• أمس الأول قدم فتية المريخ فصلاً جديداً من فصول مهازلهم التي تعودوا عليها في الفترة الأخيرة.
• ذهبت إلى المطبخ لجلب كوب ماء مع بدء المباراة وحين وصلت لمكان التلفزيون تسمرت وقوفاً أمامه للحظات غير مصدق أن النتيجة 1/صفر لصالح الجيش.
• فريق فرط في المباراة الأولى بتلك الطريقة وقدم أداءً باهتاً وقبيحاً، يسافر لاعبوه إلى النيجر ( وبطائرة خاصة كمان ) ليفتحوا المجال لخصمهم لتسجيل هدفه الأول مع أول دقيقة!
• أعاد التاريخ القريب نفسه ، لكن بشكل مختلف.
• فقد فعل المريخ ذات الشيء في مباراة أمدرمان بتسجيل هدفه الأول في نصف الدقيقة الأولى من المباراة، لكن المريخ عجز عن المحافظة على تقدمه وانهي المباراة متعادلاً، بينما حافظ الجيش في ملعبه على فوزه بكل سهولة.
• لم يقف الأمر على الهدف السريع بل أكد لاعبو الجيش على علو كعبهم رغم أن فريقهم لا يحظى بما يحظى به مريخ الوالي الغالي وسجلوا هدفهم الثاني.
• الهدف الثاني أكد بأن دفاع المريخ لا يقوى على الوقوف أمام أي مهاجمين حتى إن تم تجميعهم من فرق الروابط.
• سبق أن كتبت مقالاً بعنوان " كان اتأهلتوا لوموني" أكدت فيه أن المريخ لن يتأهل لأن دفاعه لا يستطيع أن يحافظ على الشباك نظيفة.
• لم أكن أرجم بالغيب حينها، لكنها كانت قراءة لشخص عرف الكرة ومارسها لا أكثر.
• وبالفعل صدقت توقعاتي واستقبلت شباك المريخ هدفين عقدا المهمة كثيراً على المهاجمين.
• وعلى فكرة لم تكن فكرة ذلك المقال استهزاءً من المريخ بقدر ما كانت محاولة لتحفيز لاعبيه على تقديم أداء رجولي في مباراة الرد.
• طارق مختار لم يتمركز جيداً قبل وصول الكرة للمهاجم، وبعد أن وصلت الكرة للمهاجم لم يعرف كيف يضغط عليه، ثم بعد أن كسر منه المهاجم سقط أرضاً وتركه يتقدم دون أن يتمكن سفاري البعيد من اللحاق به.
• دفاع هزيل وطريقة لعب أكثر هزالاً ومهرج برازيلي لا يتعلم من أخطائه، فكيف توقعتم أن يتأهل المريخ؟!
• قبل المباراة بساعات سمعت من يقول في إحدى قنواتنا الفضائية أن الظروف اختلفت هذه المرة وأن المريخ لعب عدداً من المباريات الإعدادية الجادة وأن الجيش فريق ليس لديه قاعدة جماهيرية كبيرة وأن.. وأن.
• خلاصة حديث الرجل أن المريخ سوف يتأهل على حساب الجيش.
• وطالعت أيضاً حديث عضو البعثة الإدارية للمريخ ، العميد صديق بإحدى الصحف الذي قال فيه كلاماً شبيهاً وأكد على قدرة المريخ على التأهل لأن الظرف اختلفت عما سبق المباراة الأولى.
• وطالعت أيضاً في نفس الصحيفة الرياضية عنواناً يقول " الطائرة الخاصة تثير الرعب بالجيش".
• قبل أن أعلق على هذا العنوان لابد من تصحيحه، رغم أنني لست سيبويه زمانه.
• فالطائرة لا تثير الرعب بالجيش، بل الصحيح هو أن تثير الرعب في نفوس أنصار أو إداريي الجيش.
• لكن دعكم من أخطاء اللغة فهي مألوفة في بعض صحفنا وقنواتنا الرياضية، وخلونا مع الفكرة نفسها.
• فقد تكرر هذا العنوان في ذات الصحيفة مرات ومرات.
• شخصياً وقعت عيناي على هذا العنوان أكثر من ثلاث مرات في نفس الصحيفة ، مع كل (سفرية) بطائرة خاصة لفريقي الهلال أو المريخ.
• دائماً تثير الطائرات الخاصة لفرقنا الرعب في نفوس الآخرين، والمصيبة أننا نعود مهزومين!!
• ألا تملون يا هؤلاء تكرار أنفسكم بهذا الشكل الرتيب؟
• غيروا شوية.. عدلوا.. بدلوا .. حاولوا أن تقدموا لنا أفكاراً وعناوين مختلفة ولو مرة!
• نعود للمباراة لنقول أن الروح لا تزال غائبة تماماً عن لاعبي المريخ.
• فبالرغم من الطائرة الخاصة التي أثارت الرعب ( بالجيش ) لم يلعب فتية المريخ المباراة بصورة تشير إلى أنهم ذهبوا إلى هناك للعودة ببطاقة التأهل.
