ابوبكر يوسف إبراهيم طالعتنا صحيفة الأهرام السودانية في موقعها الالكتروني بالخبر التالي الذي سأورده ؛ وقد أثار دهشتي ماحدث في القضارف من اعتقال طالبات هن في الاصل مواطنات ؛ وكلنا يعلم أن الأنثى في مجتمعنا السوداني لها حرمة يحب أن تصان ، وبرغم ذلك فأنا لست ضد انضباط الشارع من المثالب المجتمعية وفق ضوابط ومعايير وليس " سبهللة " !! . ومن هذه الضوابط فقه للأفضليات والضرورات . كان يجب أن يصاحب هكذا إجراء حسن تدبير و تقدير للمواقيت ، وكذلك لما نعيشه من أزمات تمر بها البلاد والعباد ؛ فما بالك بأنه – بحسب الصحيفة – أن تلك الحملة وجدت استهجاناً من الآباء، ولعل مولانا الوالي أيضاً لم يلتفت بنظره الثاقب لجغرافية ولايته بحسب أنها ولاية حدودية تختلط فيها ثقافات الجوار!! والخبر كما جاء أنقله إليكم :( أطلق والي ولاية القضارف كرم الله عباس، أمس الأول (الأربعاء)، حملة واسعة داخل أسواق مدينة القضارف لضبط الشارع والحفاظ على المظهر العام ومحاربة العادات السالبة. وطالت الحملات أعداداً كبيرة من الطالبات بحجة ارتداء ملابس خليعة تخدش المظهر العام.وأكدت مصادر مطلعة ل (الأهرام اليوم) أمس (الخميس) أن والي الولاية وجّه الشرطة المجتمعية بإنشاء شرطة نسوية للمشاركة في ضبط الشارع العام، وأن كرم الله قال: إن الحملات تأتي في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية استعداداً لشهر رمضان)... ونبهت مصادر قانونية مقربة من الوالي إلى أنه وجّه المعتمدين بالشروع فوراً في تنفيذ قانون تزكية المجتمع). وعلقت الصحيفة بأن الحملات وجدت استهجاناً من قبل الآباء والأمهات الذين أكدوا ل (الأهرام اليوم) أنها تُعد تدخلاً في الخصوصيات وأن آلية تنفيذ القانون لا تعرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.وأكدت مصادر (الأهرام اليوم) أن اتحاد طلاب جامعة القضارف تدخل من أجل إطلاق سراح عدد من الطالبات كانت الشرطة قد احتجزتهن في سياق الحملات. في هذه الايام التي يتواطأ فيها أهل السودان من أجل العمل بجد وعرق يتبادر إلى ذهني المثل الاستفهامي السوداني القائل الذي ينطوي على كل استهجان وتعحب ( الناس في شنو والحسانية في شنو؟) ، وحدةً يتنادون ويدعون لها بالتواصل والجذب والدعوة لتحقيق وتثبيت وحدة الوطن ؛ والناس في هذا المعترك تطالعنا " الاهرام" ر بحملة يقودها والي القضارف لضبط الشارع في هذا التوقيت بالذات ؛ وكنت أتمنى لو أن هذه الحملات كانت للتوعية بمخاطر الانفصال عوضاً عن ذلك ؛ أو أجدى لو كانت لبسط الأمن الشامل في وقتٍ فيه السرقات و " النط " على البيوت " على ودنو"!! ؛ لا أدري هل يستشعر الولاة والمسئولين والمواطنين فداحة وخطورة المرحلة التي ربما تؤدي إلى انفصال بعضٌ من الوطن ؛ هذا البعضٌ بمثابة فلذة الكبد؟! .. أما كان الأجدر من والي القضارف أن يستدعي حماسة الشباب قاطبة وهاتيك الفتيات اللآئي اعتقلهن وبقيادته لتسيير حملة توعوية إلى جنوب البلاد لينذر بمخاطر الانفصال؟! وهل كان الهدف من حملة انضباط الشارع فقط لأننا على أعتاب شهر رمضان الكريم ؟ ؛ فماذا عن بقية الشهور أليست كل الأشهر سواء عند الله ؟ .. إن أي محاولة فوقية يعتقد أنها علمية لتصحيح خطأ ما ؛ هي بحد ذاتها محاولة فاشلة تأتي بنتاج فاشلة ؛ لأن الشرطة لا تقوم مقام المسجد ولا مقام المدرسة ولا مقام الاعلام ولا مقام الاسرة ؛ المسألة مسألة غرس ثقافة وتوجه ؛ وعلى الوالي وعلينا أن نتأكد جيداً أنه لا يمكن غرس نبتتها بهكذا إجرآت مستفزة.!! الاسلام هو دين الوسطية والاستنارة والتنوير ؛ دين الرفق والرقة ؛ دين يضرب به المثل في الاصلاح بالرفق واللين والحسنى ، دين يستقطب ولا ينفر ، دين يجمع ولا يفرق ، دين يهدي بالحسنى للتي هي أقوم . دين يدعو ولا يفرض . ألم تستصحب سيدي والي القضارف قضية الصحفية لبنى الحسين وما صاحبها من لغط وحملات اعلامية داخلية واقليمية وخارجية تسيء للإسلام أولاً وللسودان ثانياً؟! سبق أن كتبت مقالاً في يومٍ ما في هذه المساحة عقب مشاهدتي برنامجاً استضاف الأخ الدكتور الأمين العام لمجلس التخطيط الاستراتيجي وشعرت بمدى المرارة والألم اللتان تنضحان من قلبه لعدم تفاعل الكثير من القطاعات الرسمية والمجتمعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني مع الحدث وإدراك خطورته؛ تألمت وأشفقت على جسامة المسئولية التي تقع على عاتق الرجل ؛ ولما كان الشيء بالشيء يذكر ؛ كان لزاماً عليّ أن أوجه سؤالاً لسيدي لوالي القضارف : سيدي الوالي ألم تشاهد تلك الاستضافة الفضائية للإمين العام لمجلس التخطيط الاستراتيجي لتستصحب الظروف المرحلية السياسية التي تمر بها البلاد ؛ وما تحتاجه المرحلة من تضافر جهود القادة من أمثالكم؟! ؛ ولا شك عندي أن سيدي الوالي ملم بفقه الأولويات والافضليات.!! سيدي الوالي ؛ ها هي القدس تندس وتهود وتستلب عنوة على مسمع ومرأى منك ومني ومن مليار مسلم ؛ فهل من فقه الافضليات أن نعمل على تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك هذا خارجياً واسلامياً؛ وقد اكتفينا أنا وأنت والمليار مسلم بأضعف الايمان.!! أم أن الأفضل والأولى أن نقود حملات تستثير الرأي العام الداخلي والاقليمي والدولي ؛ والمتربصون كثر؟!! ؛ أما داخلياً أليس من الأجدر أن توجه طاقات حكومة ولاياتك وبكافة امكاناتها للعمل من أجل جعل نتائج الاستفتاء إيجابية ؛ أم توجه طاقات الولاية باتجاه بناتنا اللآتي يتزيين بما فيه أصلاً خلاف واجتهاد؟ أهذا الذي قمتم به هل هو الأولى والأبدى في هذا الوقت تحديداً ؟!! .. سيدي الوالي ، أن مهمة التثقيف والتوعوية العقدية القيمية يجب أن تستصحب اللين والرفق في نشر التعاليم والمظاهر ولا يتم التعامل معها أمنياً ففي هذا هدرٌ لطاقات يمكن توجيهها وتوظيفها لما هو أولى. علينا أن نقوم بتفعيل الدور التربوي للأسرة والمدرسة والمسجد حتى تترسخ هذه القيم والاخلاقيات في النفوس بالرضا والتراضي لا عنوة