الواقع الافتراضي هو "واقع الكتروني مشابه للواقع الحقيقي" وتطبيقاته كثيرة منها البريد الالكتروني ، آلة البيع الالكتروني ، الألعاب الالكترونية، المكتبات الالكترونية وغرف الدردشة الالكترونية ، ويبدو أن الواقع الافتراضي قد تغلب على الواقع الحقيقي في بعض المجالات بدليل أن بعض الصحف الغربية الشهيرة قد توقفت نهائياً عن الصدور واكتفت بإصدار نسخة إلكترونية! وفي مجال التعليم ، أخذت المدارس والجامعات الافتراضية تحل محل المدارس والجامعات الحقيقية في بعض الدول بل أن حياة الانسان المعاصر صارت محكومة بالواقع الافتراضي فالأجهزة الالكترونية صارت تسجل تفاصيل استهلاك الخدمات العامة ، المعاملات البنكية ، معاملات الاستيراد والتصدير وتفاصيل جوازات السفر وحالات الوصول والمغادرة بحيث أصبح الفصل بين الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي مستحيلاً بل أن أي تعطل في نظام خدمات الواقع الافتراضي صار يؤدي إلى إصابة الحياة الحقيقية بالشلل التام! لقد أدت هذه الهيمنة الافتراضية إلى ظهور تطورات قانونية حديثة بالغة الأثر والأهمية تمثلت في إصدار قانون التجارة الالكترونية الذي يُطبق على سائر المعاملات الالكترونية بعد إدخال عدة مباديء قانونية حديثة مثل مجلس العقد الافتراضي كبديل لمجلس العقد الحقيقي والتوقيع الالكتروني كبديل للتوقيع الحقيقي فمثلاً يستطيع مستخدم بطاقة الفيزا الحكمية الدخول إلى السوق الافتراضية على شبكة الانترنت وشراء سلع من نقاط البيع الافتراضية مقابل دفع ثمنها من رصيد البطاقة ومن ثم يستلم في نهاية المطاف طرداً يحتوي على المشتريات الحقيقية! ومن معاني الواقع الافتراضي تلك الصور الالكترونية ثلاثية الأبعاد التي يُمكن التفاعل معها بحاستي البصر والسمع عبر استخدام نظارات وسماعات خاصة تهدف إلى فصل المستخدم من الواقع الحقيقي وتمكينه من الانغماس التام في الواقع الافتراضي، وهناك جيل جديد من الواقع الافتراضي يجري تطويره في بريطانيا ويُطلق عليه "الواقع الافتراضي الحقيقي" وهو يهدف إلى تمكين المستخدم في المستقبل القريب من التفاعل مع الصور ثلاثية الأبعاد عبر حواس البصر، السمع، اللمس، الذوق والشم! وبصرف النظر عن إيجابيات الواقع الافتراضي مثل قضاء المصالح الحيوية بسرعة البرق وسلبياته مثل الانغماس المرضي في الخيالات ، يبقى معظم البشر مخلصون للواقع الحقيقي إذ يُحكى أن أب وولده كانا على وشك تناول دجاجة محمرة ثم سأل الأب إبنه الذي يعمل مهندس الكترونيات: ما هو الواقع الافتراضي؟! فرد عليه الإبن بزهو: لتبسيط المسألة فإنني استطيع عبر تقنيات الواقع الافتراضي تحويل هذه الدجاجة إلى دجاجتين إحداهما حقيقية والأخرى افتراضية! عندها حمل الأب الدجاجة في يده ثم خاطب إبنه ساخراً: حسناً، أنا سأكل هذه الدجاجة الحقيقية وبإمكانك أنت أن تستمتع بأكل الدجاجة الافتراضية! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي