تقرير: يهود وحلفاؤهم تعليق: لا يريدون الخير للسودان واشنطن: محمد علي صالح اصدرت ست منظمات امريكية تقريرا مشتركا عن السودان لفترة ما بعد الانتخابات العامة وما قبل الاستفتاء في الجنوب. في قيادة هذه المنظمات منظمة "جويش ويرلد سيرفس" (الخدمة اليهودية العالمية). وتشترك معها: "سيف دارفور" (انقاذ دارفور)، و"ايناف" (كفاية)، و"هيومانتي يونايتد" (الانسانية المتحدة)، و"جينوسايد انترفنشن" (التدخل لوقف الابادة). مثل تقارير مشتركة سابقة اصدرتها هذه المنظمات، انتقد هذا التقرير المشترك سياسة الرئيس اوباما نحو السودان، وانتقد مبعوثه الخاص الجنرال المتقاعد سكوت غريشون. ودعا الى "سياسة اكثر فعالية ومصداقية" نحو السودان "تجمع بين ضغوط وحوافز." وقال التقرير رغم ان الرئيس اوباما وصف الانتخابات الاخيرة بانها "لم ترقى الى المستوى العالمي"، لم يضغط على الرئيس عمر البشير "ليدفع ثمن تزوير ارادة الشعب السوداني." وانتقد التقرير كلا من حزب المؤتمر الحاكم في الشمال، بقيادة البشير، والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، بقيادة سلفاكير. وقال انهما "ارتكبا خطأ مؤسفا، وتحاشيا تنفيذ اصلاحات اساسية داخل السودان، كما دعت اتفاقية السلام. وانهما فعلا ذلك بسبب مصالح قصيرة المدى، وبسبب صفقات ومناورات سياسية." واضاف التقرير: "استغل حزب المؤتمر صفقات ومناورات مع الحركة الشعبية، واستطاع تحدى المجتمع الدولى." وقال التقرير ان البشير، ايضا، استغل قبول المجتمع الدولي لنتائج الانتخابات، "رغم انها كانت مزورة". واعتقد انها "ضوء اخضر له ليفعل ما يشاء، سواء في الشمال او الجنوب." وعن الجنوب، قال التقرير انه، رغم ان المفاوضات بين البشير وسلفاكير "حققت بعض التقدم" لاجراء استفتاء حر وعادل في الجنوب، "توجد قائمة طويلة من المعوقات التي لابد من ازالتها." وان المشاكل وسط الجنوبيين "لن تنتهي مع الاستفتاء". وبقدرما اثني التقرير على عامة الجنوبيين، انتقد قادتهم. وقال: "يستحق شعب جنوب السودان الثناء لانه شارك في الانتخابات الاخيرة مشاركة سلمية. ولانه قبل نتائج الانتخابات، حتى في الاماكن التي لم تكن فيها الانتخابات حرة وعادلة." لهذا، "يجب على قادة الجنوبيين في جوبا، ممثلين في قادة الحركة الشعبية الذين فازوا في الانتخابات الاخيرة، ان يكونوا مثل شعبهم. وان يعملوا لحل التوترات المحلية قبل ان تتحول، بعد الاستفتاء، الى صراعات اكبر." وتوقع التقرير انه، خلال الفترة بين الانتخابات الاخيرة في جنوب السودان، وفي انتظار الاستفتاء في بداية السنة القادمة، توجد احتمالات كثيرة لظهور "نزاعات محلية عنيفة في بعض مناطق الجنوب." خاصة بسبب جدل حول بعض نتائج الانتخابات السابقة، وخاصة انتخابات حكام ولايات جنوبية. واشار التقرير الى ان ولاية غرب الاستوائية شهدت توترات. وانها كانت الولاية الجنوبية الوحيدة التي انهزم فيها مرشح الحركة الشعبية لحاكم ولاية. وفاز بالمنصب مرشح مستقل ضد الحاكم الذي كان في الحكم اربع سنوات. فاز الكولونيل جوزيف باكوسيرو، "لكن لم يكن فوزه سهلا، وذلك بسبب عراقيل اتهم بها مرشح الحركة الشعبية. وكادت ان تسبب في انفلات الامن والاستقرار في الولاية." وقال التقرير ان هناك سببين آخرين لزيادة التوتر في ولاية غرب الاستوائية: اولا: تجاور الولاية حدود افريقياالوسطى والكونغو، حيث توجد اعمال عنف واشتباكات داخلية ودولية. ثانيا: توجد في الولاية نشاطات جيش الرب اليوغندي الذي يقوده القس جوزيف كوني، والذي يسبب خسائر كثيرة وسط المدنيين. وقال التقرير: "بسبب نشاطات جيش الرب، امرت حكومة جوبا عدم نزع سلاح المواطنين في ولاية غرب الاستوائية، وذلك ليقدروا على الدفاع عن انفسهم. رغم ان حكومة جوبا تعمل على نزع سلاح المواطنين في بقية الولاياتالجنوبية." وانتقد التقرير غياب حرية الاعلام في الجنوب. وقال: "لا يوجد قانون يحمي حرية الاعلام ... وفي هذا الجو، عانى الاعلام المستقل من عراقيل وضعتها حكومة الجنوب. وهجم رجال الامن في الحكومة على محطتي اذاعة "بخيتة" و "ليبرتي"، وهددوا مديريهما، واعتقلوا عاملين فيهما." ------------------------- تعليق (1): لا تذكر منظمة "جويس ويرلد سيرفس" (الخدمة اليهودية العالمية)، الا وتذكر روث ميسنجر، رئيستها منذ عشرين سنة تقريبا. وهي واحدة من اقوى يهود ويهوديات امريكا. وهي وراء تقرير جنوب السودان الذي قدم في متحف "هولوكوست" اليهودي في واشنطن يوم 26-2-2001 (بحضور فرانسيس دينق، الخبير السوداني، والوزير في عهد الرئيس نميري، والذي اشترك في كتابة التقرير). وبعد ذلك بثلاث سنوات، كانت وراء تأسيس منظمة "سيف دارفور" (انقاذ دارفور) سنة 2004. تعليق (2): منذ البداية، شنت روث ميسنجر حملة ضد ما اسمتها "الاقلية العربية الاسلامية الحاكمة في الخرطوم." وفي سنة 2004، انتقلت من مشكلة الجنوب الى مشكلة دارفور. ومرة اخرى وفي متحف "هولوكوست" اليهودي في واشنطن، نظمت اول مؤتمر اميركي عن دارفور. وبدأت حملة ضد ما اسمتها "الابادة العربية ضد الافارقة في دارفور." وفي آخر سنوات الرئيس السابق بوش الابن، قادت حملة اعلانات في الصحف ضده لانه لم يرسل قوات اميركية للتدخل في دارفور (وفي السودان). وبعد ان صار اوباما رئيسا، واختار الجنرال قريشون مبعوثه في السودان، وقال غرايشون انه لابد من التعاون مع حكومة السودان لحل مشاكل السودان، قادت ميسنجر حملة ضدهما، لا تزال مستمرة. تعليق (3): الأن، بعد ان قل اهتمام العالم بمشكلة دارفور (وبارك الله في باراك اوباما، وفي الجنرال قريشون)، عادت ميسنجر الى مشكلة الجنوب. صحيح، ينتقد هذا التقرير حكومة الخرطوم، وينقتد حكومة جوبا. وينتقد "صفقات" بين حزب المؤتمر في الشمال والحركة الشعبية في الجنوب. لكن، تظل ميستغر ، ومنظمة "الخدمة اليهودية العالمية"، والمنظمات التي تتحالف معها، لا تريد الخير للسودان والسودانيين، شماليين وجنوبيين. ----------------------------- [email protected]