وقسراً.!! سيدي الوالي ، إن كثير ممن هاجر وإستقر بولاية القضارف هم في الأصل من أبناء دارفور؛ فهلآ سيدي الوالي ؛ شرحت لنا ما هي الجهود التي قمتم بها حتى تستفيدوا من أبناء دارفور ساكني ولاية القضارف عامل إيجابي مؤثر لحل المعضل الدارفوري واشراكهم في مسئولية حل معضلات الوطن؟! إن مبدأ الوصاية أو التحدث باسم الشعب – الذي انتخبكم - دون اشراكه في المعضل وحله هو أحد أهم أسباب الادعاء بالتهميش وسوء استخدام للتفويض الانتخابي الذي جاء بكم والياً ؛ فمتى نتعلم كيفية أن نسوس الناس .! أليس لنا في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أسوة وقدوة حينما أوقف العمل بالحدود في عام الرمادة؟! .. سيدي الوالي؛ هل أنت في حوجة لأن أذكرك بأننا في عام الاستفتاء؟! متن المتن : تم استضافة الصحفي أحمد البلال الطيب للتحدث في أحد البرنامج الفضائية عن التحضيرات للإستفتاء ومتطلبات المرحلة وقد عبر في حديثه عن مدى ما يحسه نائب رئيس الجمهورية الاستاذ/ علي عثمان محمد طه من مرارة العلقم لعدم إدراك ؛ بل وكذلك سلبية الكثيرون بمخاطر الانفصال وموقفهم إما موقف المتفرج أو الكائد أو اللآمبالي وكأن أمر السودان ووحدته ومستقبله لا يهمهم ؛ وكأن العمل على ترسيخ مفهوم الوحدة الجاذبة ؛ مسئولية تقع فقط على عاتق حزب المؤتمر والحكومة ؛ وفي ذات الوقت هم يشاهدون يومياً وعلى مرأى العين كيف ينشط ويتحرك ويعمل التيار الانفصالي داخل الحركة الشعبية لترسيخ خيار الانفصال. بعد أن سمعت ما شرحه للمشاهدين الاستاذ أحمد البلال الطيب عن مدى الشعور المرارة والألم اللتان يشعر بهما الاستاذ/ على عثمان محمد طه من هذه السلبية التي تدعو للدهشة أدركت أن بهذه السلبية قد تعدينا مرحلة لشعوره بالمرارة إلى مرحلة تمزيق قلب وكبد الرجل.!! متن: من خلال هذا التطور الذي نعيشه ؛ هناك مصطحات لغوية جديدة دخلت معجمنا السياسي: مثل جاذبة ؛ سالبة مطلوبات ، التمدرس ؛ الاسلاموي ، والمستدامة . ( ومالو ، كلو تطور في تطور)!!.الاسلام دين الوسطية والتنوير والاستنارة والاشاد والرفق والرقة والرأفة والمودة ؛ لهذا بلغ الأقاصي ؛ ولكن علينا أيضاً أن نؤكد أن وطننا هذا ؛ وطنٌ مبتلىً ببعض أبنائه فما عسانا أن نفعل ومنهم من هو مثل الدب الذي قتل صاحبه !!.. فقط علينا نناصح أو أن نقول ( حسبي الله ونعم الوكيل)!!! هامش: رسالة ركن الدين الوهراني إلى أمه: (مني إلى أمي أما بعد فإني ما أفلحت عندك ولا ها هنا ، دخلت القيروان بكرة ، واشتهيت أخذ الولاية ضحوة ، وأتزوج بنت السلطان عشية ، فلم تساعدني المقادير ، فرجعت إلى سوق البز أبيع وأشتري ، أبيع ثيابي وأشتري الخبز إلى أن نفدت البضاعة ، فلزمت المساجد في أوقات الصلوات أسرق أحذية المصلين ، وأرهنها عند اليهود الخمارين ، على النبيذ في المواخير ، طيبي قلبك من جهتي ، وإن قيل لك عني إني مدبر فلا تصدقي ، والسلام . ) والسلام ... abubakr ibrahim [[email protected]] \\\\\\\\\\\\\\