-1- في البدء لا بد أن أشير الي الانتقاص الذي تميزت به هذه الخاطرة او الأحاديث ! فهي لم تحدد ما مفهوم (الشمال) و( الجنوب) او (الاهل) و غيرها تحديدا واضحا ,, و ايضا عيب آخر هو تعميم الآراء علي لسان آخرين دون ذكرهم ! ربما لأنها جاءت في شكل خاطرة و ليس بحثا أو رأيا يعتد به كاتبه ! وهو ليس بالمثبت في رأيه ويمكن ان يكون مجرد رأي يحاول ان يسابق الريح ! فاذا سبقته الريح فكاتبه ليس لديه اي غضاضة في تغييره غدا اذا تبدي له خلل الخاطرة ! فالعذر كل العذر لمن راي ذلك الانتقاص ,,,,, ,,,,,,,,,,, خلال الشهيرات القادمة بعد ان تمخّض الوطن لأكثر من خمسين عام ربما سيلد فأرتين او أكثر ؟ و ربما سيكون الحديث عن مليون ميل مربع و أكبر دولة افريقية ضربا من التاريخ , و ربما ستستعيض المقولة المحفورة في الذاكرة( من حلفا لي نمولي ) بمدن مختلفة لاستعادة المعادلة الي واقعية جديدة , و ربما لن يستطيع تلاميذ المدارس زيارة عمنا (منقو-المغتال سلفا ) في دياره لصعوبة الحصول لتاشيرة الدخول ,, وربما الكثير او القليل و في هذه الايام و بالرغم من تعقد الموقف علي ارض الواقع فانه يدور الحديث عن الانفصال و الوحدة هذه الايام و علي عدة مستويات وزوايا مختلفة منها : 1-مستوي يتحدث عن الوحدة او الانفصال كأيدلوجية و ايمان و كقيمة في حد ذاتها بغض النظر عن جدواهما العملي و الواقعي ؟ و بالطبع الكثير يختلف في معني الجدوي و الواقعية ,, 2-و مستوي ثان :يتحدث عن الوحدة او الانفصال و التأييد لاحدهما بدافع فائدته و جدواه للسودان او لسودانه الذي سيكون بعد الانفصال , 3- و مستوي ثالث :يدمج الايمان و الايدلوجيا بالوحدة بتوابعها و فائدتها للوطن . 4- وهنا يمكننا ان نضيف مستوي جديدا ورابعا ربما افرزها الراهن :وهم (من لم يتبقي لديهم الايمان بالوحدة و اصبحوا من دعاة الجيرة الجاذبة ! ) و في ظل هذه الاجواء المحمومة و المستويات المختلفة لقضية واحدة تكثر التصنيفات و الاتهامات – كانفصالي او وحدوي واحيانا الاتيان بالامثلة لاثبات صحة المقولة التي يؤيدها الشخص كتجربة الهند او الشيك و السلوفاك حتي لو اختلفت السياقات التي حدثت فيها تجارب الانفصال او الوحدة في دول اخري فاننا في سبيل دعم رؤانا قد نضرب الامثال والمفارقة قد يكون المثال الواحد يستخدم لدعم نظرية الوحدة او الانفصال من قبل اصحاب الرؤي المختلفة . و ايضا هناك من ينبئ بخطورة الانفصال لما له في اعتقاد البعض من مآلات تفشي داء المناداة بحق تقرير المصير لباقي اجزاء الوطن التي تعرض لشئ شبيه من التهميش كذاك الذي تعرض له (الجنوب) و ايضا هناك من يستشعر خطورة الدولة القادمة في الجنوب علي الشمال أو العكس في اعتقاد البعض ,, و هناك من يري بصعوبة استحقاقات الانفصال او الوحدة ,,و لا ضير ان أشير الي نقطة مهمة في هذا الخطل الذي نمر به وهي ان ايدلوجية الوحدة لانها ما زالت في الخاطر فاننا و بالرغم من ان حق الانفصال مكفول لاهل الجنوب في اتفاقية يبدو لي ان الكثير ارتضوا بها مهللين او مرغمين , فان من ينادي به من اهل الجنوب فانه يراه البعض و خاصة في( الشمال) خائنا في حق الوطن ,, ملامح الوطن يبدو