• بعد الهدف لم يكن يتبقى لهم سوى هدف وحيد يكون بعده التعادل سيد الموقف، لكنهم لم يضغطوا على خصمهم كما يجب، رغم أن الأداء تحسن كثيراً بعد دخول العجب الذي يتهمه بعض من يخاطبون عواطف الجماهير بالتقدم في السن.
• بعد دخول العجب تحسن شكل المريخ كثيراً وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الشيء.
• لكن لم يكن الحماس كبيراً ولم تكن الغيرة على الشعار حاضرة وسط لاعبي المريخ ولذلك لم يحققوا التعادل.
• نعرج إلى الأستوديو التحليلي لقناة الشروق لنؤكد أن معظم ما قالوه لم يكن صحيحاً.
• فالمريخ لم يؤدي مباراة جيدة كما قال الأخ الكوتش فوزي التعايشة باستثناء ثلث الساعة التي أعقبت دخول العجب.
• والحكم لم يظلم المريخ في شيء وليس هناك ضربة جزاء واضحة يا رشيد المهدية، بل هناك شبهة حول لقطة محددة، وهي حالة أظن أن معظم الحكام لا يقفون عندها ولا يحتسبونها.
• أما هدف المريخ الملغي فهو قد نتج عن تسلل أوضح من شمس الظهيرة.
• وبمناسبة المحلل ومقدم البرامج الرشيد المهدية فقد كنت من المدافعين دائماً عن مهنيته وقدراته كمحلل ، لكن الفتي لم يعد كما عهدناه.
• ويبدو بالفعل أن الرشيد صار يجامل أكثر من اللازم.
• في مرات عديدة كنت أدافع عنه باستماته لكونه من اللاعبين السابقين القلائل الذي طوروا أنفسهم وتسلحوا بالعلم والمعرفة في مجال الكرة.
• منذ أن بدأت الكتابة حول الرياضة كنت ولا زلت على قناعة بأن الكاتب لابد أن يكون مبدئياً في مواقفه، ولذلك أحسب وأحلل وأقرأ جيداً قبل أن أؤسس لأي رأي أعبر عنه من خلال هذه الزاوية.
• إلا أن الرشيد والدكتور شداد خذلاني كثيراً وأجبراني على تغيير رأيي فيهما.
• فعلاً لم تعد مهنياً يا رشيد وأدعوك لمراجعة نفسك جيداً لأنك بهذه الطريقة ستفقد الكثير.
• الأمر عندي لا يتعلق باللونين وأبلغ دليل على ذلك أن الرشيد عندما كان يشيد بالمريخ قبل نحو عامين ويقول أن الفريق يسير في الطريق الصحيح كنت أوافقه القول رغم أن ذلك كان يغضب الكثير من الأهلة.
• أما الآن فقد اختلف الوضع كثيراً أخي الرشيد.
• صار المريخ يتراجع بخطوات متسارعة وفي نفس الوقت يتقدم الهلال بخطى راسخة، ولابد أن نقول ذلك دون مواراة أو وجل.
• ما استغربته من الرشيد أيضاً هو أنه سأل الحكم السابق شمس المعارف الذي كان ضيفاً على الأستوديو التحليلي لمباراة أمس الأول، عن بعض الحالات، لكن ما أن فتح الرجل فمه ليجيب قال له الرشيد " عذراً الوقت لا يسمح".
• والأكثر غرابة هو أنه أتاح الفرصة بعد ذلك للكوتش فوزي التعايشة.
• فهل يتم توزيع الفرص حسب توجهات وما نتوقع أن يقوله الضيف؟ أم ماذا يا رشيد؟!
• وأسألك أخي الرشيد لماذا أتيت بحكم سابق ما دمتم لا ترغبون في إفساح المساحة الكافية له بعد انتهاء المباراة ليتحدث عن حالات ربما أراد الناس رأياً حولها؟!
• " الزمن لا يسعفنا " هذا عذر أقبح من الذنب أخي الرشيد.
• فأنتم كقناة كنت تعلمون متى ستبدأ المباراة وإلى أي ساعة ستستمر ومتى سيكون موجز الأخبار.
• إذاً الأمور في القنوات الفضائية تخضع للبرمجة والقصة ما قصة تساهيل ساكت.
• فطالما أن الوقت لا يكفيك لماذا لم تأت بضيف واحد؟!
• لماذا تأتون بالضيوف لتحرجونهم بهذا الشكل ( البايخ)؟!
• ولماذا تحرمون المشاهد من الخدمة التلفزيونية المحترمة باعتمادكم على مبدأ ( حسب التساهيل) في كل شي؟!
• وبمناسبة الموجز الذي أوقفت لشمس المعارف كلامه في حلقه من أجله، فقد كان موجزاً ( بايتاً) لدرجة أنهم لم يحذفوا منه خبر المباراة نفسها.
• تخيلوا بعد أن انتهت المباراة وتأكد خروج المريخ، يأتي مذيع قناة الشروق ليقرأ في موجزه خبراً عن استعداد المريخ لمباراة الجيش النيجيري!!
• أحلم بيوم تصبح فيه قنواتنا الفضائية مهنية فعلاً لا قولاً.