إن فوكس نتائج منتخبنا للشباب في التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا للشباب لكرة القدم التي ستقام العام المقبل في العاصمة الليبية طرابلس جاءت مخيبة لتطلعات وآمال الجمهور السوداني وكنا نأمل أن يفوز منتخبنا على أرضه لتكون المحطة الكينية العبور للمرحة القادمة لكن أخطاء الإتحاد السوداني لكرة القدم المتكررة الذي يعشق المغامرات غامر بمنتخب شاب لم يتم إعداده جيداً على هذه النوعية من البطولات خاصة عندما تكون في القارة السمراء التي يتميز شبابها بالإعداد البدني والنفسي واللياقة البدنية العالية ولكن المخاطرة التي أقدم عليها الاتحاد السوداني لكرة القدم لم تأتِ بأكلها فخرجنا بخسارة على أرضنا ومنتخب مفكك لا يُرضي طموحنا..!!ولذا كانت مباراة الذهاب في نيروبي صعبة وخسر المنتخب كما هو متوقع بهدف دون مقابل وودع التصفيات لأن منتخباتنا السنية تشهد تراجعا ليس في النتائج أثناء مشاركتها الخارجية إنما على مستوى صقل وإبراز اللاعبين وتلقينهم أساسيات كرة القدم وأنماطها التكتيكية والسبب إعتماد الإتحاد على أجهزة تدريبية تحتاج إلى من يدربها ويزرع فيها خصلة التفوق من جديد، وليس على طريقة مشى الحال. إذا أردنا أن نتطور منتخباتنا السنية فيجب على الجهات المعنية بهذا الأمر الاستعانة بالخبراء ليضعوا الخطة المناسبة، التي تتلاءم مع قدرات اللاعبين البدنية والذهنية. المنتخبات السودانية لاسيما الناشئين والشباب أصبح العمل فيها يسير بطريقة معكوسة، ليس من المنطق أن تتطلع إلى التقدم وحصد النتائج ومن يقود بعض هذه المنتخبات مدربون ليس لهم الخبرة الكافية ولم يبلغوا المرتبة المتقدمة في مجال التدريب والقبول لدى الجماهير والإعلام واللاعب وفهم ما يحتاجه الأخير من المهارة وسرعة البديهة والتكتيك والانضباط في الأداء من الصغر والسلوك وكيفية التحرك وجميع الأساسيات التي تكفل له التألق عندما يشتد عوده. يجب أن توضع العاطفة والمجاملات بعيدا عن أي عمل قومي يراد له النجاح، المدربين السودانيين نقدرهم ونحترمهم ونتمنى أن يكونوا على الهرم التدريبي في المنتخب الأول وطالبا ولازلنا نطالب بدعمهم وصقلهم من خلال العمل مساعدين للمدربين في المنتخبات والأندية حتى يؤهلوا تأهيلا كاملا وهناك كثير من الأسماء لديها قابلية لتحقيق شيء مع مرور الوقت، ولكن ليس بتلك الطريقة المدعومة بالعاطفة والمجاملة والتي تسيء لهم وتحرقهم دون أن يحققوا شيئا يذكر كما حصل مع المنتخب الأول. لاعبي المنتخبات السنية يحتاجون إلى مدربين من نوعيات خاصة لديها القدرة على تعلم أساسيات الكرة منذ الصغر وليس على طريقة عندما شاب دخل الكتاب حينها اللاعب يصعد للفريق الأول وقد ينقصه الكثير من الأدوات ولم يستفد إلا القليل لأننا ندير الأمور بشكل ارتجالي في الكرة السودانية لو إن هناك مؤسسة تدير اللعبة فعلاً بعقلية إدارية احترافية ما وصلنا إلي هذه المرحلة المتأخرة والمتأسفة جداً. اللهم بلغنا شهر رمضان الكريم واجعلنا من الفائزين برحمتك والمتمتعين بمغفرتك واعتقنا بفضلك من النار.