لي الآن و كأنه ذاهب الي الانشطار و التصدع و كما قال أحدهم بحق أن زمن (الوحدة الجاذبة ) قد ولي و أتي الآن زمن (الجيرة الجاذبة ) - و يبدو لي انه علينا اكثر من تصنيف انفسنا لاي المجموعات ننتمي أن ننظر الي أمر هذا الوطن المتصدع و مآلاته ,, و اذا كانت الخطة( أ )وهي الدعوة للوحدة الجاذبة و يبدو لي ان ( للبعض) ما زال هناك بصيص أمل صغير في هذه الخطة(و استصغار هذا الامل كما يري البعض نتج لتراكم اخطاء الحكومات المتعاقبة في الخرطوم و التي هيمن عليها (الشماليون ) تجاه مشكلة السودان في الجنوب و توجتها الحكومة الحالية( طيبة الذكر عند القلة -غفر الله لنا ولهم ) بنصيب وافر في هذه المحنة ! اضافة الي التراكمات التاريخية و مهما يكن من مصير هذه الخطة فان الخطة (ب) وهي الانفصال و التي فيما يبدو لي ان انصارها او متوقعوها اكثر من متوقعي الخطة( أ ) اقول علينا التعامل ببعض الحكمة مع كلا السيناريوهين ,, و ذلك بمتابعة ان لم يكن المساهمة في الرأي العام وخاصة اصحاب شان الاستفتاء و المساهمة في خلق رأي عام ايجابي ان كان للوحدة الجاذبة ام للجيرة الجازبة ! فمهما يكن الانسان مؤيدا للانفصال ,, فالاسوأ من التأييد للانفصال في ما يبدو لي هو كيفية التأييد للانفصال ! و بالرغم من ان تأييد الشمالي للانفصال او الوحدة ليس له توابع مباشرة علي مستوي الاقتراع لاحدهما لانه يحق فقط ( للجنوب ) ان يقترع كما نصت عليه نيفاشا و لكن قد يكون لدعوات او كتابات( الشماليين) الاثر العميق ليس علي نتيجة الاستفتاء فقط و انما ما سيحمله الرفقاء السابقين في الوطن من ذكريات اضافة لاثره علي الاحتقان و تداعياته التي قد تحدث صبيحة الانفصال او قبلها اينما تجاوروا كالكلاكلات و مايو ! ,,, و بالرغم من وجود بعض الاصوات الرشيدة بين (الجنوبيين) و( الشماليين ) في تناول الحالة لكن هناك كتابات من بعض (الشماليين) لا تخلو من عدم مسؤولية و استعلاء ,, مثلا هل يجوز لاهل (الشمال ) الدعوة للانفصال بمقولات مثل : فليذهب (الجنوبيين) غبر ماسوفا عليهم فانهم كانوا عبئا علي( الشمال) ! و ان البيوت سوف تفضي في الحاج يوسف ! و غيرها من المقولات التي تعج بها الكثير من الكتابات و توحي بالاستعلاء الذي كان الاهل في( الشمال) احيانا يحاولون اخفاؤه علي مستوي الخطاب العالم ؟؟ وهذه الكتابات و الاتحاهات التي اصبحت ظاهرة والتي تقنع الاهل في (الجنوب) انهم يجب ان يذهبوا اليوم حتي قبل الاستفتاء ! و هذه المقولات وغيرها سوف لن تؤثر في أرائهم في الانفصال فقط انما سوف يؤثر حتي بعد الانفصال ؟؟ حينها سندرك ان الدولتين الافتراضيتين الي الجحيم و ليس الجنوب وحده ؟؟؟ , واذا كان هناك أناس متأكدون أن الجنوب ذاهب لحاله فلماذا ينغصون عليهم ذهابهم ,, و لا يدعونهم يذهبون بسلام ! و لست ادري و اهل (الشمال) الذي قيل انهم عرفوا بالمجاملة ؟ لماذا لا يطيبون خاطر رفيق الوطن بالامس القريب و هو يلوح بالوداع ,, و للحديث بقية وعذرا اذا اشتم احدكم في هذه الخاطرة روح الاستسلام للواقع ! او روح الخيانة لأنها ناتجة في النهاية من خاطرة شمالية مصابة في صميمها بداء الاستعلاء الظاهر او المستبطن