاح قوش حيث أشعل حربا ضروسا في منطقة بانتيو مما هدي بالدكتور ريك مشار للهروب والعودة الي أحراش الجنوب أواخر 1999م. اليوم لا يفوتنا أن نذكر الكل بان نفس الافراد و الميليشيات قد إنخرطت في صفوف جهازي الحركة الشعبية السياسية و قواتها. أن أحداث خورفلوس و ولاية ما هي الإ مقدمات لمخططأ أكبر. أما الكنية الثانية من قصتنا، نقصد بالسيف هنا أن ما اخذ بالسلاح أو الحرب ألزم إسترجاعه بنفس السلاح، الكل يعلم أن القادة و الساسه الجنوبيين دوما يخزلون أهل الجنوب لضعف نفوسهم أمام أغراءات الشمال و لما في نفس يعقوب و هنا لا نلوم الشمال في ذلك،و لكن ظل سيف أهل الجنوب الابرياء و الشرفاء مسلطا علي رقاب من يخزلهم. فكان تمرد توريت 1955م عندما ذوره إرادة أهل الجنوب في مؤتمر جوبا المشؤم و أيضا كانت تمردات واو، أويل و أكوبو 1975م عندما خزل قيادات حركة أنيانيا [1] أهل الجنوب من أمثال جوزيف لاقو و مولانا أبيل ألير و التي كانت ذروتها تمرد الكتيبة 104 و 105 في كل من بور، بيبور، فشلا و أيود بقياده كل من الراحل الرائد وليم نيون بانج قيادة أيود،الرائد كاربينو كوانين قيادة بور- فشلا والرائد ريك مشوج أمد الله في عمره قيادة بيبور، حيث وجدته في جوبا أثناء زيارتي الي السودان العام الماضي 2009م و هنا لا ندعو للحرب أو نحرض لها بل مجرد محاولة منا لاحاطة أهلنا في الجنوب من مغبه ما يمكن يحاك لهم من قبل قيادتهم و سياسييهم و ما عليهم إلا توخي الحزر بما يخفيه الايام. بالرغم من كل هذه التخوفات لا نخشي أبدا شعب جنوب السودان طالما يؤمنون بان لهم الحق في الحياة مثلهم مثل شعوب العالم الاخري سينالون ذلك إن قصر الأمد أم طال. و ما علينا إلا ان نردد مع الشاعر الافريقي أبوالقاسم الشابي: إذا أراد الشعب يوما الحياة فلا بد للقيد أن ينكسر و لابد لليل أن ينجلي وليم ملوال توديل 31/7/2010م William Todel [[email protected]]